Admin Admin
عدد المساهمات : 302 تاريخ التسجيل : 30/12/2007
| موضوع: منقول من الخميس 01 سبتمبر 2011, 4:36 am | |
| هذه المساحه مخصصه لكتابات الاستاذ اسماعيل البشير في الدوريات العربيه ا منقول من مجله الصحه قطر بين المتنبي والهمزاني
إســــــمــاعـيــل الـبـشــــــــير عــلــي إدارة الإعلام - مؤسسة حمد الطبية
أسود آدمية تقارع الأسود الوحشية
أبو الطيب المتنبي، هو نابغة الشعراء العرب في أواخر العصر العباسي، والذي لم يبلغ شأوه في الشعر أحد من معاصريه أو ممن جاء بعده من الشعراء، بل قد عده بعض النقاد أشعر من نظم القوافي بلغة العرب، منذ أن وقف امرؤ القيس واستوقف وبكى واستبكى. وقد عاش خلال النصف الأول من القرن الرابع الهجري (303 – 354هـ)، وكانت حياته حافلة، ملئية بالمغامرات، لا يفتأ يتنقل من مكان إلى آخر ، ومن ممدوح إلى ممدوح، تحدوه في ذلك عزيمة صلبة ونفس طموحة، إلى أن مات مقتولاً بنواحي الفرات قريباً من الكوفة عام 354هـ. وهو هنا يمدح بدر بن عمار، أحد أمراء الشام، حيث تصدى لأسد بناحية طبرية والأردن، كان قدأثار الرعب في سكان تلك المناطق، وقتل كثيراً من الناس والبهائم، فجندله بسيفه، ثم تصدى لأسد آخر ظهر في نفس المنطقة، فاكتفى بضربه بالسوط فولى مدبراً لا يلوي على شيء. أما بديع الزمان الهمزاني فهو أديب ناثر وشاعر وكاتب ولد في نفس العام الذي قتل فيه المتنبي بمدينة همزان بأرض فارس وعاش في هراة واشتهر بكتابيه المقامات والرسائل، وهو أول من ابتكر فن المقامات في الأدب العربي، وعنه أخذها الحريري.والمقامة عبارة عن قصة قصيرة مكتوبة بأسلوب أدبي طريف ومسجوع. والهمزاني قد تعرض لقصة الأسد في واحدة من أروع مقاماته (المقامة البِشْرية) ووضع هذه القصيدة الرائعة على لسان بطل تلك القصة – بشر بن عوانة، الذي جشمه عمه قتل هذا الأسد المسمى (شجاعاً) بالإضافة إلى الحية المرعبة المسماة (داذاً)، ولم يقبل منه غير ذلك مهراً لابنته التي شغف بشر بحبها.
يقول المتنبي في وصف الأسد:
وَرْدٌ إذا وَرَدَ الـبـُحَــــيْـرةَ شـــــارِبـاً وَرَدَ الــفُـــــــــــراتَ زَئـيـرُهُ والـنـِّيـــلا مُتَخَضِّبٌ بدمِ الفوارسِ لابسٌ فـي غِــــيــلـهِ من لِبْـدَتـَيْـه غِـــيــلا مـا قُـوبـِلَــتْ عَــــيـْنـاهُ إلا ظُــنـَّتـَـا تحت الدُّجَى نارَ الفريقِ حُلولا فـي وَحْـــــدَةِ الرُّهْــــبـــانِ إلا أنَّـــه لا يَـعْـرِفُ التَّحــْريمَ والتَّحْـلـيـلا يَطَأُ الثَّرَى مُتَرَفِّقــاً من تِيهِـهِ فـكأنَّـــه آسٍ يَــجُــــــــــسُّ عَـــــلــيـــلا ويَرَدُّ عَـفْـرَتَـه إلى يَـأْفُــوخِـــــــــــــه حتَّى تَصـيـرَ لرأسِـــــــــــه إكْلـيـلا
