Ismail
عدد المساهمات : 2548 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 44 الموقع : aykabulbul@gmail
| موضوع: عندما تحول مشجعو طرطشة إلى فرقة أكروبات الثلاثاء 22 أبريل 2008, 7:46 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم عندما تحول مشجعو طرطشة إلى فرقة أكروبات فركبوا جميعاً على ظهر التراكتور وقعت هذه الحادثة في أواخر الستينات من القرن الماضي، في أعقاب مباراة في كرة القدم، من مباريات دوري التفتيش الذي كان سائداً في ذلك الحين. وقد أقيمت المباراة على ميدان العريجاء، و كان طرفاها فريقي العريجاء وطرطشة. وكان فريق طرطشة أو طرطشت (التي تم تغيير اسمها مؤخراًً إلى بانت) يضم اللاعب (الأشول) المبدع إمام مرحوم، الذي ينحدر من أسرة وفدت إلى طرطشة من طابت، والذي يعتبر أحرف لاعب في المنطقة خلال حقبة الستينيات. ومع احترامنا البالغ للثالوث العريجاوي المبدع (علي نعيم، وأحمد عبد الله، ومحمد عطا المولى) إلا أننا لانملك إلا أن نعترف بأن إمام مرحوم، كان أميز وأبرع لاعب في مكتب النعمة، وربما في قسم المنسي بأسره. وهو الذي كان يصنع الفارق سواء في فريق طرطشة أو منتخب مكتب النعمة (الذي كان يتم تكوينه بين الفينة والأخرى، ويكون جله من أبناء العريجاء)، وأذكر أنه لأهمية هذا اللاعب، وعلو مقامه الكروي، كنا إذا فزنا على (طرطشت) يأمروننا نحن الصغار أن نطوف بالقرية ونردد هذا الهتاف: (منو الما بنوم؟؟! ... إمام مرحوم!!). وظلت لإمام مرحوم تلك المكانة إلى أن سطع نجم عبد القادر إدريس ( أبو إدريس) بالعريجاء فطغت أنواره على كل نجم تلألأ قبله في المنطقة.
وصل فريق طرطشة الرياضي إلى مسرح المباراة بميدان العريجاء على متن تراكتور (بابور)، أما الجمهور الطرطشاوي فجاءوا جميعهم ( كدَّاري)، بعضهم عن طريق الكبري الشرقي، والغالبية اختصروا المسافة فخاضوا عبر ترعتي (الحبوب) و(الرايات) ووصلوا إلى الملعب مبكراً.
في تلك المباراة تألق إمام مرحوم بشكل لافت، بيد أن حارس مرمى العريجاء، إبراهيم الصافي شريف، لم يكن في يومه، فاستطاع إمام أن يحرز في مرمانا 3 أهداف، كلها أرضية وجميلة ومن خارج الخط. الكرات الأرضية هي أصلاً تمثل نقطة الضعف الرئيسية لحارس مرمانا إبراهيم الصافي، وكان إمام يرسل قذائفه الأرضية بلا رحمة (حصحاصها يتطاير)، فانتهت المباراة لصالح طرطشة (3 -صفر)، وهي إحدى الحالات النادرة جداً التي يتجرع فيها فريق العريجاء الهزيمة من أحد فرق المنطقة، ناهيك عن أن المباراة مقامة على أرضه وبين جمهوره.
هذا الفوز الكاسح، والنصر المؤزر غمر أبناء طرطشة بفرح جنوني، فما كان منهم إلا أن تحولوا إلى فرقة أكروبات، تعشق الأعمال البهلوانية. وذلك أن الفريق ومشجعوه قاطبةً تسلقوا على ظهر ذلك التراكتور المسكين (20 على الرفرف اليمين، و20 على الرفرف الشمال، و10 متشبثين بماسورة المدخنة، و10 ملتفين حول مقعد السائق، و15 جلوس على الكبود الأمامي، و20 فوق المحراث) -(الأرقام دي فيها مبالغة شوية) - ثم انطلق ذلك التراكتور الميمون متجهاً نحو طرطشة، حاملاً على متنه تلك الزمرة الأكروباتية التي لم تكن حينئذٍ تستطيع الهتاف ولا التصفيق خشية السقوط من ظهر التراكتور.
ولكن للأسف، ويا حسافة، ويا فرحة ما تمت!!! لم يتهنأ أهل طرطشة بذلك النصر الكبير، إذ تقدم فريق العريجاء بشكوى رسمية إلى مسئول الشئون الرياضية بمكتب النعمة، وفي حدود المدة القانونية. مفاد تلك الشكوى أن أحد لاعبي فريق طرطشة (وهو إمام مرحوم) مسجل رسمياً بأحد أندية طابت، وقدموا الدليل على ذلك، وهذا يعتبر مخالفاً للوائح المعمول بها، فما كان من المسئولين بالمكتب إلا أن اعتبروا فريق العريجاء فائزاً بالمباراة وفريق طرطشة مهزوماً، ولكن برغم ذلك ظلت ذكرى تلك الهزيمة الثقيلة هاجساً يؤرقنا ردحاً من الزمان، وظل ذلك العرض البهلواني الفريد لتلك الفرقة الأكروباتية العجيبة أمراً يبعث على الدهشة والعجب يا أبناء العجب!!!
ملحوظة: البعض يتهمني بالتحامل على طرطشة وأهلها، وهم يجهلون أو يتجاهلون أنني تربطني بأهل طرطشة صلة رحم ووشائج قرابة. (حبوبتي الجابت جدي علي ود المحينة هيشابية من طرطشة، تُدعى حليمة بت العجب)، وهذا هو السر وراء العلاقة القائمة بين بعض أهلنا المحيناب وناس طرطشة، كما كان الحال بين الشيخ إدريس ود عبد الله ود النقر وابن عمنا علي ود أحمد، الذي يحلو لأهل طرطشة أن يسموه (علي ود المحينة).
من كان له أدنى شك في صحة وقوع هذه الحادثة وما أحاط بها من ملابسات، فما عليه إلا أن يستوثق من الخبر بسؤال بعض شهود العيان من أمثال أحمد نعيم وعلي جريجير وحامد ود الزين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أقعدوا عافية إسماعيل البشير (أبو مسلم) | |
|