أحييك أخي خالد أبو عاقلة على الحضور المتميز وهذا اليراع الوثاب...
هذه القصيدة الرائية تعتبر قمة في الإبداع، وهي من قصائد الغزل العذري العفيف، وقافيتها قمة في الروعة، ومعانيها غاية في الانسجام والتناغم...
ولكن لدينا بعض الملاحظات عليها من الناحية العروضية، أي من ناحية الوزن والموسيقى الشعرية... فالقصيدة بشكل عام من (بحر الخبب) أو (بحر المتدارك)، وهو البحر السادس عشر الذي تداركه الأخفش على الخليل بن أحمد الفراهيدي (مؤسس علم العروض أو علم أوزان الشعر العربي)...
وتفعيلة بحر الخبب هكذا:ــ
فَعْلُنْ فعلن فعلن فعلن *** فعلن فعلن فعلن فعلن
حيث تتكرر التفعيلة (فَعْلُنْ) أربع مرات في كل من شطري البيت الواحد... محدثة ما يشبه صوت خبب الإبل، لذلك سمي هذا البحر ببحر الخبب....
ولقد حاولت أن أعيد صياغة الأبيات الأربعة الأولى من القصيدة مع تصحيح ما كان فيها من اضطراب عروضي، وذلك قد ألجأني إلى إجراء بعض التعديلات في ألفاظ القصيدة بحذف أو زيادة أو استبدال...
العفـةُ ثوبك يا سلــمى***زانتـك المعدنَ والمظـهــر
أصبحـتِ الفخـر لحـواءٍ***وخلاصـة نسلٍ فى الجوهـر
فجمـــالك أسـطـورىٌ***قـد أخجـل جنَّـاً فى عبقـر
وتلاشت عندكِ أفكــاري***سبحـان الخالـق قـد صـور
أرجو أن تحاول إعادة صياغة بقية القصيدة على هذا المنوال...
والحقيقة أنا درست علم العروض في الجامعة، وتدربت عليه فيما كنت أنظمه من أشعار... وأذكر أن أول محاول شعرية لي قد نظمتها قبل دخول المرحلة الثانوية، ثم عرضتها على أحد أساتذة اللغة العربية (وكان شاعراً) حين دخلنا المرحلة الثانوية، فقام بإجراء تعديلات شبيهة بالتي أجريتها أنا هنا على رائيتك الرائعة... وأرشدني إلى أن قصيدتي من (بحر الكامل) ودلني على تفعيلة بحر الكامل، والمتمثلة في تكرار التفعيلة (متفاعل) ثلاث مرات في كل من شطري البيت الواحد... فكان أن نظمت بعدها قصائد صحيحة الوزن كلها في بحر الكامل...
تعريجة: أما القصيدة التي نشرها أبو ممدوح فهي في بحر الوافر
(مفاعلتن مفاعلتن فعول *** قصار القوم ليس لهم عقول)
وإن كانت أيضاً لا تخلو من بعض الهنات العروضية!!