الا بمداد الدم و ماء الحياة

قديما قالوا الارض عرض و من مات دون عرضه فهو شهيد , و الارض تروى بالدم لو انقطع الماء . روى لي قريب لي انه جاء الى جدي يوما و طلب منه جزء من قطعة ارض يملكها ليبيعها و يبدأ مشروعا تجاريا فقال له جدي لو جاءني أحد و هددني بمسدس اذا لم ابع فسيقتلني - لو قتلني هل سأستفيد من ارضي شيئا فقال : لا , فقال له جدي : لو قتلني لن أبيع ارضي ! .

اخترت هذه المقدمة لأتحدث عن جزء من ارض السودان الغالي نسيناها ام تناسيناها لست أدري ؟ ... انها مثلث حلايب و شلاتين .
اذا استمعت الى احد من شرق السودان الحبيب يتحدث عن ارض المثلث فستحس بمرارة شديدة في كلامه فهم الاقرب اليها و يعرفون ما يعانيه السودانيون هناك من معاملة الشرطة و الحكومة المصرية التي تقبض على المدينتين بيد من حديد ,.

منطقة المثلث الخاضعة للسيطرة المصرية تبدأ من وادى الرحبة وبئر الشلاتين شمال شرق حتى وادى الحوضين والجرف شمال غرب الولاية وعدد سكانها( 10.000 ) نسمة من قبيلتى البشاريين والعبابدة وقليل من الرشايدة وكلهم يحملون الجنسية السودانية في السابق والآن يحملون جنسيات مصرية ومستندات مصرية ترغمهم عليها الحكومة المصرية وممنوعون من حمل الوثائق الثبوتية السودانية،
مثلث حلايب ارض سودانية احتلها الجيش المصري وقلعها عنوة بعد ان حضر بآليات ضخمة وقام بقتل كل من يقف امامه من ابناء القوات السودانية وسالت الدماء السودانية دفاعا عن الوطن والحكومة المصرية ادعت ان الارض تخصها هي. رغم ان تاريخ الممالك السودانية القديمة ودولة الفنج والعهد التركي والمهدية والاستعمار البريطاني وعهد الاستقلال يشهد بانها سودانية 100%.

واوضح القيادي بالمؤتمر الوطني وأحد أبناء حلايب الدكتور عيسي الحسن كرب أن حديث الرئيس "يدعم وبقوة موقفنا ويؤكد حرص السودان حكومةً وشعباً على التمسك بحلايب". وكشف أن كل الحلول الودية التي طرحتها الحكومة السودانية لمصر بشأن حلايب رٌفضت من قبل مصر ولا بد للحكومة السودانية السير في اتجاه تفعيل المطالبة بالاحتكام لمحكمة العدل الدولية، مبديا ثقته في تصويت أهالي حلايب لصالح السودان. وطالب كرب وزارة الخارجية بإتْباع حديث الرئيس بتحرك دبلوماسي وحذر من أن تصبح حلايب بسياسة الأمر الواقع مصرية، منبهاً إلى أن ليس للسودان سلطة أو سيادة في مثلث حلايب الآن إذ أن حلايب تخضع للسيطرة المصرية الكاملة منذ احتلالها في العام 1993 وتمارس مصر كافة أساليب الترهيب والترغيب في إستمالة المواطنين.

ظللنا نسمع قصصا عن الانتهاكات الانسانية تجاه السودانيين هناك , و ليس بعيدا القبض على المواطنين السودانيين الذين كانوا يبحثون عن الذهب في ارضهم ارض حلايب .
اعذروني على الاطالة فالارض غالية و الحديث عنها لا يكون الا بمداد الدم و ماء الحياة .