و يقول بديع الزمان في وصف الأسد:
يُكَفْـكِـفُ غِـيـلَـةً إحْــــــدَى يَدَيْـه ِ ويَـبـْسُــطُ للوُثـُوبِ علَىَّ أُخْــــرَى يُـدِلُّ بِمِـخْــلَـبٍ وبـحَــــــــــــدِّ نَـابٍ وبالَّحْـظــاتِ تَحْسَبُهُنَّ جَـمْــــــرا فَـقُـلْـتُ لـهُ وقـدْ أَبْـدَى نـِصَــــالاً مُــحَــــــــدَّدَةً ووَجْـهَــــاً مُكْـفَــهِـــــــرَّا نَصَحْتُكَ فالْتَمِسْ يالَيْثُ غَيْرِي طَعامـاً إنَّ لَحْـمِـــي كان مُــــــرَّا
و أما الأسد الآدمي الذي قهر أسد الشرى فقد وصفه المتنبي بهذه الأبيات:
أَمُعَفِّـــــرَ اللَّيْثِ الهِزَبْرِ بسَـوْطِــــــــــه ِلـمَن ادَّخَـرْتَ الصَّـارِمَ الـمَـصْــقُــولا أَلْقَـى فَرِيسَـتَهُ وزَمْجَــــــــــــــرَ دُونَـهــا وقَـــــرُبـْتَ قُــــرْبـاً خَــــالَــــهُ تَـطْــفِــيـلا فتَشَــابَـهَ الَخُلْقـَانِ في إقْدَامِـــــــــــــــهِ وتَخًــالَــفَـــا فـي بَذْلِكَ الـمَأْكُـولا أسَدٌ يَرَى عُضْوَيْهِ فِيكَ كِلَيْهِما مَــــتْــنـــاً أَزَلَّ وســـــاعِـــــداً مَــفْـــــتُــولا مَا زَالَ يـجْــمَـــــعُ نَفْـسِــــــه فـي زَوْرِه حتَّى حَسِبْتَ العَرْضَ مِنْهُ الطُّــــولا ويَدُقُّ بالصَّدْرِ الـحِـجَــــــــــارَ كأنَّـه يَبْغِي إلى ما في الَحضِيضِ سَبِيلا سَبَـقَ الْتِقـاءَكَـهُ بوَثْبـَةِ هـاجِـــــــمٍ لَوْ لَمْ تُصادِمْــــــــــهُ لَـجــــــازَكَ مِــيـلا خَـــذَلَـتْـهُ قُـــوَّتَــهُ وقَــدْ كـافَـحْـــتَــهُ فاسْتَنْصَــرَ التَّسْــلـِيـمَ والتَّجْـــدِيـلا قَبَضَـتْ مَـنِـيَّـتَـهُ يَـدَيْــهِ وعُـنْـقِـــــــــــهِ فكَأَنَّــمـــــــــــا صـــــادَفْــتَـــهُ مَـــغْـــــلُــولا سَـــمِـعَ ابْنُ عَــمَّــتِـــهِ بِـهِ وبِــحـــالِــــهِ فمَضَى يُهَرْوِلُ مِنْكَ أَمْسِ مَهُولا وأَمَـــــرُّ مِــمَّـــــــــا فَـــــرَّ مِــنْـهُ فِـــــــــرارُهُ وكَقَــتـْلِـهِ أَنْ لا يـَمُـــــوتَ قَــــتِـــيـــلا تَلَـفُ الَّذِي اتَّخَـذَ الْـجَــراءَةَ خُــلَّــةً وَعَظَ الَّذي اتَّـخَـذَ الفِــرارَ خَـلِـيـلا
بينما وصفه البديع بالأبيات التالية:
