قصة شاكوش....
(أريتو شاكوش العدو المو صليح)
أحد الذين يعملون في الاقاليم ظهرت عليه اعراض الزواج فجأة دون اسباب و من يومها وهو قد جند كل البشرية التي يعرفها و التي لا يعرفها لتبحث له عن شريكة حياة ، تشاركه الماهية ، و تشاركه هواء غرفة النوم و التي جهزها و دفع فيها من المئات ثلاث – و أخذ ينظر الى هيئته كل يوم في المرآة ليتأكد انه في هذا اليوم الاغر يبدو انه مفتول القوام و يقدس الحياة الزوجية و لا تهمه المادة ثم يذهب ليسأل الزميلة التي تعمل معهم في المكتب :
- تفتكري .. أنا كده ، اقصد شكلي كده زي شنو ؟
و لا يظهر على الزميلة (أي مفهوميات) لهذا السؤال فتسأل: ما عارفة .. تقصد شنو يعني؟
- اقصد يظهر علي ايه مثلاً؟
- ما لاحظته حاجة غريبة
و يصر الاخ و هو يوضح للزميلة اكثر :
- كدي خلي بالك .. مش تفتكري شكلي كده شكل عرس؟
و تصرخ الزميلة بدهشة:
- سجمي انت عرست و ما كلمتنا؟؟
و يجيب الاخ :
- لا .. مش كده .. اقصد انو انا دلوقت جاهز للعرس فبالله تشوفي ليا واحدة عروس.
و مع ان الزميلة توافق على ذلك و انها حتما ستساعده الا انها في قرارة نفسها تدخل في بعض التساؤلات الا وهي: (و ليه يفتش عروس ما هي العروس جاااهزة)
هذه المقدمة مهمة لفهم الاحداث التي حصلت فيما بعد فقد ذكرنا ان ذلك الرجل يعمل في الاقاليم و قد جاء لصديقه عندما كان في زيارة للخرطوم و تباحثافي موضوع الزواج سوياً .. و كانت المشكلة الاساسية هي كيف يعرف ان تلك البنت محافظة و ست بيت ممتازة و تصلح للزواج في وقت جاطت فيه البشرية و اختلطت المعايير و لهذا اتفقا ان يتقدم السيد ارنبو و قد كان هذا اسمه و يتعرف على البنت ثم يخطبها رسميا و يذهب الى عمله في الاقاليم و بعد ذلك يتولى صديقه عقرب عملية تقصي الحقائق و رصد سلوك البنت و وضعها تحت المجهر و الذي يبدأ من مكان عملها حتى بيتها و اتفقا على شفرة معينة ترسل بها الى المعلومات عبر التلغراف الى الاقاليم ...
فاذا تيقن عقرب ان تلك البنت غير صالحة للزواج ارسل تلغرافا ذا اتجاه يقول (أرنب نط) .
و من الناحية الاخرى يكون وكيل مكتب البوستة و التلغراف يستلم تلغرافا معنونا للسيد عقرب يقول (تراني بنط).
و تتم اجراءات فسخ الخطوبة بسرعة و يتفرغ السيد عقرب لصقل مجهره و تسليط كشافاته على الخطيبة الجديدة ... ثم بعد ايام يكون عامل التلغراف لارسال برقية تقول (ارنب نط)
و تتم اجراءات النططان بالطريقة المعتادة ....
حتى كان ذلك اليوم و قد فرغ السيد ارنبو من التعرف على الانسة سمسم و تقدم لاهلها و تمت اجراءات الخطوبة و عاش المجتمع العاصمي اسعد لياليه و هو يشارك السيد ارنبو فرحته بمناسبة خطوبته .. ثم غادر العاصمة الى الاقليم الذي يعمل فيه .
و ابتدأ الاخ عقرب يجري فحوصاته اللازمة كالمعتاد .. و نصب مجهره .. و سلط أضواءه على الانسة سمسم حتى يستطيع ان يعطي صديقه ارنبو فكرة صائبة عنها .
و بالطبع تعرف عليها على اساس انه صديق ارنبو ..(و ايه اخبار ارنبو ان شاء الله يكون قاعد يكاتبك..؟..) .
و استمر الحال على هذا المنوال و قد اقتنع السيد و قد اقتنع السيد عقرب الى ان هذه البنت هي البنت التي تليق بصديقه ارنبو فعلا و في الواقع هي تليق باي انسان محترم يود الزواجٍ من انسة محترمة مهذبة ... و في مرة من المرات حمل اعجابه هذا للانسة سمسم...
- يا سلام و الله ارنبو محترم الواحد يلقى وين بت زيك كده ؟ .. و يغمر الخجل و التواضع وجه الانسة سمسم و هي تشكر السيد عقرب على هذا الثناء .
غير انه عندما قابلها مرة و هو يسألها :-
- و ايه اخبار اخونا ارنبو ان شاء الله قاعد يكاتبك؟
اجابته اجابة مغتضبة ثم قالت له :-
- كدي خلينا من أخبار ارنبو و انت عامل كيف؟
و يجيب الاخ عقرب بأنه بخير و صحة جيدة و لا يفقد الا سوى عدم رؤياكم و مشاهدتكم المرضية .
و تتبدل خريطة الاحداث بسرعة مذهلة بين الانسة سمسم و السيد ارنبو و السيد عقرب و يتم تغيير مواقع سريع .. يعلن فيه السيد عقرب :-
- انه لأول مرة يحس بأنه يعيش ... و أنه في حالة حب عنيفة و قعت عليه كالصاعقة .
و تعلن الانسة ذات العشرين صيفاً أنها فعلاً شعرت زي ما تقول كده .. ما عارفة كيف .. في حالة اول مرة تشعر بالشعور النبيل ده ...
و يتحمس السيد عقرب لهذه المشاعر المتبادلة العنيفة و يرسل تلغرافا سريعا لصديقه ارنبو يقول فيه .. ارنب نط
و من هناك كان رد التلغراف جاهزا : تراني بنط
و تتم اجراءات فسخ خطوبة السيد ارنبو من الانسة سمسم كأمر اعتاد عليه .
الا ان ما اقلق السيد ارنبو و اقضّ مضجعه هو انه تسلم كرتا بالدعوة لتناول المرطبات و ذلك بمناسبة عقد قران السيد عقرب على الانسة سمسم و العاقبة عندكم في المسرات ......