إسلام اجمولة
عدد المساهمات : 9 تاريخ التسجيل : 28/02/2014 العمر : 29 الموقع : المملكة المغربية
| موضوع: #الأمل الجمعة 28 فبراير 2014, 11:07 pm | |
| كلمات نالت اعجابي : عندما تنتهي بنا الجُملة ـ أثناء الكتابة ـ في نهاية السَّطرِ نضعُ نقطة ثـمَّ ننـتقل إلى سطر جديد
نقومُ بهذه العمليَّة بشكل تلقائي، دونَ تَعنُّت مِنَّا في رَصِّ الحروفِ على السَّطرِ الأوّل، وذلك لأننا أدركنا ـ تمام الإدراكِ ـ أن السَّطر لم يَعدْ يَتَّسع
لحرفٍ جديدٍ، وما عادَ يحتمل مِن الكلماتِ ما يُشكِّل جملة مفيدَة ذاتَ معنى جميل، فيأتي السَّطرُ الثاني بمَثابةِ فرصَةٍ ثَمينةٍ تَهَبُ حُروفنا الحَياة مِن جَديدٍ!
لكن؛ ماذا لو أصَرَّتْ الحروف على أن تُكتَبَ كلّها على السَّطرِ الأوّلِ وانْصاعَ القلمُ لرغبتِها؟
فراحَ سِنُّ القلمِ يقطعُ المسافة بين أوّل السَّطرِ وآخره جيئة وذهابًا بحثًا عن فُرجَةٍ يَدسُّ فيها حروفَهُ، تُرى هل سَيتَحقَّق له ما يُريد؟
النَّقطة والسَّطرُ الجديدُ وإصرار الحروفِ على ألاَّ تَبرحَ السَّطرَ الأوّل تُذكِّرني بتَجاربِ الماضي الفاشِلة التي تُخيِّم بقُتمتِها على قلوبِ بعضِنا
فينغمسونَ فيها حَـدَّ الـغـرقِ!
أسرَى هم لأحزانهم وإحباطاتهم، وإذا ناداهم مُنادِ الأملِ أشاحوا بوجوهِهم عنه، وأصَمُّوا آذانَهم، ثمّ مضوا مُهروِلين إلى حيث يقبعون دائمًا
في تِلك الزَّاويةِ الكئيبة في غُرَفِهم المُنزَويَةِ، لا يَقوونَ على فعلِ شَيء سِوى البكاءِ والنّحيبِ على ما فاتَ، والأسى على ما هو آتٍ
مُكبَّلينَ بالعجزِ وقلّةِ الحيلَةِ وسوءِ التَّدبيرِ!
نظرهم قصيرُ المدَى وفي اتجاهٍ واحدٍ ـ كأنَّ داءَ التَّصلُّبِ أصابَ رَقبَتَهم، وإذا سَألتَهم: ماذا ترون؟
أجابوكَ: السَّواد يبسط رِداءَه على كلِّ شَيء، فلا نَرى شيئًا!
حرموا أنفسَهم بأنفِسِهم مُتعةَ المُحاولةِ الجادّة للبدءِ مِن جديد، حِينما أساءوا الظَّنَّ بالله ـ جلَّ جلاله ـ ولم يَفقهوا قوله تَعالى:
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ...} [الرعد: 11]
لا أعلمُ كيف يُقاسُ النَّجاح عند بني الدُّنيا، وبمَ يُقاسُ الفشل؟
لكنِّني على يَقينٍ أنَّه لا يوجد نجاح مطلق أو فشل مطلق في هذه الحياةِ بلْ تـجـارب وخـبـرات!
فكمْ مِن تجربةٍ فاشلةٍ جعلتنا نَقِفُ مع أنفُسِنا وقفة تفكّر وتدبُّرٍ، وكمْ مِن تجربة قاسية كانت السَّبب في أن نتعلَّمَ سِـرًّا جـديـدًا مِن أسـرارِ الـنّـجـاح!
نعم؛ فما كان سرًّا بالأمسِ أصبحَ اليومَ مِن أبجديَّاتنا، ولليومِ سَّره الذي لم يُكتشَف بَعد، حتى إِذا ما تَمَّ اكتشافَه ـ بتوفيقٍ مِن الله
تقدَّمنا خطوةً في دَربِ الفلاحِ ، وهَكذا...
فالتَّجارب الفاشلَة لا تنتهي إلا بانتهاءِ الأجَل، لكنَّها تقل بزيادةِ الوعي والخِبرة، ولا تُكتَسَب الخبرة إلا بِسبْرِ أغوارِ الحياةِ، وخوض التَّجارب والتَّعلّم مِنها
ومِن ثمَّ تَجاوزها لما بعدها بـتـحـدٍّ وإيـمـانٍ كَـبـيـريـن، وقـلـبٍ لا يـعـرف الـحـقـد!
| |
|