بقيق بريد جوده

عدنا بعد الغياب
حكايات من حلتنا
............................
ابقيق بريد جوده
(حزمه قصص ساخره )
بقيق ولد في قريه تقع علي اشهر الطرق البريه التي تربط بين( وحده )
بائسه يائسه تقلب عليها الهمجيه والعنصريه والقبليه متسخه كــ (ابرول )
صبي ورشه في يوم كله تغيير زيت جافه كانها قطعه من شمال صحراء بيوضه
شيئا بين القريه والمدينه تمثل اكبر الاسوق في الجزاء الجنوبي الغربي للولايه القاره الغنيه بثرواتها الزراعيه في (صلب) التربه . الفقيره في حال اهلها .
اهلها تسري القبليه في دمهم رغم ان اغلبهم ينتسبون الي فروع قبيله واحده وبعض الاقليات التي اتت من اجل الزراعه والتجاره المحدوده .
وبين (محليه) مدينه نيليه جميله تمثل دور (ابوالحلوف) في نهب قطرات من ما تدخله الوحده والقري التابعه لها في ظل الحكم المركزي
قريه بقيق تمثل مناره لقري الوحده كما يروي الشاهدين علي عصور ماضيه
ان معظم المعلمين الاوليين في المنطقه كانو من هذه القريه التي يعمل معظم اهلها في الرعي والزراعه....
ابقيق يبلغ من الطول 180 م اقلبها ساقين بشرته سمراء فاتحه (بلحيه )
طويل المنكبين كثير التنظير والثرثره يعشق الجزاء الزنجي في تكوينه العرقي ويدعي العروبه احياننا يفهم في كل شي ولا يفهم في شي
(مثل هذه الشخصيه الفلكلوريه المزاج العولميه التطلع منتشره في كثير من القري والمدن )
ونواصل
...................................
(1)

