بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد ود تمساح (رحمه الله)
أحمد ود تمساح، هو ذلك الرجل الهوَّاري الذي جاء إلى قرية العريجاء منذ سبعينيات القرن الماضي ومكث فيها قرابة الثلاثة عقود من الزمان، ثم تزوج بامرأة منها، ثم ارتحل عنها ولم يلبث الناس أن سمعوا بخبر وفاته، ولا أحد في العريجاء حتى يومنا هذا يعلم على وجه اليقين هل توفي ود تمساح بالفعل أم لا !!! على الرغم من أن الناس يترحمون عليه كلما جاء ذكره،،،
وهناك عدة روايات حول سبب مجيئه من أهله بدار الهواوير في شمال كردفان، وانقطاعه بالعريجاء تلك المدة الطويلة... من تلك الروايات أن أبناء عمومته قد قتلوا شاباً من عشيرة أخرى، وأن رجال تلك العشيرة مصممون على قتل أحمد ود تمساح ثأراً لابنهم المقتول، حيث قالوا: (ولدنا كان فالح وضو قبيلة، وديل ضوَّهم ياهو أحمد ود تمساح، عشان كدي ما بنكتل زول غيرو !!)، وهناك رواية أخرى بأن ود تمساح قد قتل أحد أبناء عمومته ثم هرب فراراً من العدالة ومن الثأر، وهناك رواية ثالثة مفادها أن هناك مشكلة بينه وبين أبيه حملته على مفارقة ديار أهله، ومما يقوِّي هذه الرواية الأخيرة أن ود تمساح لم يرجع إلى ديار أهله إلا عندما جاءه خبر وفاة والده، وكانت أمه قبل ذلك قد اشتاقت إليه فجاءت تبحث عنه والتقيا في أم درمان، ولكنه لم يرجع معها...
ود تمساح رجل اجتماعي وشعبي ودهري، لذا فقد كان محبوباً من جميع أهل العريجاء، واشتهر بعدة خصائص، منها قوة حفظه، ونوادره الرائعة، بالإضافة إلى قدرته على (طقطيق) المفاصل، خصوصاً (الضَّهَر)!!
وأذكر أننا كنا بعد انتهاء التمرين وأداء صلاة المغرب بجامع القرية نتجمع حول الدكان، ونطلب من ود تمساح أن (يطقطق) لنا ظهورنا... فكان يرصَّنا في صف واحد على الأرض، ويقول لنا: (أرقدوا رقدة البعشوم)، وكيفيتها أن ترقد على بطنك ويداك ممدوتان وملتصقتان بجنبيك، ثم يطقطق ظهورنا الواحد تلو الآخر... فإذا سمع من ظهرك طقطقة شديدة يقول لك: (يا زول إتَّ ماك ميِّت كلو كلو)!!