ابو ممدوح
عدد المساهمات : 807 تاريخ التسجيل : 23/05/2011 العمر : 53 الموقع : السودان
| موضوع: الذئاب لا تعرف الوفاء السبت 13 أكتوبر 2012, 6:24 am | |
|
قالت إمراءه :
"لو كان بي أن أكتب إليك لأجدد عهداً دارساً أو وداً قديماً ما كتبت سطراً، ولا خططت حرفاً، لأني لا أعتقد أن عهداً مثل عهدك الغادر، ووداً مثل ودك الكاذب، يستحق أن أحفل به فأذكره أو آسف عليه فأطلب تجديده، إنك عرفت حين تركتني أن بين جنبي ناراً تضطرم، وجنيناً يضطرب تلك للأسف على الماضي وذاك للخوف من المستقبل وفررت مني حتى لا تحمل نفسك مؤونة النظر إلى شقاء أنتصاحبه ولا تكلف يدك مسح دموع أنت مرسلها فهل أستطيع أن أتصور أنك رجل شريف لا بل لا أستطيع أن أتصور أنك إنسان لأنك ما تركت خلة من الخلال المفترسة لأشرس الحيونات والوحوش الضارية إلا جمعتها في نفسك وظهرت بمشهد مزري أنت صانعه
كذبت علي في دعواك أنك تحبني
وما كنت تحب إلا نفسك وكل ما في الأمر أنك رأيتني السبيل إلى قضاء رجسك فممرت بي في طريقك إليها ، ولولا ذلك ما طرقت لي باباً، ولا رأبت لي وجهاً خنتني إذا عاهدنني على الزواج والذئاب لا تعرف الوفاء وقد يكون الشريف على حق
أن لا يتزوج امرأة مجرمة ساقطة،
وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا صورة نفسك وصنعة يدك ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة فقد دفعتك - جهدي- حتى عييث بأمرك، فسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير بين يدي ذئب لئيم سرقت عفتي، فأصبحت ذليلة النفس حزينة القلب،
أستثقل الحياة وأستبطيء الأجل وأي لذة في العيش لامرأة لا
تستطيع أن تكون زوجة لرجل ولا أماً لولد! بل لا تستطيع أن
تعيش في مجتمع من هذه المجتمعات البشرية إلا وهي خافضة رأسها ترتعد أوصالها، وتذوب أحشاؤها خوفاً من تهكم المتهكمين سلبتني راحتي لأني أصبحت مضطرة بعد تلك الحادثة إلى الفرار من ذلك القصر... وتلك النعمة الواسعة وذلك العيش الراغد إلى منزل لا يعرفني فيه أحد... قتلت أبي وأمي، فقد علمت أنهما ماتا، وما أحسب موتهما إلا حزناً لفقدي، ويأساً من لقائي، قتلتني لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك، وذلك الهم الذي عالجته بسببك، قد بلغا مبلغهما من جسمي ونفسي فأصبحت في فراش الموت كالزبالة المحترقة... فأنت كاذب خادع ولص قاتل ذئب لا يعرف الوفاء
ذئب تـراه مصلياً *** فإذا مـررت به ركع يدعو وكل دعـائه *** مـا للفريسـة لا تقع فإذا الفريسة وقعت *** ذهب التنسك والورع ولا أحسب أن الله تاركك بدون أن يأخذ لي بحقي منك
| |
|