صوت الجره بين فكوك الماعز تمثل ضابط ايقاع لهسيس الليل
القرية في عرس درت
الهلال يكتمل بدرا انها ليله الاربعة عشر
طير البقر فوق اشجار النيم كعقود الفل
لقاطتة القطن يزدحمون في (الجلايط ) وشوالات الكبس وقفت كالعمارات الشوامخ في البنادر
(القفاف )تنضح مابين قصير التيله وطويل التيله كلما صرخت كمنجات (الميزان) بشرة بذهب ابيض عالي الجوده . وفي الحقل الاخر رائحة حرق (القنقر ) تعطر المكان افضل ما اخترعه محترفين الشوايه
سنابل القمح تتململ داخل التربه تنتظر ابتسامة شتاء تذهب تكشيرة هذا الصيف الذي اخرج كل الزواحف من وكورها وصارت مياه (البوقه ) بيضاء بفعل طغوس يوجا الطبيعه التي تمارسها بعيدا عن الانسان
هذا الكنار (ودع امك ) يمثل نيلا لهذه المنطقه وسفاح اكل معظم صبيان المنطقه
الرياح المتوسطه تحمل في موجاتها صدي اصوات عمال (الدقاقات ) وهم يصرخون كلما لسعهم (الشرا) مدعين الحماسه .
عواء الرعاة تسرب بين سيقان القصب
كيمان القصب كجبال مكه شامخه لاتهزها الرياح
سرابات الباميه في مرحله الشيخوخه تحولت الي سراديب للنمل
هذه المساحه الخاليه كانت تمثل عاصمة الحقل ( العنكوليب) مساحه لاتجدها الابزاكره الزراعه الاوليه مرحله (التواريب) تمثل الكنز يبحث عنها الصبيه عند بلوغها مرحله المراهقه (عمرالزهور ) وغالبا لايعرف مكان (العنكوليب ) الا من زرعه
محصول الذره في هذا العام يعد الاضعف منذ بدايه المشروع حيث يعلق الساخرون في القريه انه لايكفي الي برميل واحد من مريسة (تامزينو )
نبيح الكلاب يزداد كلما اقتربت (كارو ) الحاجه مكفي وهي تهرب (الحطب ) من الغابه في هذه الساعه المتاخره من الليل خوفا من خفرا الغابات
مكفي امراه داكنه اللون اسناها كالجليد وعيناها واسعه تميزها رائحه الكبريت من مئات الاميال زراعيها كحاملي الا ثقال عندما يحملون شيئا اثقل من وزنهم .. يهابها حتي السكاره والمجانين وقطاع الطرق .
عبدالله ودكرفين يهرب ابقاره من قبضة امن الحصاد .
غدا سوف يصبح بطلا شعبيا وسوف يكون حديث اهل القريه في كل اماكن تجمعاتهم في البياره والجزاره والزريبه والدكان والطاحونه وبين (حفر) لعبات الضاله والسيجه وزنقات الوست وقفلات الجهار في لعبه الديمنو عند المثقفين وبين ( ميس ) (شدة ) و(الرمه وحراسه )ومساحات شليل عند الصبيه ومدارات الهودنا ونط الحبل عند الصبايا
وقد يصل خبره الي السوق الكبير في البلده يحمله الخدرجيه والفراشين وسماسره الماشيه كنقطه فخرا وانتصار مقاومة الرعاة لجبروت امن الحصاد
امحمد ودموسي يخطط مع كلبه (بالسكسكه ) للخروج (للسربه ) والصيد وكانه يقريه بان الحقول باتت كاشفه ويسهل القنيص .
وينبه اغنامه ان توقف الجره وتستعد الي رحلة رعي جديده
امحمد احد فرسان القريه اسمر اللون فارع القوام قوي البنيه اصلع الراس ذو شارب كث ( مفتاح كبري ) ادلج اللحيه يطبق قاعدة نلبس مما نصنع كامله .. يرتدي مركوب جلد بقر وسروال دموريه (ابوتكه ) وعراقي دموريه تماضقته الابقار واكل منه الزمن حتي صار شفافا كمياه البحر عند الشعب وطاقيه (مشنقه )
يقاطعه ودبلال : ازول كلاااااااب الامن ده حايله جنس حيال الليله
ودبلال قصير نحيل خبيث مكير غالبا مايكون عيينا للصوص له قصه واحده كلما قابله احدا حكاها له انه هاجر الي ليبيا مشيا علي الاقدام ولولا ان ا هلكهم العطش واتت السلطات الليبيه انقزتهم كان راح فيها ويصمت قليلا وثم يواصل
كان ما رجعونا كان بقيت عندي كريشه زي الباشا ده ويشير بسبابته الي احد اثريا القريه ويعمل راعي عنده
امحمد يعلا صوته مقاطعا
هوي اود بلا ل الهوين ده . قايلني زولا ني بقعد اتجاره زي ودكرفين متل كلب القنيص .
ازويل حااااااااااارم انا جاهز تب ومربي عروش وهنبته
يدخل يده في جيب العراقي المزحوم (بالحقه ) ويخرج ورقه صفراء
- دي كرتة الحيكومه حقت عمنول
- ويرفع كف العارقي ويشير الي حجاب في ضراعه وده تامين شامل من ابوي ودعدول
- ويشير الي السكين في اعلي الحجاب وكان مانفع بعصر علي دي
- يضرب بطرف عكازه الارض بحرقه وحااااااااااااارم كلاشاتهم البلا طلق دي ( صرف ) ساي ناكله
- ازو ل انا جنا موسي ابضراع حاااااااااااااااااااارم بطن كراعي مابوريها لي راجل
- يذهب وهو اطنطن
- شوف الخليقه ده
- والله لكن شوف المسيكين ده
- اهددني بي وليدات اللمن

