Ismail
عدد المساهمات : 2548 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 44 الموقع : aykabulbul@gmail
| موضوع: صياد السمك واللؤلؤة الثمينة الثلاثاء 10 أغسطس 2010, 5:46 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
صياد السمك واللؤلؤة الثمينة (قصة مليئة بالعبر)
كان هناك صياد سمك .. جاد في عمله يصيد في اليوم سمكة .. فتبقى في بيته ما شاء الله أن تبقى، حتى إذا انتهت .. ذهب إلى الشاطيء ليصطاد سمكة أخرى. وفي ذات يوم وبينما كانت زوجة الصياد تقطع ما اصطاده زوجها إذا بها ترى أمراً عجباً؛ رأت في بطن تلك السمكة لؤلؤة عظيمة. تعجبت المرأة... لؤلؤة .. في بطن سمكة ..؟؟ سبحان الله!! زوجي .. زوجي .. أنظر ماذا وجدت! ماذا إنها لؤلؤة لؤلؤة عظيمة !! لؤلؤة في بطن سمكة يالك من زوجة رائعة .. أحضريها .. لعلنا نقتات بها يومنا هذا .. ونأكل شيئا غيرالسمك...أخذ الصياد اللؤلؤة وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور. نظر إليها جاره التاجر، وقال: لكنني لا أستطيع شراءها ي! ااااااااه .. إنها لا تقدر بثمن .. لو بعت دكاني وبيتي ما أحضرت لك ثمنها لكن اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة لعله يستطيع أن يشتريها منك. أخذ صاحبنا لؤلؤته .. وذهب بها إلى البائع الكبير .. في المدينة المجاورة وعرض عليه القصة....الله .. والله يا أخي .. إن ما تملكه لا يقدر بثمن، لكني وجدت لك حلا .. اذهب إلى والي المدينة فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة النفيسة. وعند باب قصر الوالي وقف صاحبنا ومعه كنزه الثمين .. ينتظر الإذن له بالدخول.... الله .. إن مثل هذه اللآليء هو ما أبحث عنه .. لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها، لكني سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة وستبقى فيها لمدة ست ساعات .. خذ منها ما تشاء .. وهذا هو ثمن هذه اللؤلؤة.... سيدي .. لعلك تجعلها ساعتين .. فست ساعات كثيرة على صياد مثلي... لا .. بل ست ساعات كاملة لتأخذ من الخزنة ما تشاء...دخل صاحبنا خزنة الوالي .. وإذا به يرى منظراً مهولاً....غرفة كبيرة جداً .. مقسمة إلى ثلاثة أقسام، قسم مليء بالجواهر والذهب واللآليء، وقسم به فراش وثير .. لو نظر إليه نظرة نام من الراحة، وقسم به جميع ما يشتهي من الطعام والشراب....همس الصياد محدثاً نفسه....ست ساعات ؟؟ إنها كثيرة جداً على صياد بسيط الحال مثلي ؟؟ ماذا سأفعل في ست ساعات....حسناً .. سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث، وسآكل حتى املأ بطني حتى أتزود بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب والجواهر النفيسة.... ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث، وقضى ساعتين من الوقت .. يأكل ويأكل .. حتى إذا انتهى .. ذهب إلى القسم الأول، وفي طريقه رأى ذلك الفراش الوثير .. فحدث نفسه هامساً... الآن أكلت حتى شبعت فمالي لا أستمتع بالنوم، وهو سيمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن من النفائس، وهي فرصة لن تتكرر .. فأي غباء يجعلني أضيعها .... ذهب الصياد إلى الفراش .. استلقى .. وغط في نوم عميق....وبعد برهة من الزمن....قم .. قم أيها الصياد الأحمق .. لقد انتهت المهلة....هاه .. ماذا؟؟ نعم .. هيا إلى الخارج....أرجوكم .. ما أخذت الفرصة الكافية...هاه .. هاه .. ست ساعات وأنت في هذه الخزنة .. والآن أفقت من غفلتك تريد الإستزادة من المهلة لتجمع الجواهر .. ؟؟ ... أما كان الأولى لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهرحتى تخرج إلى الخارج .. فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده، وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها؟؟ لكنك أحمق غافل لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه .. خذوه إلى الخارج...لا .. لا .. أرجوكم .. أرجوكم ... لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااانتهت قصتنا
لكن العبرة لم تنته بعد...أرأيتم تلك الجوهرة هي روحك... إنها كنز لا يقدر بثمن .. لكنك لا تعرف قيمة ذلك الكنز... أرأيت تلك الخزنة: ..؟؟ إنها الدنيا أنظر إلى عظمتها وانظر إلى استغلالنا لها... أما عن الجواهر:
فهي الأعمال الصالحة وأما عن الطعام والشراب:
فهي الشهوات.... وأما عن الفراش الوثير:
فهو الغفلة....
والآن
أخي صياد السمك أما آن لك أن تستيقظ من نومك .. وتترك الفراش الوثير، وتجمع الجواهر الموجودة بين يديك... قبل أن تنتهي تلك المهلة الممنوحة لك ؟؟!... وهي عمرك... فتتحسر وأنت تخرج من الدنيا صفر اليدين!!!
نقلاً عن منتديات التكينة
| |
|