ثقوب في ثوب الحاضر!!

أشكر جزيلاً هذا الصوت أولاً لمجيئه معرباً بصدق عن جيل بأكمله، ثم ثانياً لأنه عرف لماضيه قدره و ثبت لحاضره حقه في أن يوقد شمعة بدلاً من لعن الظلام..وأن يغرس فسيلة ولو بعيد غروب شمس الدنيا ..هو ذا ما نتوسمه في نشئنا..شباباً مسلحاً بالعلم محصناً بالإيمان مفعماً بالهمة..لا أن يكون فارغاً له جلبة ودوي. نتطلع إلى جيل مثابر، مرفوع الهامة يمشي بخطى واثقة ووقار؛ نريد بناة لصروح المجده و هياكل الجاح، كسنابل الحنطة مثقلة بحمل ثمارها لا كصبية حمقى أتوا إلى لوحة رسّام هائمة بالحسن، ناطقة بالجمال فمحوا محاسنها و شاهوا رونقها، لا نريد جيوشاً من الأغبياء الكسالى المتسكعين ، ممن مشاريعهم كلام، وحججهمصراخ وأدلتهم هذيان وحصائلهم يباب؛ لا تستطيع أن تطلق على أحدهم لقباً مميزاً سوى أنه صفر على اليسار يعيش بلا هدف، و يمضي بلا خطط، و يسعى بدون ظل ، هو عديم الهمة، ليست له أعمال تُنقد، كونه قاعداً لا يسقط ولا يقوم،..فهولا يُمتدح بشيء، ولا يُسب بشيء كونه ثوراً في مسلاخ إنسان.الأسد ليس كالضبع الذي يأكل الميتة، والنمر لا يهجم على المرأة لعزة النفس وكمال الهمة، أما الخنازيرالصراصير والجعلان فقمة نشاطها في القمامة وإبداعها في الزبالة.فلتجمعوا أمركم كما العصي فلا يَحْطِمَنَّكُمْ الخصم وَجُنُودُهُ وَهُمْ يَشْعُرُونَ.ولتأخذوا عبرتكم من النخلة باسقة الطول دائمة الخضرة حلوة الطلع كثيرة المنافع، والتي إذا رماها سفيه بحجر عادت عليه تمراً، لا من الحنظلة عقيمة الثمر، مشؤومة الطلع، مرة الطعم، عديمة النكهة..أصبح لدينا فراغ نذهبه في كسر عظام الناس ونشر غسيلهم وتمزيق أكفانهم. صرنا كالذباب يبحث عن الجرح، وليس كالنحل مشغول برحيق الزهر يحوّله عسلاً خالصاً فيه شفاء للناس،إذأ، فلنتقن عملنا ولا تصغ لمثبّط أو حقود. هبطت بعوضة على نخلة، فلما أرادت أن تطير قالت للنخلة: تماسكي أيتها النخلة فأنا سوف أطير، فقالتلها النخلة: والله ما شعرت بك يوم حططت فكيف أشعر بك إذا طرتِ؟!