زائر زائر
| موضوع: الكلمة أمانة الخميس 26 مارس 2009, 5:52 pm | |
| الكلمة أمانة.. نعم الكلمة أمانة أولاً على ذمة الراوي حين يلقيها .. ثم هي أمانة من بعد ذلك في ذمة من يسمعها بأذنيه وتجول في روعه فتصبح أمانة في عنقه إما يبلغها أو يعمل بها أو لايفعل..وقال حكيم: كم من كلمة كتمتها فملكتها حتى إذا نطقت بها ملكتني..لا يفوتنا قبل كل ذلك أن القرآن هو كلام الله, أنزله على قلب نيه الكريم ليعرفنا بذاته العلية..وفي دراستنا بقسم اللغات تعلمنا أن الكلام كائن اجتماعي يحمل نفس صفات بني البشر فهو يحيا ويسقم ويموت..إلخ.. وقد يصيب لغة القوم ما يصيب المجتمعات والحضارات الإنسانية من ازردهار واضمحلال أو اندثار وهكذا. فالكلمة تجدها مثلاً تتهلل و تطرب حين تفلح في أخذ قارئها إلى المعاني المخبوءة وراء السطور , تماماً مثل الكاتب حينما يتمخض مخاضاً عسيراً فيلد عبارة جزلة تسوق معانيه إلى المتلقي.. ذلك المسكين الذي لا تقل محنته جراء الصعوبة والاستنباط والوصول, إذ ليس كل الناس عباقرة. فقد تكون المعاني أحياناً مصبوباً كجلمود صخر, تستعصي على التعاطي .. أو ربما يكون المعني ضرباً من المطلق الفضفاض الذي يرهق العقل كالحق والسعادة والأفق والعدم..لكن لعل كل هذا يهون أمام سحرالعبارة النافذة التي تأخذ بشغاف القلوب وتشع بنورها في خلجات الأنفس و تسبر سبراً في مغاصات المقاصد البعيدة. والكلمة لها حيل أخرى كثيرة تمتلكها لتسعفها حينما يتعذرالتعبير كفاحاً.. فتلجأ مثلاً إلى التخفي وراء الرمزية أوالإيماء. لكن لا بد من ساعة احتفاء نادرة تعيشها الكلمات مع مؤلفها لحظة التلذذ بحلاوة اللقاء و وولادة النص.والكلمات والنصوص لها أيضاً روابط اجتماعية وقرابات .. تماماً كالنفوس..فما اجتمع منها يأتلف وما تنافر يختلف..غير أنك كثيراً ما تجدنا نضيق ربما ذرعاً من تلك العلاقات النمطية المعتادة الناشئة بين عبارات يجمعها المؤلف كخردة الحدادة فيدقها دقاً كالبراغي والمسامير في أسفين النص فتخنق المعاني وتفسد كل شيئ وربما أورثت رمللاً ورتابة.المتنبي ذاك الشاعر المغتر بذاته والباحث لها عن إمارة..عرف بإيغاله الشديد في أسلوبين لا ثالث لهما فإما المدح إذا رغب و إما الهجاء إذا غضب.. غير أنه ذو عبقرية في تصيد جزيل المفردات وسكبها في قوالب غيراعتيادية لا يسهل على سواه اتقانها.هذا ليس غريباً على المتنبي لكن الغريب أن نتخيله عاشقاً بحيث يجعل المرأة أحياناً غرضاً من أغراض شعره..أو يتخذ النسيب أداة وسهماً من سهامه.. يختلسه لمماً ليدخله في نسيج بعض قصائده النادرة المتجردة التي لاعلاقة لها بالغزل في الأصل ..وكأني به كان محبباً عفيفاً بل كانت تأخذه العفة بالأثم . فالمتنبي كان بلا غرو فحلاً متربعاً على عرش إمارته .. لم لا وهو ممن يحسنون صنع الشيئ إذا أردوه وما من حقل يلجه إلا أجاد وأبدع وأدهش وبزغيره ممن حسدوه وكادوا له ولعلهم معذورون في ذلك.نذكر بشعارنا:* كن وردة عطرها حتى لسارقها* لا دمنهة خبثها حتى لساقيهاودام الجميع بعافيةمع تحيات أبو حازم/ دفع الله الأمين حمدالنيل |
|
Ahmed Rahma
عدد المساهمات : 99 تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: رد: الكلمة أمانة الجمعة 27 مارس 2009, 1:57 am | |
| الأستاذ المحترم و الله انك لجد رائع و ما كتبته اروع ، و لكن يا أخي ألا تتعجب من تلك العبارات المتداولة اليوم في الشارع السوداني و التي افسدت اللغة العربية مثل يا فردة ، شمارات ، فارة ...الخ ؟ | |
|
Ismail
عدد المساهمات : 2548 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 44 الموقع : aykabulbul@gmail
| موضوع: رد: الكلمة أمانة السبت 28 مارس 2009, 11:35 pm | |
| نزيدك من الشعر بيت أو أبيات كمان يا حاج رياض:
اتلحس، وداقِس، وناقِش، وشَتَاتْ، وسَخَانة، وبرَّايْ، وماسورة، والشي دا بِجيب هوا، وقميصك في السلِك؛ شدَّة ولَّا مِلِك !!!
أبو مسلم
| |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: الكلمة أمانة الأحد 29 مارس 2009, 4:53 pm | |
| - اقتباس :
- الأخوان المبجلان أبو مسلم إسماعيل و أحمد رياض.. و بالمناسبة دي لايزال بحثي جارياً للتحقق من هذا الاسم هل هو لذات السخصية المعنية..أقصد لأخينا رياض.. ذلك المحسي المؤصل,سليل ود دخالة (سيد القوم في العريجاء تلك الوادعة التي ما بها عرج) .. أحمد رياض أخونا المقيم في السعودية؟! إذا كان هو هو فاستطيع القول إنني غني عن تعريفه.. طبعاً لما اتحنا به عنه الأخ إسماعيل على مدى زهاء ربع القرن أظنك سمعت عني أيضاً, حيث عرفناك رجلاً نحيلاً ..لكن في أثواته أصد هصور .. وشاباً رصيناً وأنيقاً في كل شيئ .لذا فلقد عثرت اليوم على واحد من من أيام زمان.. يوم كان ربع الرطل يملأ القزازة والمصران عشرة أمتار والكرشة قدر التبروقة..وأما العبارات و التقليعات التي تفضلت بها وزاد عليها أخونا إسماعيل وهي لا تمت للذوق بنسب ..فحدث عنها ولا حرج .. و إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا
ولا أدري ماذا كان سيقول عنها ذالك الشاعر الذي قال في نعيه لقت ممرت على المروءة يوماً فقلت علام تنتحب الفتاة * فقالت مالي لا أبكي وأهلي دون خلق الله ماتوا معذرة للخطاء العروضية فأنا متطفل في هذا الجانب الذي له ذي فحوله من أمثال أخونا إسماعيل وحوى رب النبي كما نذكر بشاعارنا : كن وردة عطرها حتى لسارقها * لادمنة خبثها حتى لساقيها أبو حازم |
|