ويذهب يحدث نفسه وهو ينفض شوالات (الكر ) ويتفقد علبة (الصرار) وحلتي الشاهي والعصيده ويفتح شوال الفتريته ويرمي (سلقه) للحمار
- اكل يا ابفزيره المشوار طويل نازلين سافل بلد ام رخام
يرفع (السرج ) ويدخل (مخالي ) الدقيق بعنايه في اعين (الخروج )
وهو يطنطن
- اهددني انا باللمن شوف الهوين
- ويحاكيه كلاب اللمن حايمه شوف السريريق النتيه
- اهددني باللمن ابوك ابعاج
- اهددني بالمن اخوك يا التوم
يرفع التبروقه
- الله يرحمك يا امي يابت الفقره
يرتدي مسبحته اللالوب
يربط الاجراس في الخراف الكبيره
ويقفز في ظهر حماره بسرعه خياليه
- يا التوم والبرير
يفتح حقته المستفه بالتمباك ( ويدردم ) سفه بسرعه علي طريقه الرماه تستقر السفه في الشفه الاماميه ويتشتت بعضها علي اطراف العراقي وراس الحمار
ويضرب الحقه بي كفه وكوعه بصوره بهلوانيه
ويصرخ
- عوك اااااااااااااامره ماتنومي
- ها المسيديده دي الليل راح
بت العمده زوجته قليلة السمع
- الوليه دي بتنفخ في شنو عووووووووووووووك
- اراجل مالك بتعيط بسم الله بركة سيدي حسن ودحسونه مكتف المجنونه
- اااااااااااااوليه الليل صبح لي هسع ماعشيتي الجهله
- لي هسع ما انتهيت بعد شغلتك المابتنتهي دي والله السعيه دي كان قصرت عمرنا . رضيع وصرار وحليب
ودي راحت ودي جات ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااايك
اللهم طولك ياروح
- امره (بتنعرطي ) مالك
- بنفخ في البعر ده من امست كملت فيهو قشات الكبريت جت ايدي ديل واو جعني من الخريش والله كان لحقتهن بي جمره نار من بت البشير ولده الناير جا من البندر وجاب كرتونه فيها العدس والبصل والزيت والرز ماخلي شي حتي الفحم ده جابو وهاك ياصابون وياحلاوه
- ود السرور
- امحمد مستنكرا اللليمس ده بقي راجل
- بدور افور لي لبن الجنا ودمضوي داك لدغتو عقرب بدور اروح فيها شيخ الطيب قالو بقراء ليهو ساعتين حتين رجعت وقالو العرق عرقوده اقطفو فيهو قطف
- امحمد متعجبا الجنا القدر التور ده كمان العقرب بتعمل ليهو شنو ابوهو ابزيد كان بياكله حيه جنوي نيين تب اها يا امدرمان
- الكلمك منو
- كلمتني نايله بت ودغشيم مشت تجيب منهم رواب
- وكمان قالت لي جوده بت الفضل برضها ميجوعه والنسوان من مغارب انكسرن عليها
- كان انا الشقيانه

امحمد مستنكرا
يضرب رجليه علي اطراف الحمار
- المره الشوم الشوم دي ضاربها جنس نقه تقصر العمر
ياشر بي صوته (العنج) علي مجموعه من الخراف اللفوت الدر ت ده والسوق اولع وابيع البرق ديل واعرس في المره المسنوحه دي

ويضرب حماره المكادي
- خف يابجم بكره ننزل السافل ونبيع اللبن في حلة ام زمام
- هع هله هله هله
يلتفت علي بيته
-الترابه في خشمك يا الطريشه
ويبدا النم والغزل في خرافه ومحبوبته ام زمام طالبه الثانويه
وليدات البرق يا السكونكن كــــــــــــــر
لا سرحتا صغار ولادقت رويسكن حــر
شرابكن زمزم يالعلوقكن اخــــــــــــدر
مهر العالي ام زمام الجهجه الـــــــــبندر

ونواصل

عودا حمبدا

أديبنا المبدع ومهندسنا المتميز وعريس الموسم المضمخ برائحة الصندل والمحلب ...
لا فض فوك يا رجل، ولا انثلم قلمك، ولا زالت إبداعاتك في مضمار القصة القصيرة تتوالي وتترا، حيث نشتم منها رائحة أديبنا العالمي الكبير الطيب صالح عليه رحمة الله تعالى...