الجمالي
عدد المساهمات : 247 تاريخ التسجيل : 12/11/2008
| موضوع: عندما تتحول البصارة إلى شتارة الإثنين 11 مايو 2009, 12:31 am | |
| (1) هناك قصة مشهورة لـ امرأة تسمى (البصيرة أم حمد) وهي بمثابة حكيمة القرية، وتستشار في جسام الأمور، يقال أن أحد العجول الهائمة في الحِلة أدخل رأسه في (زير) وغلبه إخراجه، أتى الكثير من (المنظّرين) ومن عليّة القوم في القرية، وغلبهم حل هذه المشكلة، واحتاروا كلهم في هذه المصيبة وجميعهم يتساءلون كيف يخرجون رأس العجل من الزير؟! وبعد أن أشكل عليهم حلها، لملموا أطرافهم وذهبوا للبصيرة (أم حمد) لتخلصهم من هذه الورطة، فكان رأيها السديد لهم أن يقطعوا رأس العجل!! لم يكذّب الرجال خبراً، تسلّطوا على العجل وقطعوا رأسه من (لغاليغه)، ولكنهم عادوا إليها بعد حين بمشكلة أكبر، وهي أن رأس العجل المقطوع لا زال داخل الزير! فأشارت عليهم هذه المرة أن يكسروا الزير!! فكسروه! وأخرجوا رأس العجل، وهكذا تم حل المشكلة ببصارة (أم حمد) التي جعلتها لهم (ميتة وخراب أزيار) (2)
هنالك أيضاً بصير البئر والمستشفى، يحكى أنه في قرية ما كانت هنالك بئر مهجورة، ولا يمُرُّ يوم أو يومان، حتى يقع فيها أحد المارّة فتُكسر رجله وينقل إلي المستشفى، تكرّر الأمر كثيراً، وبما أن البئر بعيدة عن المستشفى؛ لذا كان هذا يجعل نقل من تُكسر رجله أمراً صعباً، فـ كان كل همّ أهل القرية هو تقريب المسافة ما بين البئر والمستشفى، حتى لا يتعبون كثيراً في نقل المصاب، فكر وجهاء القرية في حل جذري لتقريب المسافة بينهما!. إقترح أحدهم إحضار إسعاف خاص بالبئر، رأيه لم يعجب الجماعة، بحجة أن الإمكانيات الآن لا تسمح بـ إحضار عربة إسعاف، إقترح آخر أن يتم تكسير المستشفى وبنائها قرب بالبئر! وواجه كذلك اعتراضاً بأن هذه (الشغلانية) مكلفة وكده، أخيراً أنبرى لهم أحد الأذكياء وأشار بأن يتم ردم البئر، فوافق الجميع على رأيه، وأشادوا بعبقريته الفذّة، ولكنه (طبزها) بقوله:
- ونحفر البئر جنب المستشفى.! (3)
سـ أحكي لك عن بصارة أخرى حدثت أيام الجامعة، في إحدى الداخليات؛ وبعد أن تم توفير (السراير) و(المراتب)، واجهت الطلاب مشكلة (المخدات\ الوسائد)، وصدف أن كانت هنالك (مخدة\وسادة) واحدة في أحد العنابر، وكانوا يتبادل ساكنو هذا العنبر المخدّة اليتيمة بطريقة عجيبة، أول من ينام يضعها تحت رأسه، وبعد أن يرتفع شخيره، يسحبوها من تحت رأسه بهدوء وبدون يستيقظ، فـ ينام بها آخر، وهذ الآخر أيضاً ينام بها، فيسحبها منه أحد المستيقظين، وتتكرر ذات الدائرة، حتى تشرق شمس الصباح يكون الكل قد وجد نصيبه من (المخدة).!
يوم ما نام معهم ضيف وشاهد حركة انتقال (المخدة) من رأس إلى رأس، في الصباح قال لهم:
- والله يا جماعة عندكم مخدة عاملة زي استارتر اللمبة! (4)
عندما كنا في المرحلة الثانوية سأل المعلم طالب عن تعريف في أحد فروع الرياضيات سأله:
- ما هو تعريف التفاضل؟
الطالب كان أكثرنا ذكاءً وشطارة، رد بإجابة لا نعرف حتى الآن من أين أتى بها، فهي غير موجودة في الكتاب أساساً، قال:
- التفاضل هو العملية العكسية للتكامل!
صمت الأستاذ قليلاً ثم سأله عن تعريف التكامل، أجابه الطالب بأن:
- التكامل هو العملية العكسية للتفاضل.!
الأستاذ قال له:
- يا ابني إنت ما جبت أي حاجة من عندك!
تذكرت هذا الموقف وأنا لا زلت محتاراً في تعريف (التفاضل) الذي راح شماراً في مرقة (التكامل)، وفي تعريف التكامل الذي صار عبارة عن ضربة ركنية للتفاضل تُعكس من أي زاوية، بعدها كلفنا الأستاذ جميعاً أن نبحث عن تعريف التكامل غير الموجود في الكتاب، وما أذكره، حتى لحظة تخرجنا من المرحلة الثانوية بأثرها لم نعرف تعريف التكامل والتفاضل.!
منقووووووووووووووووول لنتعلم البصارة | |
|