أحلام من الطفولة

أحلام من الطفولة

حينما كنت فى

مرحله الاساس كنت اتمنى ان اصبح تلميذا" فى الثانويه ارتدى البنطلون الطويل و القميص الابيض واحتفظ بقطع الطباشير لا لقيها على اطفال الروضه التى تجاور مدرستنا . وبعد وصلت الى هذا الامل هان علئ وذهب بهاؤه وانطفات روعته وبدات انظر الى مستقبل اخر واصبحت ان اكون طالبا" جامعيا" باحدى الكليات الجامعيه والتطبقيه العلميه مثل فلان بن فلان الذى يسكن بمنطقتنا . وقد كان ويوم وصلت الى هذا الامل ايضا" ذهب بهاؤه وبدات انظر الى مستقبل اخر . واصبحت ان اكون مهندسا" فى احدى الموسسات الهندسيه مثل الباشمهندس فلان بن فلان الذى يسكن بقريتنا . واتابط الجريده اليوميه واناقش فى امور السياسيه المحليه والاقليميه والدوليه . واجلس واضعا" رجل على رجل . واذا ما كادت سنوات الجامعه تمر وبعدها كم من السنوات عاطلا" عن العمل حتى كنت موظفا" بمؤسسه صحيه( يعنى باختصار خابت الامال ) وذقت تلك المراره التى يشعر بها المهندس العادى ( درجه كم كدا ما عااااااارف) والتى كان يخفيها تحت جاكتته وابتسامته المفتعله وهان على الامر وذهب بهاؤه بانتقالى من عالمى السازج الى دنيا الوظيفه بما فيها من تملق ونفاق وكذب .
وجاء اول مرتب (..........جنيه)وكنت حينئذ على بعد 39 كيلو من منطقتى وبدات اشعر بضيق الحياه وتبددت امالى . ولم اتمكن من الجلوس على مقهى ولم اتمكن من مواصله الدراسات العليا وضاقت حرياتى ولم يبق منها الا حريه الحصول على خبز اليوم اتبلغ بها لاعيش يوما اخر .
هل انا حر ؟؟ وكيف ؟؟ وانا لا اكاد املك الا العيش ولا اصلح الا لمشوار من البيت الى العمل ومن العمل الى البيت .
كيف اتزوج؟؟؟ كيف اعيش؟؟؟ كيف استمر فى تعليمى ؟؟ وكيف احفظ صحتى ؟؟ وكيف اوفر كل هذه الحريات وليست لدى امكانيات ؟؟؟؟؟!!!!!!

نصحنى احد الاخوان بان التحق باحدى مصانع الثلج حتى يتعدل راتبى ومذيد من الامتيازات الافضل . وقلت له شكرا" يا اخى لا استطيع العمل بمصانع الثلج لاسباب صحيه . فدعنى وشانى بم قسم لى الله سبحانه وتعالى

» من أناشيد الطفولة