الكرة السودانية في عصرها الذهبي

بسم الله الرحمن الرحيم

حليل أيام عزك يا كورة السودان

الكابتن سكسك (أسامة آدم ريحان) نجم المريخ والتحرير السابق، وأحد أعمدة المنتخب السوداني في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضي؛ كان زميلي ويعمل معي في مكتب واحد، أيام عملي السابق كمترجم بالقوات البحرية الأميرية القطرية. وهو رجل خلوق ومهذب وحلو المعشر. والقصيدة التي بين أيدينا عبارة عن رسالة حزينة موجهة إليه، كتبتها عقب الهزيمة الثقيلة التي مني بها المنتخب القومي السوداني من المنتخب المصري (6 - صفر) في أوائل شهر يونيو 2005. والقصيدة بمثابة إطلالة على الكرة السودانية في عهودها الزاهرة، وعصورها الذهبية. وقد تم نشرها سابقاً بالموقع الإلكتروني للجالية السودانية بقطر.

رسالة إلى الكابتن سكسك

أسامة أبو الأمين ..
يا ساحر الفوتبول
وصاحب أحلى قون ..
في مرمى ليفربول
مرارة الحسرة ..
علقم في الحلق يازول
كتاب الشكوى..
في طياتو ياما فصول
فضيحة الستة ..
قرعت للحقيقة طبول
تصحي النائم الغافل ..
تهز الواجم المذهول!
******
وسط تائه ..
هجوم مشلول
دفاع مهتز ..
ضعيف مهزول
وحارس المرمى ..
بين خشباتو زي مسطول
وراس الحربة ..
فرمل وخلَّص البترول
عك وعكيك وأوضاع..
ما فيها ليها حلول
عناصر لسه تلعب..
وفي عمر قاقول
وأجسام العصافير..
لا حجم لا طول
كابتن مازدا ...
أيه بيقول؟!
كمال شدَّاد كلامو ..
يضحِّك المخبول!!
وياريت .....
ردُّو كان معقول!!
وقال: إنُّو...
’الجميع مسئول‘
******
بقينا فريسة ..
للآكل وللمأكول
حليل يوم كنا ...
في الميدان نصول ونجول
ونرسم فيه لوحات ..
بالعرض والطول
حليل يوم كنا...
في المضمار أعزَّ خيول
وتيار نيلنا.....
كان بيفتت الجندول
حليل جيل الدهب ..
ناس برعي، ناس منزول
حليل جيل الوسط ..
ناس جكسا، ناس جقدول
حليل مرمانا...
لمن كان منيع مقفول
وحارسو بريمة...
ضرغام العرين، الغول
*******
أسود الحارة ديل...
أخوان سعاد وبتول
وفرسان ساحة ...
ديمة بحققوا المأمول
رجالاً كان ...
بياكلو الفول
ملاح الخدرة ..
غير كاتول
وفيهم همة ...
زي سيف البجة المسلول
صواريخ سانتو ...
كان ترتاد حمى المجهول
وراس القاقا...
راس نووي وسلاح محمول
فنون الكورة...
هم الختو ليها أصول
رجالاً كان بتلعب..
بي رجول وعقول
وغيرة وروح..
تدك هضبة بني شنقول
*******
حليلم كانوا ..
زارعين لي فرحنا حقول
وكنا بنجني ريعا ..
ونحصد المحصول
سمير يمشي ...
وشرف بيصول
وحسبو يلالي ...
زي الصارم المصقول
*******
سكسك يا الحبيب..
أسطورة الفوتبول
متين حاضرنا ...
تفتق في ترابو شتول؟
متين زرعتنا ...
تنضج، ويطلع القندول؟
وابراهومة يرجع ...
والأمير منزول؟؟؟

