الساق ساق النملة والكرش كرش الفيل

زائر

الساق ساق النملة والكرش كرش الفيل

قف تأمل لهذا المنظر ..ولن تتتعجب لأنه آخذ في التفشي من حولك وقد راجت تجارة العقاقير الفاتحة للشهية و المنشطة للسمنة والنافخة للجضوم؛ مش عارف لازمتو أيه؟!!.. بعدما ازدرهت ثم كسدت ظاهرة "قدر ظروفك".أذكر سريعاً عندما تخرجت لا تسألني أو لا أدري متى بالظبط, التحقت بعملي الأول في رئاسة الجمهورية (حيث مثبت شعار صقر الجديان بقاعة الصداقة. كنت شاباً شديد النحافة عظيم "التفة"و شبه متلاشي ما بين المنكبين(أشبه بعود ثقاب على رأسة زيتونة). ما لبثت في عملي أكثر من عامين ثم رحلت, طفشت في بلاد الله شأن, غيري ممن صرفت عليهم الدولة دم قلب مساحيق السودان(منتهى الأناينة). ما أن وصلت إلى و جهتي حيث لا أزال, بدأت أثارالسعة و الدعة ترتسم على خلقتي و كساني لحم وشحم (مبالغة)..لدرجة أننا لما ادلينا البلد في أول إجازة للزواج (الأول طبعاً) وتصادف نزولنا في المطار مع بعثة المريخ عائدة من دبي أياميها (و لقد اذاقوا الزمالك علقة حنطلاً), فوجئت بالجماهير الهادرة تشيعني على أني اللاعب الخلوق (رحمه الله) سامي عزالدين, طبعاً على الدهمة ساي , و إلا فشتان و الفارق أشسع لمن يمعن النظر.. حتي أهلي يظهر ودروا شكلي؛ كما أنني نكرتهم أيضاً لشدة هذالهم و الغبرة ترهق وجوههم. كما أذكر أنني عندما زرت أخوياًلينا (شيخ عبد الحي) ذات مرة و رأتني طفلته ندى (هي أم الآن) فطارت تبشر والدها بأن: (نبيل شعيل في بيتنا). فأدركت أن عدي التنازلي خلاص بدأ و أن ساعتي ستدور عكس عقاربها. و فعلاً, أما هسة تعال شوف الكعابير و هي حال الدنيا.. بقينا متل عجايز البنغال. حتى أنه كثيراً ما يراطنني هؤلاء بلغة لا أفهمها و لا يخلصني إلا أن أقول: (أنا ما في معلوم ..أنت سوي كلام مشان تاني نفر).نقول إنها سنة الحياة حتى في ناموس الحضارات التي يا ما سادت ثم بادت. تحضرني هنا قصة لشاب فلبيني فنان عندما وفد إلى بلاد العرب فامتطى ريشته و أخذ يرسم لنفسه (بورتريه) جميل في سنته الأولى على هيئتة أنذاك, غاية في الروعة بقوام ممشوق و شعر مسبسب و عيون سود.. و ما إلى هنالك. ثم عاد و أعاد رسم شخصيته في كل سنة و قد بدأ ت طوير الدهر تأكل من رأسه حتى كسرت منسأته و هموم الغربة تشرب من دمه و زاغ منه البصر إلى أن كانت سنته العاشرة حين عاد ليرسم صورته وأضاف ذيلاًرفيعاً فصارقرداً من الشمبانزي. هذه قصة حقيقة وقد كلفت صاحبها متاعب و ملاحقات أمنية و بقي مطلوباً للعدالة.

الشاهد عندي هو أن دوام الحال من المحال. تبدل كل شيئ وذهب من حيث أتى عند البعض, بينما هبت الريح همبريب لدى بعض آخر. قريب نزلت البلد في مأمورية خاطفة فدهدشت ألف مرة من كل من قابلتهم رجالاً و نساءً فنكرتهم هذه المرة لسبب آخر و مختلف تماماً و قد رأيت الجميع يحملون على وجوههم من كضوم متشمحة ما أنزل الله بهامن سلطان كأنها الأقنعة وغدد متضخمة و رقاب متفحمة كساها السواد و آثار الأكسدة . و فوق كل هذا و ذاك علت بطون هؤلاء كروش أسفنجية تتسع لأطنان من الحشو و تنوء بها السيقان العادية. تساءلت مراراً: ماذا أصبح يأكل هؤلاء ..قيل لي بأن العادات الغذائية قد تبدلت تماماً و إن النجمة السريعة قد سطعت في سماءالبلد في شتى ربوعها مع الراحة الكتيرة. فياسبحان الله .

