الفطور في العريجا زيو مافي

من صحيفة السوداني



العدد رقم: 1042 2008-10-07

الكوميدي الساخر محمد حسن حدباي:-

اجراه: صلاح الدين مصطفى



سحور (العريجا) جبنتو مدورة!
محمد حسن حدباي فنان كوميدي وشاعر وصاحب دم خفيف ونال درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة الجزيرة وله قفشات وكتب منها كتابه الرياضي الشهير (من جكسا ولي هسة) وهو من مؤسسي فرقة الهيلاهوب (الأولى) ويرأس الآن فرقة تاتيبا.. حدباي يحمل في سيرته الذاتية صفة مغترب سابق بالمملكة العربية السعودية وفي هذه المساحة يحكي لنا عن رمضان في (العريجا) قريته في غرب الجزيرة، ورمضان في العاصمة الخرطوم ورمضان في جدة بالمملكة العربية السعودية.
رمضان العريجا
في قرية العريجا يقول حدباي: (رمضان الحلة مافي زيو، الفطور في الشارع) لا زلت أذكر أول مرة أطلع فيها للفطور في الشارع، كنت صغيراً جداً، (ومافي زول بفطر في بيتو) نخرج كلنا الى ديوان جدي حدباي، والمائدة مليئة بالثقافة الغذائية السودانية (حلومر، عصيدة، ملاح لوبة، آبري أبيض، بليلة عدسي وكل الخيرات) وحتى العشا في الديوان (كل زول بجيب صينيتو) والأغرب ان السحور في العريجا يعني بداية اليوم، حيث يصحو الجميع ونتناول الأرز باللبن أو الرقاق، وأذكر حبوبتي بت عثمان حين تدق جبنتها في السحور والبيت كلو يدور جبنة.
في البندر
أما في الخرطوم، فيقول حدباي: اللمة جميلة، وفيه مظهر اجتماعي، وطبعاً نحن في لمة شغل وموسم ورمضان السنة دي في الهيلتون مع البوفيه المفتوح والعروض لفرقتنا تابيتا الكوميدية، وهنالك عروض في الولايات (الأبيض، الجزيرة، القضارف، الدلنج) وفي هذا قمة الاستمتاع. وحقيقة رمضان (بتاعنا) مدهش لأنه فيه عملاً متواصلاً وفجأة (نلقى العيد جا)!
السعودية حاجة تانية خالص
(في جدة الوضع مختلف تماماً) هكذا بدأ حدباي في استرجاع ذاكرة الغربة وبعد ان سحب نفساً عميقاً ممزوجاً بالشجن قال: الإفطار هناك داخل البيوت، لكن العزابة بمشو للأسر، ودائماً مائدة الإفطار بتكون مجملة بالمعمرين (ناس العمرة) ولابد ان يكون معاك قريب أو صديق من السودان.
ورمضان جدة فيه مسحة سعودية، حيث نتناول (السمبوسة) وهي وجبة شهية، اضافة لسلطة الروب، وكل هذا مع المائدة الرمضانية السودانية. الحلو مر يأتي من السودان (بالكراتين) ويمكن ان تجد ملاح (أمتكشو) في طرف جدة أو (أم شعيفة) في الرياض وما تستغرب لو صادفك ملاح شرموط في فلوريدا..!
ويضيف حدباي: السعودية تتميز بالجو الروحاني، أنا شخصياً وطوال إقامتي أحرص على فطور الجمعة في الحرم (ودي حاجة مدهشة، مافي زول بجيب فطوروا ورغم آلاف المؤلفة كل زول بكون مرتاح) وكنت أحرص على حضور (ختمة) القرآن في الحرم في يوم 27 من كل رمضان، (ودي حاجة ما بتتوصف) والعيد طبعاً في المدينة المنورة.. رمضان هناك جميل جداً لكن في السودان (زيو مافي)!