الشيخ محمد سيد الحاج إلى رحمة مولاه

زائر

إنا لله و إنا إليه راجعون

نحتسب عند الله تعالى أخانا الداعية الموفق فارس الدعوة بالحسنى الشيخ محمد سيد حاج المحبوب من كل طوائف الناس

والذي وافته المنية البارحة ليلة الأحد جمادي الأولى 1431 هـ الموافق 24 ابريل 2010 م

أثر حادث سير أليم على طريق الخرطوم القضارف

لله ما أعطى وله ما أخذ وكل شي عنده بأجل مسمى

ولا حول ولا قوة إلا بالله

والحقيقة الشيخ محمد السيد طراز فريد من العلماء والدعاة ويندر أن تجد مثله في السودان يجمع ما جمع من العلم والحكمة والجد في الدعوة بالحسنى ومحبة الناس له من جميع الطوائف على تمسك ظاهر بمنهج السلف ولا يجامل فيه أحدا

لعمرك ما الرزية فقد مال*** ولا فرس تموت ولا بعير
ولكن الرزية فقد حر ***يموت بموته خلق كثير

*************

وما كان قيس هلكه هلك واحد**** ولكنه بنيان قوم تهدما

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى رحاب الله الطاهرة يا أبا جعفر

المصاب جلل، والرزء جسيم، والفقد كبير... ولكننا لا نقول إلا ما يرضى ربنا جل شأنه... فإن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيءٍ عنده بأجلٍ مسمى.

رغم صغر سنه بلغ من العلم الشرعي مبلغاً عالياً حتى تسنم ذروته وأصبح عضواً في هيئة كبار علماء السودان. تفرغ تماماً للدعوة إلى الله، وكان برنامجه اليومي مزدحماً بالدروس والمواعظ والمحاضرات... في المساجد، والمنابر والساحات العامة، ومحطات الإذاعة، وقنوات التلفزة... وحين وافته المنية كان في طريقة لتقديم محاضرة بقرية دوكة القريبة من القضارف، وكان على موعد مع أهلنا بالحصاحيصا ليقيم لهم محاضرة دينية بعد يومين أو ثلاثة.

ونحن إذ نحتسبه عند الله تعالى، لنسأله جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه، أن ييمِّن كتابه، وييسِّر حسابه، ويكتب كتابه في عليين، ويرفع درجته في المهديين، ويخلفه في عقبه في الغابرين، وأن يتقبله عنده من الشهداء، ويعوض شبابه الجنة، وأن يلهم آله وذويه، وتلامذته، ومحبيه، ورواد مسجده ومنابره ودروسه جميل الصبر والعزاء الحسن، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مضى طاهرَ الأثوابِ لم تبقَ روضـةٌ *** غـداةَ ثوى إلا اشتهـتْ أنهـا قبرُ
تردي ثيابَ الموتِ بيضـاً فما دجى *** لها الليـلُ إلا وهي من سندسٍ خُضْرُ

نحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا نزكيه على ربه أبدا...