للشاعر الذبيح (أبو مسلم)
إسماعيل البشير المحينـة

موضوع: رد الأربعاء 07 نوفمبر 2012, 4:48 am

يا حليل ذاكرتي زمان ... ويا حليل كورتنا زمان

أحبائي الأعزاء الحقيقة أنا أكذب لو قلت لكم أني كنت ناوي بالمشاركة والكتابة بالمنتدي اليوم لأنني وكما ذكرت من قبل ظروف العمل في نهاية كل عام لا تسمح لي بالكتابة حيث أنني كل يوم أخرج الصباح وأعود للمنزل مع صلاة العشاء .
رجعت اليوم الثلاثاء وكالعادة بعد 13 ساعة من العمل المتواصل وقلت في نفسي لماذا لا أفتح المنتدي اليوم ؟ وبعد طول غياب لعلي أجد موضوعا جديدا وشيقا يريح أعصابي ويسليني قبل النوم فقد رجعت من العمل منهك ذهنيا وجسديا.لكنني لم أتحمل من فتح المواضيع الجديدة بالمنتدي لحوجتي لبعض النكات والقفشات وبالفعل رجعت لإستراحة العريجا بحثا عن أي طرفة لكن للأسف لم أجد أي موضوع جديد. ثم تحولت للمنتدي الرياضي بحثا عن أي مناكفات بين الهلالاب والمريخاب بالمنتدي ولاسيما أحد الفريقين في طريقه إلي الكاس الإفريقي (اللهم أجعله المارد .... ).وللأسف لم أجد أي جديد .
المهم في هذا الموضوع أنني وبعد أن قررت الخروج من المنتدي وقفل جهاز اللابتوب تذكرت القصيدة الرائعة للرائع دوما الشاعر أسماعيل وهو يذكرنا بكورتنا أيام زمان وقد سبق أن قرأت هذه القصيدة عدة مرات من قبل لعلها يريح أعصابي وأنام بعد ذلك .
لكنني وأنا أقرأ هذه القصيدة ( أعلاه ) تحسرت كثيراعلي ذاكرتي أيام زمان عندما تذكرت موقف حصل لي عام 1970م وأنا في سنة أولي بدلقو الوسطي .
في ذلك الزمان كنا نسمع عن جقدول وجكسا وكاوندا مثلما كنا نسمع عن التفاح والموز . ذات يوم ونحن في جرس الراحة بالداخلية أرسل لي أستاذ العربي وعرفت منه أن السودان نال كاس افريقيا وناولني قصاصة ورق من صفحتين
عرفت بعدها أن أسمها الجريدة وقال لي وهو في قمة الفرح والنشوة : قال :- أنا عارفك وعارف مستواك حاول قراءة هذه القصيدة بعد نصف ساعة في طابور المغرب وبالرغم أنني أتناول الجريدة لأول مرة وأقرأ قصيدة خارج المقرر الدراسي لأول مرة إلا أنني ألقيت هذه القصيدة في الطابور دون أن ألقي أي نظرة علي الجريدة وقد حفظتها عن ظهر قلب حتي هذه اللحظة :
تحية ثائر جلد إلي الأبطال في بلدي
إلي كوكا إلي جيمس وكل مدافع صلد
إلي جكسا وكاوندا وعزالدين والأسد
يلاقي الخصم في ثقة بقلب غير مرتعد
عزيز كان حامينا ومنقذنا من الخطر
ونجم الدين صخرتنا أعاد لشعبنا الظفر
أمين كان راعينا وقائدنا إلي النصر
بشارة كان أستاذا يطوع جامع الكور
سمير كان فنانا يجيد العزف بالوتر

تحية ثائر جلد إلي الأبطال في بلدي
إلي كوكا إلي جيمس وكل مدافع صلد
إلي جكسا وكاوندا وعزالدين والأسد
يلاقي الخصم في ثقة بقلب غير مرتعد
عزيز كان حامينا ومنقذنا من الخطر
ونجم الدين صخرتنا أعاد لشعبنا الظفر
أمين كان راعينا وقائدنا إلي النصر
بشارة كان أستاذا يطوع جامع الكور
سمير كان فنانا يجيد العزف بالوتر

دائماً مداخلاتك مميزة يا أبا مصعب، حتى إذا كانت في الربع الأخير من السنة...

والعجيب أن تعقيبك الجميل هذا هو أول تعقيب على هذه القصيدة منذ أن تم نشرها في هذا المنتدى...

وتعليقاً على تلك الأبيات الجميلة عن منتخب السودان أو الفريق الأهلي السوداني، كما كانوا يسمونه آنذاك، الذي أحرز كأس الأمم الإفريقية عام 1970م، أقول أنني أذكر تلك الأحداث جيداً، فنحن أولاد دفعة واحدة يا عبد الله، وقد كنا teen agers في ذلك الزمن الجميل...

عبد العزيز عبد الله هو حارس عرين السودان
وجيمس وكاوندا وأمين زكي وسمير صالح هؤلاء كانوا عمالقة الدفاع...
ونجم الدين وبشارة وعز الدين الدحيش كانوا نجوم الوسط...
والعجيب أن المدرب وضع الدحيش في خانة السيردباك في إحدى المباريات التي تغيب عنها الكابتن أمين زكي...

ولكنني لم أعرف ماذا يقصد الشاعر بكوكا والأسد !!!
كما أنني عاتب عليه لأنه أغفل ذكر أحد أهم لاعبي المنتخب، ومن أحرز له هدف الفوز، وهو الرمح الملتهب (حسبو الصغير) لاعب أسد البراري...

