الغالي محمد عنتر...
مما لا شك فيه أن التفرق والافتراق والاختلاف والتمزق والشتات ليس بالأمر المحمود، في حين أن الترابط ووحدة الصف واجتماع الشمل وائتلاف القلوب هو الأمر المحمود والغاية المثلى...
ولكن التفرق سنة كونية وشيء لا بد من وقوعه كلما ابتعد الناس من عهد النبوة ومقابس أنوار الهدى...
فكل أتباع الديانات السابقة تفرقوا فرقاً عديدة وتشتتوا شيعاً وأحزاباً، وكذلك هو الحال بالنسبة لأتباع محمد (صلى الله عليه وسلم)، وقد ظهرت بعض فرق المسلمين وطوائفهم الموجودة اليوم، مثل الشيعة والخوارج، منذ أواخر عهد الخلافة الراشدة، ولا زال الناس يفترقون إلى يومنا هذا، وهناك حديث من أعلام النبوة ينبئنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأن أمر هذه الأمة صائر إلى افتراق وتشتت، كما تفرق الأمم من قبلها، وهو قوله (عليه السلام):
[افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة]
رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وابن ماجة من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) بإسناد حسن.