لك الحمد ربي علي كل حال

‏ ‏ فمالنا الا صبر وسلوان

رحل عن دنيانا لنا شيخ

‏ ‏ محبوب ومايبغضه قط انسان

بكيناه فما جفت أعيننا

وكذلك يبكيه كل انسان

متواضع خلوق كريم

‏ ‏ فيارب أكرمه وارزقه جنان

وفي كل علم له فيه بحر

‏ ‏ فأنعم به من شيخ ومن طيبان

محمد سيد الذي ماوطئت قدماه

‏ ‏ أرض الا تجده مشتاق وفرحان

بتقديم دعوته علي ملإ

‏ ‏ ويرجوا أن يهتدي ضال وحيران

وعند انتهاءه يقوموا وقد

‏ ‏ انشرحت صدورهم والقلب طربان

فاصبروا اخواني عليه ومالكم

‏ ‏ غير الدعاء له أيها الإخوان

بأن يسكنه الفردوس مع

‏ ‏ محمد ويرحمه ويفوز بالرضوان

فياربي ارحمه مادام في قبره

‏ ‏ وارزقه الفردوس من الجنان

ووسع له فيه مد بصره
‏ ‏
‏ ‏ ونور له وارض عنه ياحنان

وارزقنا صحبته يوم اللقاء علي

‏ ‏ سرر مصفوفة في تلك الجنان

ثم صلي ربي وسلم علي محمد

‏ ‏ وآله ومن تبعهم باحسان

مع تحياتي أخوكم الفقير الي عفو ربه أبو قدامة عمر ابراهيم

زائر

انا لله وانا اليه راجعون
اسال الله العلى العظيم ان يتمضة بواسع رحمته ويجعل الجنة مثواه

زائر

مُصابٌ جَلَّ عن وصْف القصيدِ ********* وفَاقَ مَرَارةَ الأمر الشديدِ

وجَلَّ عن الكثير من المـآسي ********* وجَلَّ عن الخطير من الكُؤودِ

مُصابٌ أوْهَنَ الأعضاء حتى ********* فَرَرْتُ من القيام إلى القُعودِ

وسكَّنَ كلَّ شيءٍ في كياني ********* فَعُدّتُ من الحِراك إلى الجُمودِ

طَفِقتُ أُقلِّبُ الكفّين همَّاً ********* ودمْع العين صلْبٌ كالجلِيـدِ

وأَنْظرُ في السماء وقد كساها ********* لظى الأحزان أثوابَ السُّهودِ

كأنَّ الليل يرْتعُ في فلاها ********* وضوءُ الصبح يَرْسفُ في القيودِ

كأنَّ زماننا جاءتْه رُسْلٌ ********* وأنَّ مَسيرَهُ وشْكَ الحُدودِ

فموْتُ العلم يُؤذِن بانْقضاءٍ ********* ودفْقُ حياتهِ سِرُّ الخلودِ

وساءلْتُ السماء لِمَ الزَّوايا ********* تَخَبَّى خلفها ضوءُ السُّعودِ

فقالتْ مات شيخٌ لو تَمنَّى ********* أتاه الكُلُّ في ثوبٍ جديدِ

زائر

رثاء أبي جعفر فضيلة الشيخ محمد سيد حاج

فضيلة الشيخ د.عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
2010-04-24
الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وله الآخرة والدنيا، (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) والصلاة والسلام على من علَّمنا الصبر على نوائب الدهر، وعلى آله وصحبه أولى النهى، وعلى من تبعهم بإحسان في الآخرة والأولى، أما بعد.

فإنني أكتب هذه الكلمات معزِّياً نفسي وإخواني المسلمين في السودان والمشارق والمغارب في فقيد العلم والدين أخي الحبيب الشيخ الأستاذ العالم/ أبي جعفر محمد سيد حاج، الذي قضى عمراً طيباً مباركاً أفناه في الدعوة إلى الله والدلالة عليه ونشر العلم وتبليغ الهدى ـ أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله ـ محمد سيد حاج اسم إذا ذُكر تذَّكر الناس علو الهمة ومضاء العزيمة وشجاعة النفس وطيب المحيا وكمال الأدب وحسن الخلق وسلامة الصدر، تذكره المساجد والمنابر وساحات الدعوة وحلق العلم، يذكره المؤمنون المحبون للعلم في العاصمة والولايات بوجهه البشوش وصدره الواسع وحلمه البالغ وطرفته الذكية.

إن في الله عز وجل عوضاً من كل هالك، وخلفاً من كل تالف، ولكن حق للمسلمين في السودان أن يحزنوا لموت أحد علمائه الأفذاذ وفقهائه النجباء، من جاب البلاد ينشر الهدى والنور، وساح في الأرض يدعو ويجاهد، حتى كانت منيته في ساحة أحبها، وطريق يألفه؛ وإني لأرجو له أن يكون الله قد كتب له الشهادة وحسن الخاتمة برحمته؛ وإذا كان الموت قدراً مقدوراً لا مفر منه؛ فما أطيبه حين يكون موتاً شريفاً في غاية شريفة، وهو ما نحسب أن الله تعالى قد اختاره لأخينا أبي جعفر؛ فإنه مات في طريق الدعوة وفي سبيل الله، خلَّف من ورائه ذرية ضعافاً، ووالدين شيخين كبيرين، وخرج يدعو إليه ويبشر بجنته ويرغب الناس في دينه؛ فاللهم ارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء، وشفِّع فيه عمله الصالح، وتقبَّل منه صبره وجهاده، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واجمعنا به في جنات النعيم.

