عندنا يتكلم الصمت

زائر

[b]عندما يتكلم الصمت..

لك أن تعيش في هذه الدنيا وترى الكثير ..سوف تتسلل السنون مني ومنك كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه.. وقد لا نبلغ منها شيئاَ..بنظرة إلى الوراء في متاهة أيامينا وحنايا مهجنا قد تفتش فلا تعثرعلى سوى رائحة من أروقة أفراح قد مررت بها وبقايا قد أحزان سكبتها على وجوه طالما سبرناها ثم مضت إلى حيث مضت سنة الأولين, وآمال مددناها ثم أفلحت إلى حيث لاندري. ربما تتنبه لأسراب كلماتي المنخنقة التي باتت تجيد الاختباء في عيني خوفاً من غباء السائلين ..ربما كان الأجدى بنا أن ندع ركب الحياة ليمر هكذا بينما لا نهتم ونحن نرسم على رمال غدنا المجهول كفافاً من ابتسامة الممكن. وقد تعلمنا أن نواري كل شيئ خلف نظراتنا الشرودة التي تكاد تفضح كل شيئ فيما عباراتنا الفضفاضة الثرثارة البلهاء لا تحكي شيئَاً ..طوينا قلوبنا على كبرياء اللاشيء بعدما عرفناً أن الناس لا تقرؤنا ولا تلقي بالاً إلا لما يدغدغ غرور وساوسهم المصبوبة. لذا آثرنا أن نفزع إلى فراش العزلة ونهرع إلى لحاف الانطواء رغم وجود هؤلاء وأولئك إلى جوارنا وقد فشلنا مراراً في شدهم إلى أننا زاهدون في البوح لهم دون أن نتحسس كلماتنا ودون أن ترتبك في دواخلنا تلك الأوجاع المرتبة, فلا شيئ يستحق ..حين نخلو بأرواحنا وينعس الضوء متكئاً على أجفان المتثاقلين من حولنا ..فلم يبق لنا سوى أشتات ذكرى سرت من جوف النسيان أو أضغاس أحلام ظلت عالقة على أديم اليقظة وهي ترواح مداها وكأنها تحاكي صداها عبرالأثير..حينما تنفض الورود عنها غبار الألوان وقد جادت بعطرها حتى لقاطفها, تاركة الأشواك لتتشبث بتلابيب الندى دون فائدة.. حينما تثور دمنة التأمل الإيحائي وقد فاحت بخبثها حتى لساقيها على جنبات المكان.. وحينما تربت الريح على كتف أشرعة لاسترخاء الأبدي ..هنالك فقط جاز لنا أن نبدأ بدندنة العاشقين لا يسمعها سوانا ..تلك تواقيت لاننتظرها ولا تنتظرنا , لكنها لا تأتي إلا هكذا: فضولية, متسللة كنسيب مرتعش في مطلع قصيدة على بحر البسيط, كنـأي بح وهو يترنم أهازيج تسلقت على غصن المدى..تواقيت ألحت على أن تبحر بنا في سراب بالكاد نراه ولم نجده شيئاً, لكنه على أية حال ساكننا حتى السكون, ولن يذهب بهدوء ولوأكل الدهر علينا وشرب.. وما العمر برمته إلا جمهرة من سرابات وتواقيت ما فتأت تغدو وتروح..وعندما يحين وقت ما أو يغيب فلا تظننه قد أطل خلسة أو سقط سهواً, بل وقع قدراً لاصدفة..علماً بألا وجود للصدفة إلا في أعذارمن قعدواعن عيش الحياة أو من سقط في يدهم وقد شغلوا بمناظر الرحلة عن غاية اللقاء.

أبوحازم- دفع الله الأمين أحمد حمد النيل- ودالأصيل

15/مارس/2009

[/size][/b]

لله درك يا أبا حازم، يا لها من تأملات حالمة تسبر أعماق الروح، وتتخطى شاطئ الوعي والإدراك لتنسرب في دياجير اللا معقول، يا له من شعر منثور، ونثر منظوم، يمس شغاف القلب، ويهز أوتار الروح، ليتلاشى في مجاهل النفس وغياهب جبها السرمدي..

لكن بصراحة كدا، وعشان أكون واضح مع نفسي ومعاك، أقول ليك كما يقول إخوتنا أبناء النيل: (تقطع دراعي لو كان فهمت من الكلام دا أكتر من 30 في المية!!). الكلام دا أكتر زول بيفهمو في المنتدى دا ولدنا بدر الدين الكدك!!!

