في بداية الزواج تمر الحياة الزوجية بمرحلة الصراعات الخفية، و(المخاشنات) بسبب محاولة إكتشاف ومن ثم التعايش مع طباع الطرف الآخر، وتشكل أبسط الأشياء في تلك المرحلة الكثير من المنغصات، كأن يكون الزوج يحب النوم في الظلمة وتخافها الزوجة ولا تنام بدون إضاءة النور، وينسحب ذلك على بقية التفاصيل الصغيرة مثل تفضيله للبيض مفقوع أم مسلوق، والبامية مفروكة وللا طبيخ، وحتى نوعية الأغاني المفضلة عند كل طرف وطقوس نومة العصرية .. كما يمكن أن يكون الإختلاف فكريا فيرغب هو في إرتدائها الحجاب وترغب هي في (الانطلاقة) على الموضة، وهكذا تمضي السنوات الأولى من الزواج في إحتكاكات محاولة التأقلم، والتي غالبا ما يكون التنازل فيها من الزوجة، فتتعلم أن تحب ما يحب زوجها وتلبس على ذوقه وتوائم طباعها على ما يرضيه، ولكن تلك التنازلات منها يجب أن تقابل بالمكافأة من الزوج فتنازلها وتقديمها السبت يجب أن تجد مقابله الأحد وهكذا يتعلم الاثنان الإمساك بطرفي حبل الموازنات. تختل تلك المعايير بالتدخلات الخارجية، فأن لم يتمكن الزوجان من الاستقلال في السكن وإستهلوا حياتهما بالعيش في بيت إحدى الاسرتين، حينها ستترجح كفة ميزان القوى لمصلحة صاحب المسكن، فعند السكن مع أهل الزوجة تلجأ هي لإمها في كل صغيرة وكبيرة وتستقوى بأخوانها على الزوج، أما في الوضع العكسي فتنزوي زوجة الابن بسبب وضع تصرفاتها تحت المايكروسكوب وتظل (محشورة داخل ضفورها) ضيقا وحرجا .. - كانت (سميرة) تعيش وزوجها مع أهلها، وذات مرة احتد النقاش بينهما كعادة الحياة الزوجية التي لا تخلو من الاختلافات، ولكن (سميرة) رفعت صوتها فقام الزوج تحت تأثير الغضب بدفعها لتسقط على السرير .. قامت مسرعة وانطلقت لأخيها في الجانب الآخر من البيت تسبقها الدموع، وشكت له فطلب منها الأخ أن تسبقه بالذهاب الى بيتها، وسوف يلحق بها بعد قليل (عشان يفهموا حاجة)، ولكن عندما عادت (سميرة) كان زوجها قد هدأ وأحس بخطأه فاعتذر ومطيب خاطرها ثم ألقى بدعابة فانفجرت ضاحكة، وهنا دخل الأخ في لحظة (ضحك الفواطر وجبر الخاطر)، فأحست بالحرج الشديد من أن يضبطها في حالة تلبث و(مشروطة بالضحك)، ولكن الأخ (الفاهم) تراجع القهقري دون أن يراه الزوج. وكذلك يمكن أن تكون التدخلات من الجيران بفرض الجودية في (الهينة والقاسية) متناسين أن الخلافات تتطور وتتعمق أحيانا عند تدخل الآخرين، فالأفضل عند الاختلاف حتى وان حدث الطلاق، أن يحتفظ الطرفان بالأمر سرا وتبقى الزوجة داخل منزلها بدلا عن مغادرته و(جرجرة العيال) خلفها، فقد يسرّع بقاؤهما معا في عودة الوئام وانتهاء المشكلة، ولكن نجد أن الكثيرين يعتقدون أنه إذا ما تم الطلاق فعلى الزوجين أو على الأقل أحدهما الإسراع بمغادرة المنزل . - مرت حاجة (الرضية) من أمام بيت جارتها (نفيسة) وهي عائدة من (الجزر) لتجد زوج جارتها ينام في (ضل الضحى) فصاحت عليه: هوي يا العوض.. قوم جيبلك كيلو لحم لي نفيسة.. هديلك الرجال زي الصقور في الجزارة يتخاتفوا في اللحم. أجابها في ضيق: ماني قايم .. سألته: مالك زهجان؟ اجابها: مطلق .. مطليييق !! فإنتهرته: سمح وكت مطلق راقد في قعر البيت
من مقالات الكاتبة منى سليمان