كما تمني شيخنا الفاضل مربي الأجيال الأستاذ/سيد أحمد محمد عبده في قصيدته االخالدة والباقية ( يارب حسن الخاتمة ) وقد استجاب له سبحانه وتعالي دعاءه وقد كان ختامه مسكا عندما فاضت روحه الطاهرة داخل أحد مساجد الرياض في إحدي ليالي شهر رمضان الكريم وهو ساجد في الركعة الأخيرة من صلاة المغرب .
االحقيقة ماأستوقفني في حياة هذه القامة تحوله المفاجئ كشاعر . وبالرغم أن
كل أشعاره وقصائده في فترة شبابه تدعو إلي الحب بأنواعه وإلي الخير والفضيلة إلا أنه تحول وبعد أن تقدمت به الأيام والسنون إلا شاعر يناجي ربه ويتقرب إليه ومن منكم لا يتذكر قصائده الرائعة في بداياته وفي عموم مدارس السودان عامة وفي منطفتي (سكوت والمحس) خاصة . مثل :- ( لا تلوموا القلب ماخاف الوداعا) حتي أن الكثيرين يا يدركون أن رائعة ( الفنان وردي) بالرطانة ( إكه آيجلا إكه مشكا) من تأليفه .
لتأكيد هذا التحول في أشعاره فعندما طلب منه إلقاء قصيدة في وداع أحد أصدقائه أجابهم قائلا :-
قد كنت فى بعض الزمان شويعرا .... لكنني والعمر يمضى مقفرا
والسيب يغتال الشعور بخلسة .... والسقم يجتاح الفواد المضمرا
اوصدت ذلك الباب ثم تركته .... ورميت بالمفتاح فى جوف الكري
( لاحظ هذا التواضع الجم وإختياره لكلمة شويعرا)
وقد تظهر جليا هذه الملاحظة أيضا في قصيدته التالية :-
أتقن صلاتك في الحياة الفانيــــة إن الصلاة هي الحياة الباقيـــــــــة
إن الصلاة أهم ما شرع الإلــــه من الفروض الواجبات الماضـــيـة
إن الصلاة عماد هذا الدين لــــو أديتها لأقمته في عافيــــــــــــــــــة
والهدم شأن الدين لو أهملتهـــا وقوامه درب الجنان العاليـــــــــــة
كل الفرائض قد أتى ببلاغهــــــا جبريل في أزمانها المتتــــاليــــــــة
رحم الله الأستاذ الفاضل والمربي الجليل والشاعر الفذ سيد أحمد محمد عبده وأن يطيب ثراه يسكنه مع الصديقين والشهداء آميييين يارب العالمين .