أبو مسلم

زائر

حفنات من يباب
شكراً أبا مسلم على 30%. على أية حال. كانت تلك قصاصة قديمة نفضنا عنها غبار الانزواء خلف أستار الكلمات المنسية.و ما أتمناه عليكم معاشر أخوتنا هنا و هناك لا تضنوا علينا بفرصة من مروركم السريع. فهو يثلج صدرورنا ويعيد شحننا بدافيعة لاعتصار ما بقي لنا من فتات تجارب صماء. ربما يلاحظ من شتات كلامي أن مسحةً من أرق تسكنني دوماً من هم ما, الا و هو "لامحالية" الارتحال. وربما نعم, هناك بالفعل توجس من مجاهيل الحياة . لكن لا أبداً, بل هي بالأحرى دعوة لنعيش الحياة بكل جدلياتها لنبقى بقاءً ما كان أصلاً إلا ليعطي معنى للفناء. لنعشها إذن, قبل فوات قطارنا غير آبه بكم محطة توارت كحفنات من يباب؛ فلا ندع رعشة فرح تدير ظهرها لنا قبل أن نعب منها ونشرب شراب مودع. لإن دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان؛ثوان؟ و من قال لكم ثوان؟ بل هي أنفاس إذا طلعت فمن ذا الذي يضمن لنا أنها سوف تتدلى.فلنتشبث بها ونتخذها زاداً لما وراء الأيام.
و في انتظار مداخلة من الأخ بدر الدين الكدك دمتم سالمين ,,,
أبو حازم
كن وردة عطرها حتى لسارقها *لا دمنة خبثها حتى لساقيها

Admin عدد المساهمات : 302 تاريخ التسجيل : 30/12/2007

ود الاصيل تحياتي
الكتابه عندك بطعم الاصيل والذي ادهشني فيها انها من قصاصات قديمه
فكيف وربك يكون الجديد عندك من حلو التداعي بعد جماع خبرة السنين
ووعثاء السفر ام ان القديم عتقته الايام
المقال كما وصلني دعوه ان نحي هذه الدنيا بخيرها وشرها كما يجب
فهي ذاهبه لاتنتظر احد دوام الحال فيها من المحال وقد احسست من الكتابه
ان فيها روح من الزهد
واقول لك كما قال صلاح احمد ابراهيم
اخر العمرقصير ام طويل كفن من طرف السوق وشبر في المقابر
ولك مجددا تحياتي

زائر

طبت أخي "أدمن" وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً, ورجاء تفصح لنا عن اسم للتعرف أكثر. أنت دوماً هكذا تفاجؤنا بعبارات ثنائك الدافئة وتهيل علينا من مدحك الذي ربما لم يصادف أهله ولم نطال مداه. فكم هوغال علينا ثمن مدادك الذي تجريه على صفحات هذا المنتدى الطاهر.كانت تلك تهويمات أرسلتها ولم أرجو منكم ذاك الاحتفاء لكنه رزق ساقه الله إلينا ؛ مجرد هرطقة وكلام من أجل ألا تظل صامتاً, وصدق أخي إسماعيل حين علق عليها بقوله"تأملات يقطع ذراعه إن كان خرج منها بأكثر من 30%" فقلنا كتار على المحنة. معجب حتىالثمالة بما تطرحون لكن اعذرونا وامهلونا لين آخر الشهر نفضى ليكن من امتحانات الشفع المصيرية ودعواتكم, وقبل أن أفارق أدفع إليكم بهذه المشاركة المعدة سلفاً, علها تضيف شيئاً
بين خنزير و بعير

تحولت الخنازر في هذه الأيام إلى نجوم تغطي أخبارها على منشيتات صحف الدنيا و تطغى تحركاتها على أشرطة أخبار الفضائيات. لعلها فرصة ذهبية نزلت من السماء على صناع الخبر كي يتكسبوا من وراء القيل والقال.. ولعلها أيضاً فقاعة أطلقتها شركات تسويق الدواء كي تفرغ مخازينها في بطون أغبياء المهلعين. كله جائز. على كل حال دفعتني الظاهرة واللغط الدائر حولها إلى إثارة هذا الحوار الصامت بلسان الحال لا المقال بين مخلوقين كلاهما براء مما نصنع .. أو قل أن شئت بين ثقافتين أوملتين, فنحنن عندما نتكلم بلسان جنزيرهم وبعيرنا فإننا نثير بطبيعة الحال قضايا شائكة وننكأ جراحاً غائرة. وسوف أتناول محاور راجياً أن أوفق.

· أولاً معروف عن الجنزير أنه مخلوق لا أقول ناقصاً فحاش لله الذي تجلت قدرته و اقتضت أن( أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) و (لا نرى من فطور). ولكننا قصدنا لفت النظر لما أودع الخالق في خلقه من صفات له فيها حكمه وعلم, جل جلاله. فثابت عن هذا الحيوان أنه نجس, جبل على الهوان والرضا من الأمور بأدناعها.. ألا تراه قد جعلت له الأرض مرتعاً تكسوه الخضرة و تغطيه ا لمراعي بكل الخيرات غير أنه دون غيره يخلد إلى الأوحال والمستنقعات ليقتات على ديدانها وعفنها المثير للقرف أو يفزع إلى القمامات ومكبات الأوساخ ليرتع فيها؟؟؟ أولا تراه وقد رفعت السماء فوق رأسه بلا عمد وتجده يرخي عنقه ولا يرفع بصره ليتأمل بديع صنع خالقه. وهو معروف فوق هذا وذاك بكونه ديوثاً, لا يعرف الغيرة على حريمه ولا يعنيه شأن قطيعه.

