بسم الله الرحمن الرحيم
مرحباً بود عمـر، المسلَّمي الحـر
أطل علينا أحد أساطين الرعيل الأول من أبناء العريجاء الذين حملوها عشقاً بين جوانحهم، ولم ينسوا قط عهودها الزاهرة، عندما كانوا يجلسون مع صبية الحي في لياليها المقمرة يتجاذبون أطراف الحديث، ويلعبون شدَّت، وحرَّت، والرِّمَّة وحبَّاسا، وقلنقاسك، وديك وجدادة، انتقل عنها بجسده ولكنه قلبه ظل معلقاً بها هائماً في ربوعها الحالمة، كثيراً ما يقوده الحنين ويشده إليها ليترسم بها آثار طفولة كانت مسكونة بالوداعة وبالبراءة ونقاء السريرة... دلف أخيراً إلى منتداها الصغير، فعكف عليه لا يريم، يريد أن ينهل ويعب من معين ذلك الحنان الذي يجدد له ذكريات الصبا الجميلة...
إنه محمد عمر إبراهيم سليمان، ابن عمكم عمر ود إبراهيم (عليه رحمة الله)، وشقيق عوض عمر إبراهيم، وابن عم سعدية الداية، والدة جمال وعلي محمد رحمة. نشأ وترعرع في العريجاء، وعاش بين أكنافها حتى شب عن الطوق، وأكمل المرحلة الثانوية، أو شارف على إكمالها، ثم انتقلت أسرته عائدة إلى موطنها الأول... السليمانية شرق، الواقعة على مشارف جبل الاولياء... وعلى الرغم من أنه لم يعد إلى العريجاء بعد ارتحال الأسرة عنها سوى مرتين أو ثلاث، إلا أنه لا زال يذكر جميع أهلها وسكانها، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، فمرحباً بالمسلَّمي الحر - بالمناسبة أهلنا المسلمية ينتسبون إلى أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) - لذلك سمَّى أخونا محمد عمر ابنه البكر أبا بكر، وربما لأن اسمه هو محمد عمد إلى تسمية ابنه باسم صديق الأمة (عليه رضوان الله تعالى)...