بسم الله الرحمن الرحيم
قصة الشمسية والخواجية الحسناء...
هذه قصة واقعية حكاها أحد المشايخ، وفيها أيما عبرة...
كان هناك طالب سعودي يدرس في جامعة أمريكية. جاء هذا الطالب ذات يوم إلى مبنى الكلية التي يدرس فيها وهو يحمل شمسية يحتمي بها من الأمطار التي كانت تهطل بغزارة في ذلك اليوم. وعندما وصل برندة الكلية وجد بها طالبة أمريكية حسناء تحاول الخروج في ذلك الجو الماطر، ولكنها تتراجع بسبب غزارة الأمطار، فهي تقدم رجلاً وتؤخر أخرى... وعلى الفور ناولها شمسيته وواصل طريقه إلى داخل مبنى الكلية لإدراك محاضرته التي حان وقتها... التفتت إليه لتناقشه كيف يتنازل لغيره عن شيء هو يملكله ولا يزال يحتاجه... فالأمطار تهطل بغزارة، وهي عادةً ما تتواصل لساعات طويلة من اليوم في مثل هذا الموسم... ولكنه لم يلتفت إليها... سألت عنه فقالوا لها إنه عربي، وسألت عن ديانته فقالوا لها إنه مسلم... فقررت أن تقرأ عن الإسلام وتعاليمه، وعن هذا الخلق الذي يحمل المسلم على التنازل لغيره عما يحتاجه من ممتلكاته... قرأت عن الإسلام وأعجبت بتعاليمه وآدابه، وعلمت أن ذلك الخلق يسمى في الإسلام (الإيثار)... وبعد أيام بحثت عن ذلك الشاب حتى وجدته، فسلمت عليه فلم يعرفها، فعرَّفته بنفسها، وأنها الفتاة التي أعطاها المظلة (الشمسية) قبل بضعة أيام، وأخبرته أنها قرأت عن الإسلام وتعاليمه وآدابه والأخلاق الفاضلة التي يدعو إليها، ومن ذلك خلق الإيثار (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)... وأنها تريد أن تعتنق الإسلام، وتريده أن يتزوجها، فما كان منه إلا أن رحب بذلك، واتصل بوالده وشاوره في الأمر، فبارك الوالد هذه الخطوة، فتزوج بتلك الحسناء بعد أن اعتنقت دين الإسلام، وتمسكت به أشد تمسك...
بماذا علق أهل المجلس الذين حكى لهم الشيخ تلك القصة؟!
قالوا سوف نحمل معنا درزن شمسيات ونذهب بها إلى أمريكا !!!
ما هي العبرة من هذه القصة؟؟!
لو أننا أحسنا التمسك بخلق واحد من أخلاق الإسلام سوف نكون دعاة إلى الله وربما يهدي الله بنا الكثيرين ونكون قد استنقذناهم من النار... ولئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمْر النعم... أو كما قال المصطفى (صلى الله عليه وسلم).