إنني حين أكتب هذه الكلمات بعد ساعة من وصول خبر وفاته ـ رحمه الله ورضي عنه ـ لحقٌ عليَّ أن أذكر بعض ما عرفت عنه من مكارم الأخلاق وجميل الصفات وطيب الخصال:

أولاً: أول ما لفت انتباهي في حياة الشيخ رحمه الله التوفيق الذي صحبه؛ حين اختار طريق الطلب للعلم الشريف؛ رغم كونه قد درس في المدارس النظامية التي يدرس فيها أغلب الناس؛ ثم التوفيق الذي لازمه وهو يستظهر النصوص ويورد الأقوال ويحسن العرض؛ فيقرِّب البعيد ويسهِّل الصعب، ويحرِّك المشاعر ويوقظ النفوس

ثانياً: ما رزقه الله ـ على حداثة سنه ـ من سرعة بديهة وحدة ذهن وتوقد قريحة، مع دعابة وطرفة جعلت الناس يحبونه ويسعون إلى مسجده في كل جمعة، ويتحلقون في دروسه حيث كانت؛ لسلاسة أسلوبه وعذوبة عرضه وحلاوة منطقه

ثالثاً: الشيخ ـ رحمه الله وأعلى مقامه في الجنة ـ كان مبذولاً للناس كافة، أو قل: كان عالم عامة، فما كانت محاضراته ودروسه لخاصة الناس ولا لطبقة دون أخرى، بل كان للناس جميعاً، من دعاه أجابه، ومن سأله أفتاه، وأذكر حين قامت إذاعة طيبة كان من أوائل الأصوات التي سمعها الناس، ثم حين قامت القناة كان من أوائل الوجوه التي طلعت على الناس كالشمس في ضحاها؛ فكان رحمه الله كالغيث حيثما وقع نفع.

رابعاً: وضوح منهجه واستقامة فكره؛ فما كان رحمه الله متقلباً متردداً، بل كانت المسائل في ذهنه واضحة والطريق بيِّناً، وإني لأذكر كلماته في آخر ندوة رأيته فيها ـ ندوة الانتخابات بساحة المولد ـ حين قال: إن العلماء مستقلون لكنهم غير محايدين! يعني أنهم ما يستطيعون الحياد بين من يقول: ربي الله، ومن يقول: لا إله والحياة مادة، بين من يحب شرع الله ودينه، ومن يعادي الله ورسوله، وكذلك حين زاغ بعض الشباب وحملوا على أهل العلم حملة شعواء، واختاروا طريقاً مبايناً أفضى بهم إلى مسالك وعرة؛ كانت نهايتها غياهب السجن؛ فأراد أولو الأمر أن يبذل الدعاة طاقتهم في محاورة أولئك الشباب؛ فرشحت لهم ـ في ثلة من أهل العلم والفضل ـ أخانا الحبيب الشيخ/ محمد سيد؛ فكان ـ والله شاهد ـ ابن بَجْدَتِها وأبا عُذْرتِها ـ يجيب على الشبهات إجابة الواثق ويزيل عن الشباب ما بأعينهم من غشاوة، مع أبوة حانية وأخوة صادقة ووجه باسم، وكانت تلك المحاورات ـ بحق ـ مدرسة فكرية وجامعة علمية استفاد منها الجميع شباباً وشيوخاً

