Ismail
عدد المساهمات : 2548 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 44 الموقع : aykabulbul@gmail
| موضوع: إلى كل فتاة تؤمن بربها الجمعة 28 مارس 2008, 10:01 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ذي العز والكبرياء، والصلاة والسلام على محمد خاتم الرسل والأنبياء، وعلى آله وصحابته البررة الكرام الأتقياء. نداء إلى كل فتاةٍ تؤمن بخالقها، وتبتغي مرضاته، وتطمع في دخول جنته: إليك أنت يا أختاه، يا أيتها المؤمنة، يا من ترغبين في نيل رضا الله عز وجل، ورضوانه، والفوز بجناته جنات النعيم،،،،
هذه أبيات قليلة لشاعرة مؤمنة، تعتز بحجابها، ونقابها، وبحيائها الفطري، وعفتها، وحشمتها، وتمسكها بتعاليم دينها، وتقواها لربها، وتؤكد أن حجابها وحياءها لم يشكلا لها عائقاً عن بلوغ أعلى مراتب العلم والأدب والجاه. فهي كانت من سيدات مجتمعها ومن نجومه المتلألئة في مضمار الأدب والشعر والعلم والدعوة والصحافة والنشاط الاجتماعي. هي السيدة الفضلى: عائشة هانم التيمورية، التي عاشت في مصر في عهد ارتفعت فيه أصوات دعاة التغريب، وتعاظم فيه خطر دعاة التبرج والسفور، وما يسمى بتحرير المرأة؛ من أمثال قاسم أمين، وهدى شعراوي، ومن لف لفهما، ممن افتتن بالحضارة الغربية واغتر بزيفها. أولئك الذين كانوا ينادون بتجريد المرأة المسلمة من حجابها وزيها الإسلامي، وإخراجها من بيتها إلى الشوارع والمصانع والأسواق عاريةً متبرجةً ينظر إلى عورتها كل أحد. وكانوا يسمون هذا تحريراً للمرأة الشرقية من قيود التقاليد وسجون التخلف، فالتبرج وكشف عورات النساء عندهم هو عين الحضارة، واختلاط المرأة بالرجال ومزاحمتهم في أماكن عملهم وتخليها عن دورها المنزلي في تربية أبنائها ورعاية زوجها هو عين الرقي والمشاركة الحقيقية في نهضة المجتمع، أما ما سوى ذلك من تمسك المرأة بحجابها وقرارها في منزلها فهو عين التخلف والرجعية وتفريط المرأة في حقها، ورضاها بظلم الرجل لها وسطوته عليها.
في رحاب أبيات عائشة التيمورية: بـيَـدِ العـفـافِ أصُـونُ عِـزَّ حِجـابي *** وبعـِصمَـتي أسْمُــو على أتـرابـي وبـفـكــــرةٍ وقـَّــادةٍ، وقــريـحــــــةٍ *** نـقـَّـــــادةٍ، قــد كـُـمِّـــلـَـتْ آدابـي مـا ضَـرَّنِي أدَبي وحُـسـْـنُ تعَـلـُّمـِي *** إلا بـكــوْنـِـي زَهــْـــــرةَ الألـْبـَابِ ما عاقنـي خجَـلـي عن العَـلـْيـَا ولا *** سَــدْلُ الخِـمـــار بلـِمَّـتي ونقـابي عن طيِّ مِضمارِ الرِّهانِ إذا اشتكتْ *** صَعْـبَ السِّـباقِِ مَطـامِـحُ الرُّكَّـابِ والمتأمل في هذه الأبيات يجد أن هذه الشاعرة المبدعة، والتي قال عنها الشيخ علي الطنطاوي (رحمه الله) أنها كانت أشعر أهل عصرها، ولم يبزها في الشعر إلا البارودي، قد جمعت في هذه الأبيات القليلة كماً كبيراً من خصال الطهر والفضيلة التي ينبغي أن تتحلى بها المرأة المؤمنة، مثل العفاف والصون والعصمة والأدب والخجل والحياء بالإضافة إلى الحجاب والنقاب والخمار.
والحجاب هو شعار المؤمنة، وفيه عزها وكرامتها ورفعتها، فهو لها حجاب في الدنيا من أعين البغاة والزناة، وحجاب في الآخرة من النار وغضب الجبار.
والحجاب ثابت بنص القرآن والسنة والإجماع، ومن النصوص القرآنية الواردة في ذلك قوله تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) الأحزاب، الآية (33)، فالبيت هو حجاب المرأة الأول، فإن خرجت حرم عليها التبرج ووجب عليها ستر كامل بدنها. وقوله تعالى: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) الأحزاب، الآية (53)، أي مما يقع في قلوب الرجال من أمر النساء، وما يقع في قلوب النساء من أمر الرجال، وإذا كان في هذه الآية خطاب للصحابة حال تعاملهم مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فإن من هم دون الصحابة، ومن هن دون أمهات المؤمنين من طريق الأولى. وقوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) الأحزاب، الآية (59)، وقوله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن، ويحفظن فروجهن، ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن) النور، الآية (31)، وفي هاتين الآيتين أمر للمرأة بارتداء الجلباب وستر جسدها بأكمله، بما في ذلك الوجه والكفين، كما فهمتهما الصحابيات من نساء المهاجرين والأنصار، وطبقنهما فور نزولهما، فعمدن إلى مروطهن فشققنها وتلفعن بها (غطين بها رؤوسهن ووجوههن) وخرجن إلى المسجد كأن على رؤوسهن الغربان من الأكسية. هذا بالإضافة إلى العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة، والآثار الثابتة عن صحابة النبي، وأئمة الهدى، وعلماء الأمة من السلف والخلف.
فالحجاب الحجاب أختاه؛ قبل الحساب. فالمرأة جسدها كله عورة أمام أعين الرجال الأجانب، والتبرج معصية عظيمة، وخطيئة كبيرة، وهو من أسباب دخول النار، فقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قومٌ معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عاريات، مميلاتٌ مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)، رواه أحمد ومسلم.
ولا يفوتني أن أذكر أن أهل العلم قد أوردوا ثمانية شروط لابد من توفرها في لباس المرأة المؤمنة، وهي: 1. أن لا يكون زينة في نفسه. 2. أن يستر كامل جسدها. 3. أن يكون صفيقاً، لا شفافاً يكشف ما تحته من جسم المرأة . 4. أن يكون فضفاضاً، لا ضيقاً يصف ما تحته من مفاتن المرأة. 5. أن لا يكون معطـَّراً. 6. أن لا يكون ثوب شهرة. 7. أن لا يشابه ثياب الرجال. 8. أن لا يشابه ثياب الكفار.
أسأل الله أن يجعلني وإياكم وإياكنَّ ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب. والله نسأل أن يوفقنا جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يهدينا سواء السبيل، ويثبتنا على صراطه المستقيم إلى أن نلقاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلِّي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إسماعيل البشير (أبو مسلم) | |
|