بسم الله الرحمن الرحيم
هؤلاء عارضوا رائعة شوقي؛
(1) الشاعرة/ ريوف الشمري
هذه قصيدة ساخرة للشاعرة الخليجية/ ريوف الشمري، وهي تحكي ما وصل إليه حال شبابنا اليوم؛ شباب هذه الأمة التي أصبحت مغلوبة على أمرها، وأصبح حالها كما قال الشاعر العربي:
ويُقضَى الأمرُ حين تغِيبُ تيْمٌ *** ولا يُستشهـدون وهم شُهـودُ
وقد عارضت الشاعرة بهذه القصيدة الساخرة رائعة أمير الشعراء أحمد شوقي، التي يحفظ مطلعها كل عربي. وإليك مقطعاً مختاراً من قصيدة شوقي الطويلة بين يدي تلك القصيدة الساخرة، تعميماً للفائدة وتنشيطاً للأذهان:
يقول شوقي:
قُـــــمْ للـمـعــلــــمِ وَفِّــــه التبجـيــلا *** كـاد الـمـعــلــــمُ أن يكون رســــولا
أعِلـمْـتَ أشـرفَ أو أجـلَّ مِن الـذي *** يَبْنِي ويُنشِــئُ أنفـســـاً وعُـقــولا
سـبـحـانـك اللـهــــمَّ؛ خيرَ مـعـلِّــــمٍ *** عـلًّـمــتَ بالـقلـــم الـقــرونَ الأولى
أخرجْـتَ هذا العـقـــلَ من ظلمـاتـهِ *** وهـدَيـتَــه النُّــور المُـبـينَ سَـبيـلا
أرْسَـلْـتَ بالتوراة موسـى مُرشـِــداً *** وابْنَ الـبَـتـولِ، فـعَــلـــَّم الإنجـيـلا
وفـجَــرْتَ يَـنـبـوعَ البَـيـانِ مُحَـمــَّداً *** فسَقَى الحـديـثَ، وناولَ التنزيـلا
إنَّ الشجـاعـــةَ في القـلـوبِ كثـيرةٌ *** ووجدْتُ شُجـعـانَ العـقــولِ قليـلا
فالجهــلُ لا تحيا عليـهِ جـمـاعــــةٌ *** كيـف الحـيـاةُ علي يَـدَيْ عِـزريـلا
وإذا الـنِّســـاءُ نـشـــأنَ في أمــِّيـــَّةٍ *** رضـعَ الرِّجـالُ جَـهالـةً وخُـمـــولا
وإذا المعـلِّـــمُ لم يـكنْ عـدلاً مشـى *** روحُ العـدالةِ في الشـباب ضئيـلا
وإذا أُصـيـبَ القــومُ في أخلاقهـــمْ *** فأقـــمْ عـليـهـــم مأتـمــاً وعـويــلا
******************************************************************
قصـيــدة قُـــمْ للمُغـنِّـي
للشاعــرة/ ريـوف الشـمَّــري
قٌــمْ للمغـنِّـيْ وفِّــهِ التـصـفـيـرا *** كاد المغـنِّـيْ أن يـكون سـفـيـرا
يا جاهــلاً قـدر الغـنـاء وأهلِـهِ *** اسـمـع فإنـك قـد جَهِـلـتَ كثيـرا
أرأيتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي *** غنَّى فرقَّـصَ أرجُـلاً وخُصُـورا
يكفيهِ مجـداً أن يخـدِّرَ صوتُـهُ *** أبنـاءَ أُمـــة أحـمــــدٍ تـخــديــرا
يمشي ويحمل بالغـناء رسالـةً *** ما كان منها في الحيـاة نظيـرا
أنسي الشبابَ همومَهمْ حتى غدوا ** لا يعرفـون قضيـةً و مصيـرا
الله أكبـر حـيـن يحـيـي حـفـلـةً *** فيـهـا يُجعِّـــرُ لاهــيـاً مـغـــرورا
من حوله كل الشبابَ تجمهـروا *** أرأيت مثل شبابنـا جمهـورا؟!!
