كانت الدورة التدريبية تقترب من النهاية وذلك الشئ النابت بينهما يبدأ دورة حياة لايعرف أحد منهما كم تطول، كان الانجذاب قد تحول حوارا والحوار بات ألفة ، القواسم المشتركة كانت كثيرة، لكنها بطبعها كانت متحفظة دوما، كان أكثر ما تخشاه أن تطأ اقدامها جرحا كامنا فتتجرع الم تعرف جيدا انها لن تقوي علي احتماله، منذ صغرها كانت تخشي خيبة الأمل والفشل، كانت تفضل موت ألاشياء في داخلها صغيرة قبل ان تكبر، كانت تعرف بطريقة ما ان سقوط غصن صغير لايساوي سقوط شجرة عملاقة ، وكانت تعرف بطريقة ما انه من الافضل ان تتلقي ضربة السيف علي يدك بدلا من غوصه عميقا في احشاءك، لهذا السبب كانت مثل غزال شارد تفضل الركض بعيدا عن الأيدي ولاتغامر أبدا بالوقوع في الأسر،أن تركض بعيدا خير من السقوط تحت رحمة الصائد، هكذا كان شعارها، لذلك كانت حياتها كلها عبارة عن ركض دائم في مضمارات الحياة، ركض لاينتهي أبدا. وهي حين يثقبها الحزن تهرب الي ركن قصي فقد اعتادت ان تتقاسم الفرح مع الاخرين وتنكفئ علي الحزن وحدها تخبئه عن الاعين كسر عزيز تتظاهر بالنوم والأرق يفتك بها وتلوذ بالصمت والرغبة في البوح تفتك بها وتختار الوحدة في اكثر لحظات الاحتياج،وحين تبكي تبكي السماء معها بدمع غزير فالمطر وحده القادر علي غسل قطرات الدموع عندها... المطر وحده القادر علي فك طلاسمها حين تصمت.