أخوي الفاتح ود أحمد ,لك العتبى حتى ترضى وإذا رضيت تدينا رأسك أسلم عليها. كلا مك أعاد لذهني حواراً قديماً كان دار بيني و قريب لي محاضر بجامعة الجزيرة تطرقت فيه لأمراض من قبيل القولون العصبي و حساسية الربو الشعبي, أصابت صديقاً لنا فنصحه طبيبه الخاص بالابتعاد عن: توابل, صفار بيض, شوكولااته, فراولة, كيوي, النوم على مخدة ريش وأهم شيء حذره من شوربة العدس. فلما فقت من استطراقتي المهببة وجدتني في مصيدة ساخرة قاتلة من صديقي (البروف)؛ يزجرني و يقول أوعة يا زول هوييييييي! مخدة ريش وعرفناها. كمان بس أوعة عدسنا دا وححححدو .. عارفنا هنا عايشين عليه فطور؛ الغدا مروحة والعشا بوش بموية جبنة.

ماذكرته ما كان حديثاً يفتري ولا ترفاً يشتهى ولكنها سخرية المفارقة مما عم به عموم بلوى العولمة الختيانة جات لتعيش و سط أناس غير أهلها و في (كواكب) مزورعة بالأسمنت الصيني بقلب البلد. دعني أسألك و أقول : هل تجولت ذات مرة في شوارع الستين وعبيد ختم, قرب عفراء و سارية الخرطوم؟!! أم بالمقابل هل ساقت الأقدار يوماً ناحية ناس أب نيران و كرور والوزير دقس ديل؟!!!

ثم هل سبق لك و قرأت في أشرطة أعلاناتنا شيئاً عن آخر صيحات المساج الفرنسي و حمامت البخار المغربية, ثم هل سمعت عن قطة و ديعة يبحث لها أهل بيتها عن صديق(Catfriend) و ذلك خشية أن تكتئب. أقول عافاني الله وإياكم من اكتآب (الكدسة) .

ود الأصيل...

بسم الله الرحمن الرحيم

عدتم؛ والعـــود أحمد

وعاد ود الأصيل، وعادت للمنتدى حيويته من جديد... بهذه التعابير الرشيقة، والاقتباسات البديعة، والإشارات الذكية، والإيماءت الموحية... التي أحيت رياحين المنتدى من مواتها، وأيقظت عصافيره من سباتها... وضخت في شرايينه دماء روح جديد وعزم أكيد...

مرحبا بعودتكم الميمونة... يا أبا حازم... وأوعى تنقطعوا تاني وتطولوا الغيبة !!!

زائر

عاجز والله عن شكركم أخي ورفيق دربي أبا مسلم/ إسماعيل وعدت بالأمس أن أنحت مخي وأعتصر ا لمداد لأجاري شيئاً من تلك الثناءات المترعة بالوداد, و التي طوقتم بها عنقى ؛ لكن طاحونة المشاغل لفتني بسيرها الحلزوني الذي لا ينفك راحلاً.. فإذا بك تعاجلني بهذا السيل البازخ من الحب والإطراء النبيل , أعلم يقيناً
أنني لست أهلاً لمعشار من معاشيرهذا.. وأما العريجاء التي أدري شعابها بالواحد و أحفظ فخائذها وبطونها عن ظهر قلب, فأشهد الله علي شعوري الخالص بالانتماء واحداً من منسوبيها الأصلاء البسطاء الأجلاء . وشهادتي لهذا المنبر أنه الأنقى والأطهر؛ وهو الأول الذي أقلنا على صهواته وتعلمنا في جنياته "تاتيبة" ركوب الثرثرة من فوق جدران الصمت "ومخرنا عباب أجوائه النيرة نبحث عن بيادرأفسح لارتياد الكلام المباح. فمن ذا أنا حتى تنكس البيارق لغيبتي أو تدق الطبول لمقدمي
أبو حازم/ ودالأصيل

» قصة سيدنا سليمان مع النملة
» النملة والضفدعة والدودة