محمد ود المحينة شيخ المكنناب وفارسهم المغوار
بقلم المحينابي الموسوعة فتح الرحمن محمد البشير كرم الله
أبونا محمد المحينة عبد الجليل، هو أكبر إخوانه سنا ، تقي لم تفارق مخافة الخبير حواسه ، عصامي فارس مغوار ، في عيونه حمره طبيعية لم تكن من عله ، طويل عريض المنكبين كوالده و أعمامه ، جمع بين الفراسة والكياسه وحسن السياسة ، تولي الشياخة من بعد وفاة والده عليه رحمة الله ، كان لا يأخذ العشور والقطعان من فومه في سنين القحط وشح الأمطار ويتحمل عقاب السلطة في ذلك ، قومه أهل بادية لهم ثروة حيوانية هائله، إمتهنوا مهنتي الزراعة والرعي بالوراثة أكابرا عن كابر إلا فئتة قليله كانت تشتغل بالتجارة والنساجة ، لهم أراضي زراعية خصبة واسعة في أبوهجيليج ( مطرية ) وأخري تزرع صيفا علي ضفتي البيل الأبيض ، في أم دعفون شرقا وأقصي مربوع بريمة جنوبا بالفضة الغربية غمرتها مياه خزان جبل أولياء في عام 1937م علي الرغم من معارضة عمدتنا آنذاك محمد ود المقبول ود جار النبي والذي كان الوحيد من بين نظرائه المتأثرين بالخزان وكانت حجته { أهلي أهل زراعة إدا ما نجح المطر بزرعوا البحر } . نرجع إلي موضوعنا حتي لا يأخذنا الإسهاب بعيدا ، جدنا الشيخ / محمد المحينة تولي زعامة قوم لهم مضارب مشهورة وديار معروفه ، في الخريف يستقرون بجوار بلداتهم المطرية وفي الشتاء يستقرون في مناطق عدة أشهرها أم عمل و الهبكه والطلحة ....الخ ، أما في الصيف فكانوا يستقرون في أراضيهم الزراعية الموجودة علي ضفتي بحر أبيض ولا يغادرونها إلا لزراعة أراضيهم المطرية . لم يقبل جدنا ود المحينة بجور السلطة الممنوحة لبعض رجال الإداره الأهلية حيث كانوا يأخذون القطعان والعشور مرتين في السنة من أهلنا الموجودين في الضفة الغربية والتي كانت تتبع لشياخة أبوالحسن / كرفين / ، والضفة الشرقية تتبع للشيخ حمد ود جار النبي . جمع جدنا ود المحينة مشائخ العرواب السبعة وتفاكر معهم واستقر رأيه أن يذهبوا سويا إلي حكمدار عام السودان ولكنهم رفضوا . ذهب جدنا ود المحينة ورحل بأولاده وبهائمه ونزل في مكان الباقير الحالي وحاول مرات عديده مقابلة الحكمدار في السرايا ( القصر) إلا أنه لم يوفق في مقابلة حكمدار عام السودان إلا بعد شهر كامل لبروقراطية ذلك العهد المتفشي فيها الرشوة ، عندما دخل علي الحكمدار وجد معه إثنين من أطفاله الصغار ، أخرج جدنا ود المحينة كيس نقوده وأعطي منه ريال أبو ريالين لأطفال الخواجة ، فاستغرب الخواجة وقال : أيه ده ؟ ليه ؟ فرد عليه ود المحينة : عندي أولاد صغار زي أولادك ديل ولي شهر ما شفتهن !! الحرس ما سمح لي بالدخول عشان أقابلك . أقبل حكمدار عام السودان وهو مصغي بإهتمام لمظلمة جدنا ود المحينة ، وثم بعد ذلك أعطاه مكتوب = فرمان = واحد لود جار النبي والآخر لكرفين تم فيهن فصل الشياخة ومعالجة التداخلات الطارئة . من بعد رجوعه لدياره ذهب للشيخ / حمد ود جار النبي والذي قابله مداعبا يا ود المحينة شهر كامل تفز من الطلبه ( الطاء مضمومة واللام ساكنه ) . بعد إستلامه للمكتوب = الفرمان = أمر ود جار النبي إثنين عبيده الأقوياء بأن يلازموا ود المحينة حتي يعود من مقابلة كرفين . قابل جدنا ود المحينة الشيخ / كرفين في سوق أبوحجار وهي منطقة غمرتها مياه الخزان في ما بعد وهي معروفه إلي الآن تقع جنوب غرب رأس الجزيرة أم مطيع . إستلم كرفين المكتوب بعد أن قال له نفس مقولة ود جارالنبي يااا ود المحينة شهر كااامل تفز من الطلبه ؟؟ ولما أستبان له الأمر ... ورأي عبيد ود جار النبي مدججين بالسلاخ والله عرفها ود جار النبي الرسل عبيدو معاك !!! ومنذ ذلك الحين تم فصل الشياخه ... ... أهلي الكرام هذا غيض من فيض سيرة عطره وصفحة من صحائف مضيئة لسياسي صالح وفارس مغوار ... اللهم إني قد سمعتها = وأنت تعلم = ممن لا أشك في صدقهم فاجعلهم هم وأهليهم في مقعد صدق مع الصديقين ... آمين ... المصدر ، الوالد ووالديه عن والديهم ، عليهم رحمة الله تعالي جميعا. . .
الإثنين 07 يناير 2019, 9:08 pm من طرف عبدالرحمن قدالة
