Ismail
عدد المساهمات : 2548 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 44 الموقع : aykabulbul@gmail
| موضوع: بالله يا نسمات الليل قلن لنا الأحد 17 فبراير 2008, 4:14 pm | |
| بسم الله الر حمن الرحيم
بالله يا نسمات الليل قلْنَ لنا *** هل عندكنَّ عن الأحباب من خبرِ
الأحباب المقصودون هنا هم أهلنا بقرية العريجاء الحبيبة؛ الذين كنا ولا زلنا يعاودنا الحنين إليهم، وظللنا لا نجد في هذه الدنيا شيئاً يسرِّي عن أنفسنا مثل اجترار ذكرياتهم، واستعادة سالف تلك الأيام العذبة التي مضت، وماضي تلك العهود الناضرة التي تصرَّمت وانقضت.
ولقد يعاودُني الحَنينُ يشدُّني **** ويقـــــودُنــي أتـرسَّـــــــــمُ الآثــارا
وكنا نتمثل بأعذب الأشعار لنعبر عما يعتلج بجوانحنا من شوق لهم وتوق للقياهم. أذكر أني عندما كنت مغترباً بالسعودية، (في أوائل ثمانينات القرن الماضي) كتبت ذات مرةٍ خطاباً إلى الخال الراحل/ علي نعيم (رحمه الله) وتمثلت في أول ذلك الخطاب بهذا المقطع القديم من الدوبيت: عـرباً لينـا يـا ريــح مـا تجــيـبـي أخـبـارن قـالت لـيَّــا مـبـســوطـين، ونزلـــوا ديـارن يا حليـلـن، كتير بتضَّــارو من شيـن جارن وبعد الهجعـــــــة لي ضيفن بولِّعــــوا نارن
فأذكر أنه استحسن كثيراً إيرادي لهذا المقطع في الخطاب، وعبر عن عميق تأثره بما يحمله البيت من المعاني الجميلة، والدلالات الرائعة.
كما كنا نؤلف الأشعار التي تجسد حرارة أشواقنا، وتصف عميق مشاعرنا؛ من ذلك هذا المقطع من الدوبيت الذي أذكر أني بعثت به إلى أخي الأستاذ/ إبراهيم بخيت، في أول سني غربتي بقطر:
الليلـة الصعيـد جاب لي دعاش السـيل وزاد الشـــوق عليْ، قــلَّ الغمِيد بالليـل لـي دارة بـلـدنـا الكنـا فـيــهــــا قبـيـــل متين العودة، يا المهرة المشيك وِحِّيل؟!
ومقطع آخر أرسلته أيضاً إلى إبراهيم قبل حلول موعد إجازتي بثلاثة أشهر، و كانت لديَّ نية الزواج في تلك الإجازة:
الليـلـة الخليـج العـربي بحـر العــوم طلق نسَّامــو طيَّر من عيـونا النـوم برِّيبـة البجادعَـنْ بي جنايـن أم دوم بينـك وبينـا يا العنَّافـي تسعين يـوم
وأحب أن أختم هذه السانحة بمقطع من أبيات قصيدتي المعروفة للجميع (هي العريجاء، أو واحة الأنس)،. وهذا المقطع هو أحب مقاطع القصيدة إلىَّ، وأقربها إلي نفسي:
عَرْجَـاءُ يَا وَاحَـةَ الأُنْسِ الَّتِي خَلُصَتْ ** سَقَـى المَنَازِلَ فِـي أرْجَـائِـكِ المَطَــــرُ لَكَــــمْ رَجَعْـــتُ إلَيْـكِ اليَـوْمَ فـي وَلَــهٍ ** والـرُّوحُ ظَامِـئَـة،ٌ والقَلْـبُ مُنْفَطِـــــــرُ حتَّى وَقَفْـتُ عَلَى (الرَّايَـاتِ) أسْألُهـا ** عَنْ سَالِفِ العَهْـدِ، هَــلْ مَا زَالَ يُدّكَـرُ ثُـمْ انْثَنَيْتُ إلى (الغَـرْنُـوقِ) مَرْتَعِشاً ** النَّفْسُ وَلْهَـى، ودَمْـعُ العَيْنِ يَنْهَـمِــــرُ أغْشَــى مَعَـــــاهِدَ كَانَ القَلْـبُ يَألَفُهَــا ** فِـيــهـــا مَــرَاتِــعُ أيَّــامِ الصِّـبَـا كُــثُــرُ فَتَطْـــرُقُ الذِّهْــــنَ أطيَــافٌ تُرَاوِحُنِـي ** بـِذَكْــرَيَـاتِ عُـهُــــودٍ كُلُّـهَـــا صُــــــوَرُ
طبعاً القصيدة بأكملها منشورة بموقع العريجاء على الإنترنت (منتدى الشعر).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إسماعيل البشير (أبو مسلم) | |
|