أَفَـاطِــمُ لَوْ شَـهِـــدْتِ بِـبَطْــنِ خَـبـْتٍ وقَدْ لاقَى الـهِـــزَبْـرُ أَخــاكِ بـِشْـــــرا إذاً لَــرَأَيْـــتِ لَــــــيْــــــثـــــاً أَمَّ لـَــــيْــــــثـــــاً هِـــــــزَبْــراً أَغْـــــلَـــبــاً لاقـَى هِـــــــزَبـْـرا تَبَهْـنـَسَ إذْ تَقـاعَـسَ عــنـهُ مُـهـْــــرِي مُحَــــــاذَرَةً فقُـلْـتُ عُــقِــــرْتَ مُـهْـــــــرا أَنِـلْ قَـدَمَـــــيَّ ظَـهْـــــــــــرَ الأرضَ إنِّـي رأيْتُ الأرضَ أثْبَتَ مِنْكَ ظَهـــــرا وقَلْبِي14 مِثْلُ قَلْبِكَ لَيْسَ يـَخْـشَـى مُـصَــاوَلَـةً فَكـيـْفَ يَخَـــــافُ ذُعْـــــــرا وأنْتَ تـَرُومُ للأشْـــــــــــــبـــالِ قُـــــــوتـــاً وأَطْلُبُ لابْـنـَةِ الأعْــمَــــــــامِ مَـهـْــــــرا فَفِــيـمَ تَـسُــــــــــومُ مِـثْـلـي أَنْ يُـوَلِّــي ويَجْعَـلُ في يَدَيْكَ النَّفْسَ قَسْــــرا تـُحَــــــــــــاوِلُ أن تـُعَــلِّــمَــنـي فِــــــــراراً لعَمْــــرُ أَبيكَ قـد حَــاوَلْـتَ نُـكْــــــرا وفـي يُمْـنـايَ ماضِي الـحَــــدِّ أَبْقَى بـمَـضْــــربِــه قِــــــراعُ الـمَـــــــوْتِ أُثْـرا ألَـمْ يَـبْـلُـغْــكَ مــا فَــعَــلَــتْ ظُـــبَــاهُ بكاظِـمَـــــــةٍ غَــدَاةَ لَـقِــيــتُ عَـمْــــــرا فَـلَـمَّــــــا ظَــنَّ أَنَّ الـغِـشَّ نـُصْـحـِـــي وخَــالَـفَـنـي كَأَنِّي قُلْتَ هُـجْــــــــــرا مَشَـى ومَشَـيْـتُ مِنْ أَسَــدَيْنِ رَامَــــا مَـرامَــــــــــاً كانَ إذ طَلَـبَـاهُ وَعْـــــــــرا هَـزَزْتُ لَهُ الـحُــسَـــــــامَ فخِـلْـتُ أَنِّـي سَلَلْتُ بِهِ لَدَى الظَّلْمَـــاءِ فَجْــــــــــرا وأَطْـلَـقْـــتُ الـمُــهَـــنَّـدَ مِنْ يَـمِـيـنـي فَـقَـــــدَّ لَـهُ مِن الأضْـــلاعِ عَــشْــــــــرا وجُـــدْتُ لَـهُ بِـجَـــائِــشـَــــــــــــــــــةٍ أَرَتـْــهُ بِـأَنْ كَذَبَـتْــهُ مَـا مَــنَّــتْــهُ غَــــــــــــدْرا بِضَـرْبَـةِ فَيْصَـــلٍ تَرَكَتْـهُ شَـفْـعَـــــاً لَـــــدَيَّ وقَـــبْــلَـــها قَــــدْ كَــانَ وَتْــرا فَـخَــــــــــــرَّ مُــجَـــــــــــدَّلاً بِـدَمٍ كَأَنِّـي هَــدَمْــــتُ بِـهِ بِـنِـاءً مُـشْـمَـخِـــــــــــــرَّا وقُـــلْــــتُ لـَهُ يَــعِـــــــــــــــــــزُّ عَــلَــيَّ أَنِّـي قَتَلْتُ مُنَاسِــبِـي جَـلَـداً وفَخْـــــــــرا ولَكِنْ رُمْــتَ شَــيْـئـاً لَـمْ يَرُمْـــــــــــــــــهُ سِـوَاكَ فلَمْ أُطِـــقْ يالَـيْــثُ صَـبْـرا فَلا تَـجْـــــــــزَعْ فَقَـدْ لاقَـيْـتَ حُـــــــرَّاً يُـحَــــــاذِرُ أَنْ يُعَــابَ فَـمُــــتَّ حُـــــــرَّا
| |
|