يا حسرةً سكنت فؤاديَ وارتوتْ *** حتى غَدَتْ بين الضلوعِ سعيرا
يا عين نوحي حُقَّ لي و لكِ البُكا *** ابكـي شبابـا بالغنـا مسحـورا
يا لائمـي صمتاً فلسـتُ مبالغـاً *** فالأمـرُ كان وما يـزالُ خطيـرا
أُنظر إلى بعض الشبـابِ فإنـه *** ستراهُ في قيـد الغنـاءِ أسيـرا
يا ليت شعري لو تراهُ إذا مشـى *** متهزهـزاً لظننتـهُ مخـمـورا
ما سُكرُهُ خمـرٌ و لكـنَّ الفتـى *** من كأسِ أُغنيـةٍ غـدا سِكّيـرا
أقْبِح بهِ يمشي يُدندنُ راقصــاً *** قتـلَ الرجـولـةَ فيـهِ والتفكيرا
لولا الحياءُ لصحـتُ قائلـةً لـهُ *** (يَخْلـفْ على أمٍ) رعـتكَ صغيرا
في السوقِ في الحمَّامِ أو في دارهِ *** دوماً لكـأس الأُغنيـاتِ مُديـرا
إنَّ الـذي ألِـفَ الغنـاءَ لسانُـهُ *** لا يعـرفُ التهليـلا و التكبيـرا
حاورهُ لكنْ خُـذْ مناشِـفَ جمـةً *** فدمـوع عينـك قـد تسيل كثيرا
مما ستلقى مـن ضحالـةِ فكـرهِ *** وقليـلِ علـمٍ لا يُفـيـدُ نقيـرا
أما إذا كان الحـوارُ عـن الغنـا *** وسألتَ عنْ ( أحلامَ ) أو(شاكيرا )
أو وصفِ راقصةٍ وسيرةِ مطـربٍ *** لوجـدتـهُ حذقـاً بـذاك خبيرا
وإذا سألتَ عن الأغاني وحفـظها *** سترى أمامـك حافظـاً نحريـرا
أمـا كتـابُ الله جـلَّ جـلالُـه *** فالحفـظ منه لا يـزالُ يسيـرا
لا بيـتَ للقـرآن فـي قلـبٍ به *** سكن الغناءُ و صـار ثَمَّ أميـرا
أيلومني مـن بعـد هـذا لائـمٌ *** إنْ سال دمعُ المقلتيـن غزيـرا
بلْ كيف لا أبكي و هـذي أمتـي *** تبكـي بكـاءً حارقـاً و مريـرا
تبكي شبابا علَّقـتْ فيـهِ الرجـا *** ليكونَ عنـد النائبـاتِ نصيـرا
وجَدَتْهُ بالتطريـبِ عنهـا لاهيـاً *** فطوتْ فؤاداً في الحشا مكسـورا
آهٍ..و آهٍ لا تــداوي لوعـتـي *** عيشي غــدا مما أراه مريـرا
فاليومَ فاقـتْ مهرجانـاتُ الغنـا *** عَـدِّي فأضحى عَدُّهـنَّ عسيـرا
في كـل عـامٍ مهرجـانٌ حاشدٌ *** طار العدا فرحاً بهِ و سـرورا
أضحتْ ولادةُ مطربٍ فـي أُمتـي *** مجداً بكـلِ المعجـزاتِ بشيـرا
وغـدا تَقدُمُنـا وعودة مجـدنا *** أمراً بشغلِ البالِ ليـس جديـرا
ما سـادَ أجدادي الأوائلُ بالغنـا *** يوماً و لا اتَّخذوا الغناءَ سميـرا
سادوا بدينِ محمدٍ و بَنَـتْ لهـمْ *** أخلاقُهمْ فـوقَ النجـومِ قُصُـورا
و بصارمٍ في الحرب يُعجِبُ باسلاً *** ثَبْتَ الجنانِ مغامـرا و جسـورا
مزمـارُ شيطانٍ وربِّك ذا الغنـا *** في القلبِ ينسجُ للخرابِ سُتُـورا
صـاحبْتُـهُ زمناً وتبْتُ لخالقي *** فغـدا ظلامُ القلبِ يشرق نـورا
تبـاً و تبـاً للغنـاءِ و أهـلِـهِ *** قد أفسدوا في المسلميـن كثيـرا
ربِّ اهدِهِـمْ أو كُفَّ عنا شَرَّهُـمْ *** إنّـَا نـراك لنـا إلهي نصيـرا
أبو مسلم/ إسماعيل البشير