استخف قومه فأطاعوه .. ثم خلعوه!!

زائر

[color=indigo]ااستخف قومه فأطاعوه.. ثم خلعوه!!

نهاية طاغية ... وربما بداية آخر!!
جاطتّْ الأوراق والمعارضة تضع عينا مع الزبون وأذناً مع طارق محتمل وعزرائيل ينتظر الأمرَ الإلهيَّ بقبض روح الطاغية بعد عقود ثلاثة أظلم من أعماق بَحْر لجيّ و نظراؤه النشامى هَجَرَ النومُ عيونَهم، حشية عَدْوىَ رياح التغيير . مغارة علي بابا لا تزال مفتوحة، والأربعين حرامي يتربصون بآثارُ مصر قبل الهروب و كلمة السر تعرفها حاشية "الوريثِ" كما يعرفون أبناءَهم!
لم يحسم بعدالخيارُ الشعبيُّ بين من يأخذ بأيديهم إلى بَرِّ الأمان، ومن يركب ظهورَهم حتى يُسَففهم ترابَ الأرض. وعُمر سليمان يُقسم مصراً بأن الريس لم يرحل ،بل "يتنحى بل أن يتخلى فقط من تلقاء نفسه و بأوامرُه التي طالما اهتزّ لها القصرَ و تبلل منها سروالُ أيّ كبير تحمرّ عينا مبارك في وجهِه، ممن ظلوا يؤكدون للمصريين أنََّ صحة الزعيم زيّ الفل، وأنَّ مرارَته تَفقع ولا تُفقع، .! وعمر سيدنا نوح عليه السلام أقصر!!هنا سؤال: لو خطف حمار الميكرفون من الريس، ثم ألقى خطبة نهيقية عصماء ، فهل ستصفق الجماهير؟ أظن أنها ستصفق حتى تدمي أيديها! المعارضة المصرية، باستثناء قِلة تُعَدّ على أصابع اليدين والقدمين، قررت الانحيازَ ضد الشعب، وجنرالاتُ العسكر يكتفون بجملة إكليشية تُدْخِل البهجة في قلوبهم وهي أنَّ الجيشَ خطٌ أحمر، والشجاعة تحاول أنْ تجد لها مكاناً في قلوبِ المصريين لعلهم يخرجون لحماية بلدِهم لكن القلوبَ موصدة، والأسنان تصطك، والسيقان تهتز كأنها عفاريت من الجن.
مصرُ أمنا المريضة و إذا عطست أزكمن جميعاً و من يمسها أنساً كان أم جنا،ً سيصبح عمَّا شرعياًً للعروبة بأسرها.
الطاغية الأشد بطشاً بشعبه منذ سقوط أنف أبي الهول يحتضر الآن، تاركاً سدنته يعدونله موكباص "مشرفاً" مع صلاة الميّت، و بيان "الرحيل" و تاركاً لشعبه تركة مهولة أمام محكمة التاريخ. فإنْ هم اختاروا ديكتاتورا جديدا، أو وافقوا على اختياره إياهم عبيداً من جديد، فلن ترحمهم أجيالٌ قادمة، وستبصق على قبورهم، وستلعن يوم يقال لهم بأننا أجدادُهم، وأنهم من صُلبِنا النجس!
إذا لم يغضب المصريون اليوم فمتى يفعلون. هم لا يحتاجون رئيسا فقط، لكنهم في حاجة لزعيم، والزعامة مبادَرَة وليست إنتظاراً لتصفيق الجماهير، والرمزُ يأتي لاحقاً، والخوميني كان زعيماً قبل العودة فمهدت له الجماهيرُ طريقَ السلطة.فالمستبدُ لا يفهم إنْ تربت على كتفيه أو تعانقه وتطلب منه مغادرة القصر. إما أنْ يأخذ الدكتور البرادعي بزمام المبادرة الآن أو لن يفلح أبداً، فمعركة تغيير مواد الدستور باطلة لأنها استجداء لسلطة باغية ومجرمة وحقيرة، والدستورُ يمكن تغييرُه لاحقاً على أسس عادلة وحكيمة. الكارثة أنْ ننتظر حتى يتقاسم اللصوص و "ينجون بأبدانهم،" حينئذ تصبح الجنازة جنازتين: واحدة للجلاد والثانية لضاحياه!
كلام يزلزل الجبال ، و لكنه لن يحرك المصريين ، لأن قدرتهم على تحمل الذل والجوع والتخويف ما زالت بخير ، فالمصري سعة مرارته اثنين وستين عاما ، ولم يمض منها سوى ثمانية وعشرين عاما ! رمسيس الثاني حكم مصر بالحديد والتار اثنتين وستين عاما ، وببنى لنفسه المسلات والمعابد وتزوج عشرات المصريات وآلاف الجواري ، والرئيس لم يتزوج الا مرة واحدة و لم يحكم إلا قليلاً. ترى كم بقي له في جعبته؟؟؟ ، ولم يصل المصريون في عهده بعد إلى أكل لحوم أبنائهم

[

دولة الظلم ساعة، ودولة العدل إلى قيام الساعة...

لعل أن يكون في نهاية هذا الرجل عظة وعبرة لغيره من الحكام العرب ...

والله تعالى يقول في محكم التنزيل، بعد أن وصف كيف كان يهود بني النضير يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين...

[فاعتبروا يا أولي الأبصار]