الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين وعلي آله وصحبه اجمعين.
اخوتي في الله جاء العام الهجري الجديد 1432 ونسأل الله ان يجعله عاما مليئا بالطاعات والقربات بعيدين فيه عن المعاصي والمنكرات واوقفتني هنا نصيحة للشيخ ابن عثيمين في استقبال العام الهجري الجديد فينبغي ان نستفيد منها حيث يقول رحمه الله(والنصيحة التي ينبغي للانسان ان ينصح نفسه بها في استقبال هذا العام هو ان ينظر ماذا اودع العام الماضي من الاعمال الصالحة وماذا قام فيه من الاعمال التي تنفعه وتنفع غيره من المسلمين ولاسيما طلبة العلم فان طالب العلم عليه واجبان واجب لنفسه وواجب لغيره اذ ان العلم الشرعي ارث محمد صلي الله عليه وآله وسلم وقد ثبت عنه صلي الله عليه وآله وسلم ان العلماء ورثة الانبياء واذا نظرنا في حال الانبياء وعلي رأسهم خاتمهم محمد صلي الله عليه وآله وسلم وجدنا انهم ابلوا بلاء حسنا في عبادتهم الخاصة وفي دعوتهم الخلق الي الحق فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم أتقي الناس وأخشي الناس لربهم وكان يقوم في الليل حتي تتفطر قدماه وتتورم من طول القيام فيسأل في ذلك فيقال ان الله قد غفر لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر فيقول افلا احب ان اكون عبدا شكورا وفي مجال الدعوة الي الله دعا صلي الله عليه وسلم قومه الي توحيد الله وعبادته فرأي منهم الأذي حتي كانوا يلقون سلي الجزور علي ظهره وهو ساجد تحت بيت الله حتي تمالوا عليه لماذا ذكر الله سبحانه وتعالي في قوله (واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك)فكان النقاش بينهم علي هذه الامور الثلاثة الاثبات وهو الحبس والقتل والاخراج فأذن الله سبحانه وتعالي له في الخروج في الهجرة من مكة الي المدينة ونصره الله سبحانه وتعالي عليهم حتي عاد بعد ثمانية سنوات الي مكة فاتحا منصورا ظافرا ولله الحمد . فأقول ان علي طلبة العلم واجبين الواجب الاول لانفسهم والواجب الثاني لغيرهم من الناس ان يعلموهم ويرشدوهم ويدعوهم الي الله وان يبينوا الحق الذي جاء به الكتاب والسنة بما يتعلمونه من اساتذتهم وبما يتعلمونه لانفسهم من الكتب وبما يسمعونه من الاشرطة الصادرة عن من يوثق بعلمه ولاشك ان نص العلم سبب للقيام بطاعة الله سبحانه وتعالي كما هو معروف فان الرجل يأتي الي القوم يلقي بينهم كلمة واعظة موجهة بحيث لايتفرق الناس الا وقد فهموا ما قال ثم يأخذونها بالتطبيق في انفسهم وفي غيرهم وهذا امر مشاهد معلوم وعلي الانسان في مستقبل هذا العام ان يعد نفسه بالجد والاجتهاد وتتميم مانقص في العام الماضي وتحسين ماكان فيه شئ من الاعوجاج او الانحراف حتي يستقبل هذا العام بجد ونشاط وليعلم ان الانسان اذا عود نفسه الكسل ساد عليه وصعب عليه ان ينشط بعد ذلك واذا عود نفسه الحركة والنشاط وبث الوعي الديني في الامة سهل عليه ذلك وكان هذا ديدن له حتي انه ليحزن ويضيق صدره اذا لم يقم بهذا الامر ) انتهي كلامه رحمه الله تعالي