· أما الجمل فهو طويل النجاد رفيع العماد, كثير الرماد إذا ما شتا (الخنساء تندب صخراً).البعير يرسل عنقه إلى السماء وينظر أنى شاء ولا أحد يملأ عينه. هو سفينة الصحراء؛ اتخذ أيقونة للجلد والدربة على عظائم الأمور؛ رفيق عمر للأنسان في أحلك الظروف وأشد الأحوال؛ يحمل أثقاله وأثقالاً مع أثقاله إلى بلاد لم يكن ليبلغها إلا بشق الأنفس ..يتغذي من أطايب لحا الأشجار وأوراقها النضرة. يشرب من المياه أعذبها الذي يكفيه منه أن يرده فنة في الدهر ليرتوى و يختزن في كيس بجسمه. ومن صفاته الرفيعة الأباء وكره الضيم .. فهو لا يقبل الهوان على نفسه و لو من صاحبه و مضمره و مروضه. لا يرقد بغبينة لأحد أبداً ولا يسكت على حقه إذا ما هضم ولو بعد حين.. يظل متربصاً بجلاده حتى يظفر به وينال منه دهساً تحت أضلعه. و وفوق هذا وذاك لا يدع اجنبياً يتسلل إلى قطيه الآمن في سربه و في كنف فحله.

· ثالثاً نأتي إلى أكله الخنزير وأكلة البعير وهو مناط الحديث. فشتان. هؤلاء أناس باردون وجبناء .. يخشون البأس. ولا يقاتلون (إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر) رغم أنهم الأشد ظلماً والأبشع فتكاً بخلق الله. نراهم في مناسباتهم الماجنة يديرون الكأس ومعها يبيحون مفاتن زوجاتهم و محارمهم بين ضيوفهم وأصدقائهم كي يطبعوا على خدودهن قبلات الانحلال والضياع , ولعل ما خفي أعظم. نعرف الكثير من شعاراتهم التي وجدت للأسف طريقها إلى قواميسنا العصرية: "English Pocket" "Hit & forget" إذ لا دين لهم و"الحياة مادة". لكن أمة البعير لايزال الخير فيها حتى تقوم الساعة إن شاء الله. تلقي السلام على من تعرف ومن لا تعرف.. تستحل إتيان البويتب أبوابها وأيضاً من ظهورها , و بدون استئناس ولا استئذان حينما يتعلق الأمر بإغاثة ملهوف أو نصرة ضعيف. على أن أعجب ما سمعت في هذا الصدد ما جاء في الأثر النبوي الشريف من أن أكل لحم الأبل يوجب على المتوضيء أن يعيد وضوءه .. ذلك ليس عن نجاسة, بل لحكمة يعلمها الله وعلة استأنس بها أهل العلم, بأن الجمل بهيم غضوب فلعل أكل لحمه ينقل صفته إلى آكله. ولما كان الغضب من الشيطان ينفخ في أوداج صاحبه, كانت الماء خير ما يطفأ به نارالغضب. أضف إلى ما ذكر أدبياتنا التي ذخرت بإشارات رائعة إلى الجمل كرمز للعزة والمرجلة: (يا جمل شيلي ).

· رابعاً لا يقولن لي قائل أن هؤلاء صنعوا لنا التكنولوجيا فماذا صنعنا؟ سوف أقول له إن شاء الله مقطعة على رؤوسهم .. فمن أين أتوا بها, إنما سرقوا شفرتها من هنا. رغم أنه لا أحد يعفينا من أن سؤدد هؤلاء بني على أنقاض مجدنا لما ضعفنا وفطرنا في جنب الله وفي حق أنفسنا.. منذ يوم أن تفرقنا أيد سبأ و هان أمرنا على الناس و لانت عرائكنا في أيديهم ودانت رقابنا لهم ..يذبحوننا كالشياه ويشربون من نخبنا.. حتى تصببت مزاريب بيوتنا دماً حاراً.فنحن الآن أمة جاثية..وحق ق لهم ذلك علينا يوم أن فقد فردوسنا و تقاعسنا عن أسوار بغداد لتنهار و لحرمات بيت المقدس أن تستباح؛ يوم هجرنا قرطبة, قرناطة وقصر الحمراء ؛ يوم أن سهل عليهم أن يطئوا قبورنا ويقول سفيههم: "ها قد عدنا يا صلاح الدين" . وربنا يستر مما هو آت,,,

أبو حازم