وكان عباس يشارك أساسياً في أي مباراة للقرية، وكانت مشاركاته كلها إيجابية، وأذكر أنه قد أحرز هدفاً في مباراة العريجاء والكريمت الشهيرة، التي أقيمت بين الفريقين، على كاس القسم، في منتصف سبعينات القرن المنصرم، والتي كان بطلها الأول حارسنا الباسل عبد القادر إدريس، وكنا قد أدركنا التعادل 2:2 ثم تمكن فريق الكريمت من التفوق بإحراز هدف من تسلل واضح في الرمق الأخير من المباراة... (طبعاً الكريمت تعتبر مدينة والعريجاء مجرد قرية بسيطة، فالفارق لابد أن يكون كبيراً)...
عباس كورنا في دورة الراحل ميرغني حسن
وفي أوائل ثمانينات القرن الماضي انطلقت منافسات رياضية بين فرق المنطقة في إطار ما يسمى بدورة الراحل ميرغني حسن (عليه رحمة الله)، وكان عباس في ذلك الوقت يمثل عنصر الخبرة في فريق العريجاء، وكان يرتدي بنطالاً مقطوعاً من تحت الركبة (فهو رجل سلفي ملتزم) وكان بعض ظرفاء المشجعين بالعزازي يسميه (السقَّا)... وقد تألق عباس بشكل لافت في هذه الدورة، واكتسب لقبه الخالد (عباس كورنا)، فقد كانت كورناته لا تخطئ الشباك إلا نادراً، فهي إما أن تلج المرمى مباشرةً، أو ترتطم بأحد مدافعي الفريق الخصم ثم تلج المرمى، أو يعالجها أحد لاعبي فريق العريجاء بالرأس أو بالقدم فتهز الشباك !!!
وكان مشجعو العريجاء يتهللون فرحاً ويستبشرون خيراً كلما كسب فريقهم ركلة ركنية، وكأنه قد كسب ضربة جزاء !!!
وقد حكى لي أخي فضل المرجي مشهداً من هذه الركنيات البديعة، فقال لي كنا نلعب ضد أحد فرق العزازي، وكانوا قد عانوا كثيراً من كورنات عباس، فكلما حاولوا التصدي لإبعادها عن المرمى تحولت من أقدامهم أو رؤوسهم إلى داخل شباكهم... قال: أثناء المباراة احتسب لنا الحكم ركلة ركنية (كورنا) وذهب عباس لتنفيذها، فقال لاعبو فريق العزازي لبعضهم: (ما في أي زول يهبش الكورة دي، وخلوها بس تمشي زي ما تمشي...).. ونفذ عباس الركنية، وتركها لاعبو فريق العزازي لحال سبيلها، فولجت الشباك بكل سهولة ويسر... فقالوا: هذه هي الطريقة التي تفوز بها علينا العريجاء دائماً !!!
ومن طرائف قصص عباس في تلك الدورة الرياضية ما حكاه لي ذات مرة أنه كانت تنتظرهم مباراة هامة مع فريق شرس من فرق المنطقة، وكان بعض لاعبي فريق العريجاء قد ذهبوا إلى أحد الأناطين لينصرهم على خصومهم – بزعمهم – وطبعاً عباس لم يذهب معهم، بل بذل لهم النصح، وحاول جهده إثنائهم عن ذلك... دار بيني وبينه الحوار التالي:ـ
- كورتكم كيف يا عباس ؟؟!
(فرد عليَّ باستياء واضح)
- ياخي الكورة كلها شِرْك !!!
- كيف الكلام ده ؟؟!
- يا خي الجماعة ديل قاموا مشوا للأنطون، وقام الأنطون أدَّى كل واحد من المهاجمين التلاتة تمرة، وقال أي زول أديتو تمرة حيجيب قون !!
- آها وبعد داك فزتوا ولَّا هزموكم ؟؟!
- نحن فعلاً فزنا في المباراة... لكن القينان كلها جبتها أنا، وناسك الشالو التمرات ما جابوا الرمادة التكيل خشمهم !!!