وزمان الكورة كانت حلوة، والشعراء كانوا ينظمون فيها أشعاراً جميلة... أذكر من ذلك أن أحد شعرائنا وصف لقطة هدف بديع لمهاجم سوداني، أطلق صاروخاً بعيد المدى استقر في شباك الحارس دون أن يمد إليه يدا... وكان يجاري الأبيات الشهيرة لابن الرومي في وصف خباز:

إنْ أنسَ لا أنسَ خبَّازاً مررتُ به *** يدحو الرقاقةَ وشكَ اللمحِ بالبصرِ
ما بين رؤيتِهـا في كفِّـه كُـرَةً *** وبين رؤيتهـا قـوراءَ كالقمَـرِ
إلا بمقـدارٍ ما تنـداحُ دائِـرَةٌ *** في لجَّـةِ الماء يُلقى فيه بالحجَـرِ

هكذا قال ابن الرومي...

أما شاعرنا السوداني فقد قال:

إنْ أنسَ لا أنسَ هدَّافاً رمَى كُـرَةً *** تدور في القون مثل الطيرِ في الشرَكِ
ما بين رؤيتِهـا في رِجلهِ كُـرَةً **** وبين رؤيتهـا في داخِـلِ الشـبَـكِ
إلا بمقـدارٍ مـا تنـداحُ دائِـرَةٌ **** في لجَّـةِ الصـاجِ، يلقى فيه بالوَدَكِ

موضوع: رد الخميس 08 نوفمبر 2012, 3:10 am

وتعليقاً على تلك الأبيات الجميلة عن منتخب السودان أو الفريق الأهلي السوداني، كما كانوا يسمونه آنذاك، الذي أحرز كأس الأمم الإفريقية عام 1970م، أقول أنني أذكر تلك الأحداث جيداً، فنحن أولاد دفعة واحدة يا عبد الله، وقد كنا teen agers في ذلك الزمن الجميل...

عبد العزيز عبد الله هو حارس عرين السودان
وجيمس وكاوندا وأمين زكي وسمير صالح هؤلاء كانوا عمالقة الدفاع...
ونجم الدين وبشارة وعز الدين الدحيش كانوا نجوم الوسط...
والعجيب أن المدرب وضع الدحيش في خانة السيردباك في إحدى المباريات التي تغيب عنها الكابتن أمين زكي...

ولكنني لم أعرف ماذا يقصد الشاعر بكوكا والأسد !!!
كما أنني عاتب عليه لأنه أغفل ذكر أحد أهم لاعبي المنتخب، ومن أحرز له هدف الفوز، وهو الرمح الملتهب (حسبو الصغير) لاعب أسد البراري...

الله يهديك أخوي أسماعيل .. شفتك إندهشت عندما وجدتني غير ملم بأحداث كاس إفريقيا 1970م مع إننا أولاد دفعة . أيها الحبيب لا تنسي أنت من أرض المحنة ومن قلب الجزيرة وأنا من أقصي الشمال ومن منطقة مهمشة منذ الإستقلال من جهة الغرب تحيط بنا الصحراء الكبري ومن الشرق صحراء عتمور ولولا وجود هذا النيل الخالد وسطنا لتشابه سلوكنا مع الحيوانات التي تعيش من حولنا من ضباع وذئاب .نعم أمتلكنا الحضارة ولكن لم نمتلك المدنية ولولا تاريخنا التليد وحبنا للأرض وللوطن لكنا أول المطالبين بالإنفصال . أنا علي يقين تام في ذلك الزمان كانت لديكم أو في أي مدينة من حولكم أكشاك للجرائد والمجلات.. مذياع في كل دار .. وتلفزيونات (أبيض وأسود ) .
في المقابل نحن ماذا كنا نملك سوي عدد من الراديوهات لا تتعدي أصابع اليد في القرية بأكملها وكانت لا تستعمل إلا مرة واحدة في الإسبوع للإستماع للبرنامج المشهور في ذلك الزمان( ربوع السودان )
أما عن إستفسارك عن اللاعبين كوكا ..والأسد .. وعن غياب حسبو الصغير عن صدر هذه القصيدة فلا شك بعد سفرنا للمدن للدراسة بالمرحلة الثانوية بعد ذلك تعلمنا الكثير عن خفايا هذه الدورة . فكوكا هو اللاعب المشهور عوض كوكا أما الأسد فهو إما الإسيد أو فوزي المرضي لأنه كان يلقب (بالأسد) ولكن الإحتمال الأقوي هو حسبو الصغير كما شبهته بأسد البراري في ردك.(شفت التفتيحة دي كيف)
وبمناسبة معاناتنا نحن أهل الشمال أحكي ليك نكتة : أيام الجامعة كان الزميل أبوسفيان المهدي يسكن بجوارنا بداخلية بحر العرب (خارج البركس ) طبعا إنت عارفه وعارف مسقط رأسه أكثر مع إنكم معشر الشعراء لا تلقون بالا ولا تلهيكم المكان ولا الديار كما قال مجنون ليلي:
وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديار
نرجع للنكتة(والله يستر) كنت بتونس معاه وقلت ليه :أنا ما شفت أي سيارة صغيرة (ملاكي) إلا بعد ما سافرت لمدينة عطبرة في المرحلة الثانوية . رد علي بسخرية :حقو يا عبدالله يختوك في متحف .

