قرأت هذا الموضوع للكاتب عبد اللطيف البوني في الراي العام السودانية
واترككم مع المقال الممتع
صدفة نادرة هي تلك التى جمعتني بصديقين عزيزين وزميلين سابقين لم نلتق منذ المرحلة الوسطى ومدرسة كاب الجداد حيا الله ذكرى أيامها النضرات، فقد خرجت في ذلك اليوم متأخراً وبعد مسيرة قصيرة استوقفني ود الزين وبعده بحوالى عشرة كيلومترات اوقفنا ابو الزيك وربما كانت هذه أول مرة نلتقى نحن الثلاثة بعد طول فراق اذ كنا نلتقى لقاءات ثنائية كثيرة، الذى يجمع بين صديقي انهما معددان زوجياً اذ لكل منهما ثلاث زوجات، فبدأت الونسة بالشكوى من الفلس، وقد بشرنا ود الزين بأن زوجته الاخيرة لأنها مرتاحة قررت توفير الأضحية لزوجتيه الاخريين كل واحدة سوف تصل لها ضحيتها امام منزلها، فقال له ابوالزيك وبلهجة العارف «طبعاً اشترطت عليك ان يكون عيدك معها؟؟» فنفى ود الزين ذلك ولكنه اضاف «اصلو العيد دا حقها»، سألت ابو الزيك عن اوضاعه مع العيد فقال لي ان اولاد الكبيرة متكفلين بالمنزل القديم وان الثانية معيدة مع اهلها ومشكلته الآن مع الثالثة وان «رأسه مربوط» حتى تلك اللحظة ولكن وعلى حد قوله «ما في اي مشكلة أكان لقينا بنضحى وأكان ما لقينا بنضحى» ودخلا في ضحكة مشتركة لم أفهم كنهها حتى هذه اللحظة. فجأة تحولت الونسة الى البحث عن الزوجة الرابعة، فأخطر ابو الزيك ود الزين بأن لديه عروساً لقطة وحالتها ميسورة وما عندها مانع من راجل نسوان ولكنها كبيرة شوية «فوق الاربعين» فأبدى ود الزين موافقته الفورية على بداية مشروع معها ومن جانبه قال لابي الزيك ان شقيقة زوجته أرملة كانت تمانع في الاقتران مرة أخرى على كثرة الذين تقدموا لها بحجة ان اطفالها صغار، ولكنه لاحظ وبحصافته «التعددية» انها الآن قابلة للزواج، ولكن حالتها المادية «مش ولابد» فقال ابو الزيك «مافي اي مشكلة القروش دي اصلها ما قضية بس المهم البضاعة تكون جيدة»، اتفقا على ان يخدم كل منهما الثاني في المشروع الجديد ولكن اختلفا في من سيبدأ فكل واحد منهما يريد ان يتقدم قبل صاحبه، فتدخلت لفك الاشتباك، فقلت لهما «يا جماعة أدونا معاكم فرصة» فكما تقول النساء كلمة «تمرق من خشم العدو» وكأن ابو الزين كان متربصاً بي ليجد فرصة للنيل مني، فأنتهرني قائلاً: «يا زول سوق سواقتك دي حاجات انت ما بتعرفها». اصدقكم القول ان صاحبي قد استفزني استفزازاً شديداً ودخلت معه في «شمطة» لولا ابو الزيك وروحه الفكاهية لتطور الأمر فأقنعني بأن ود الزين وحباً في شخصي الضعيف يريد ادخالي في زمرة المعددين، بعد ان وصلنا نقطة الافتراق طلب منى الاثنان «حق المواصلات الداخلية وحق الفطور» فقلت لهما «اذاً الحكاية ميتة قلب وليست رجالة...» فرد هذه المرة ابو الزيك قائلاً: بعد ان استلم المبلغ «ميتة قلب.. ميتة قلب.. خليك مع قلبك الحار وسوق سواقتك» واطلقا ضحكة ما زالت ترن في اذنى حتى الآن.