والله يا عبد الله إنت أكتر من تفتيحة... ونحن الزمن داك ما كان عندنا في العريجاء كشك جرايد ولا يحزنون، بس كان عندنا كشك لبيع الفول المصري والشاي هو (كشك جريجير)...

وبصراحة إنت أبدعت في عوض كوكا والإسيد لاعب نادي (النيل مدني)، وغالباً الأسد مقصود بيه الإسيد وليس حسبو الصغير!! أما فوزي المرضي الذي يحمل لقب (الأسد) فإنه لم يكن من ضمن تشكيلة ذلك المنتخب لأنه لم يظهر إلا بعد تقاعد جيل أمين زكي وعوض كوكا

وهاك دي قصة رائعة من ذلك الزمن الجميل:
قبل خمسة سنوات كان هناك لقاء تلفزيونى قدم من الامارات فى عيد الفطر او الاضحى وقد حكى فيه اللاعب محمد حسين كسلا قصة طريفة عن اللاعب بشارة عبد النضيف (كابتن السودان) مفاد القصة: أن محمد حسين كسلا اصيب فى صدره في إحدى مباريات المنتخب، لدرجة انه كان يتنفس بصعوبة، فراى بشارة يركض نحوه فاستبشر خيراً، ولدهشته سمع بشاره يخاطبه قائلا (قوم بطل دلع؛ انت قايل دا الهلال ... دا منتخب السودان؛ لو متَّ حنلفك بي علمه!)...

أما أبو سفيان المهدي زميلنا السمين فهو من أبناء الحصاحيصا، الواقعة في قلب الجزيرة الخضراء، وأنا عندي معاهو قصة قريبة من قصتك دي...
طبعاً أنا تزوجت بإحدى بنات الحصاحيصا، وهي زوجتي الحالية (أم مسلم)، وفي صبيحة يوم من الأيام كنت في سوق الخضار بالحصاحيصا لشراء (قفة الملاح) وبينما أنا منهمك لاختيار أحد أكوام البامية الخضراء، إذا بصوت مألوف يطرق مسامعي، ويقول بنبرة تعلوها الدهشة: (إسماعيل البشير!!!)، فالتفت فإذا بصاحبنا أبو سفيان بشحمه ولحمه، فلما تصافحنا وتسالمنا أخبرته أنني تزوجت من الحصاحيصا هنا، فقال لي: (والله يا إسماعيل اتطورت... بقيت تعرس من الحصاحيصا !!!)

موضوع: رد الجمعة 09 نوفمبر 2012, 6:49 pm

في إحدي إجازاتي قبل سنوات دخلت كورة هلال ومريخ وجلست في الخط الفاصل بينهم لإستمتع بما يدور .
وقف هلالابي يصرخ ويقول : هوي يا مريخاب كدة وروني بعدما تكملوا منشآتكم وتكملوا المسجد الملحق بالمباني تختوا شنو بعدين فوق في المأذنة ؟
قام واحد مريخابي ورد بسرعة : بالله شوفوا التعبان ده .. نعلق هلال فوق ونضربه لون أحمر

ههههههههههههههههههههههههه هاهاهاهاهاهاهاها .....

قوية يا عبد الله، وشوف التعصب وصل إلى أي حد بالله !!!

وهاك دي واحدة من أهلنا ناس المناقل:ـ

الكورة كانت شغالة بين فريقي (كشكوش) و(العمال)، وهما من أقوى أندية المناقل، وفريق العمال معظم لاعبيه ومشجعيه وإدارييه ممن يعملون بالمنطقة الصناعية... وكان هناك تاجر خضار مشهور بالمناقل يلقبونه (شيش)وهو من أكثر مشجعي كشكوش تعصباً... قام هذا الرجل أثناء المباراة وصاح بصوته الجهوري: (عمال بتاع شنو عليك الله... ديل كلهم بتاعين حديد بس، ما بعرفوا اي حاجة في الكورة)... فانبرى له أحد مشجعي فريق العمال قائلاً: (مالو الحديد يا شيش؟؟... الحديد ده ما بتاع الأنبياء... نبي الله داوود كان بيشتغل في الحديد... لكن عليك الله مما الله خلقك سمعت ليك بي نبي كان خدرجي ؟؟!!)

لكم التحية الاساتذة الاجلاء فنحن لا نملك الا نصفق لكم
وصراحة بوست جميل جدا واتمني ان يتم تثبيته