خامساً: كان الشيوخ وصولاً للناس في أفراحهم وأتراحهم، ساعياً بينهم بالإصلاح والخير، ولا زلت أذكر حين عرض عليَّ خبر فتاة بينها وبين أهلها خلاف في شأن زواج تحرص عليه، وأهلها لا يريدون لاعتراضهم على الرجل الذي تقدم لها، فاعتذرت إليه بأنني لا أدخل في هذه الأمور، ولم يزل ـ رحمه الله وغفر له وجزاه خيراً ـ يلح عليَّ ويفتل لي في الذورة والغارب حتى ذهبت معه إلى بيت أهلها، ومكثنا معهم حيناً من الليل نحاورهم ومعهم فتاتهم؛ ثم بعد ذلك ما زلت أسأله عن أخبارها كلما لقيته فيحكي لي ما حدث من أمرها، مما يدل على أنه تابع واستقصى وما ملَّ ولا كلَّ

وأخيراً: ماذا عساي أن أقول في رجل بكت عليه الأعين، ونطقت بفضله الألسن، ورثته القلوب قبل الكلمات؟ ماذا أقول عمن أحبه الناس فأعاروه قلوبهم، وأصغت إلى كلماته أسماعهم؟ إنني أعزي ـ وأنا خارج السودان ـ العم الكريم/ سيد وزوجه الفضلى، وأقول: يا ليتني كنت معكم، أقف إلى جانبكم لأمسح دموعكم، وأداوي جروحكم، وأواسيكم في مصابكم، لكن لا إله إلا الله، إن العين تدمع، والقلب يحزن، وإنا لفراقك يا أبا جعفر لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربَّنا (إنا لله وإنا إليه راجعون)

عدد المساهمات : 247 تاريخ التسجيل : 12/11/2008

To:

اللهم اغفر له وارحمه عدد ما درس وألقى الخطب، وعدد ما ذكر واستغفر، وعدد ما سافر في سبيلك ورحل، واجعلها حسن خاتمة وكفارة للذنوب ورفعة للدرجات.

والله ان العين لتدمع وان القلب ليخشع وانا لفراقك ياشيخي محمد
سيد لمحزونون والله لن ننساك أبدا
وسنسأل الله لك صباحا ومساء مادام
فينا قلب ينبض ان شاء الله فنسأل الله لك الرحمة والمغفرة وأن يوسع لك في قبرك وينور لك فيه ويعذك
من عذاب القبر ويعذك من عذاب النار ويدخلك الجنة من غير سابقة عذاب ومن غير حساب ولاعقاب
ويرزقك الفردوس الأعلي ويجعلنا معك في الجنة اخوانا علي سرر متقابلين والله انا نحبك ولا نخفي حبك ونسأل الله أن يجعلنا بهذا الحب في ظله يوم لاظل الا ظله وصل اللهم وسلم علي نبينا محمد وعلي وصحبه وسلم آميييييييين

زائر

انا لله وانا اليه راجعون

اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه و وسع مدخله و أكرم نزله و اجعل كتابك له شفيعا و في القبر أنيسا.
يا رب ارحم شبابه و تقبل صالح عمله و تغمده برحمتك التي وسعت كل شيء.

اخواني من أراد أن يعزي عمنا سيد حاج فهذا رقم جواله 00249911855155
ومن أراد أن يعزي خال شيخنا محمد
سيد بكري فهذا رقم جواله
00249912990878
ولاتنسوا الدعاء للشيخ في كل سجودكم كما لاتنسوا الدعاء لعمنا
المهندس زاهر فهو في حالة نفسية
لتأثره بوفاة الشيخ محمد سيد
وجزاكم الله خيرا

لمثلك يدخر الرجال دموعهم
لمثلك تنساب المدامع عسجدا
غريباوحيدا صرت دونك ياخليلي
عزائي فيك أنك خير من اهتدي
لقدكان بابك في الحياة مشرعا
لماذا أراه اليوم أصبح مؤصدا
وكنت خليلي في الحياة وملهمي
وكنت الصديق وكنت لي خير من هدي
وكنت وكنت وكنت أنت معلمي
وكنت رشيدا للحياة ومرشدا
أخليلي لو تعود الي ربع دقيقة
أقبل رجليك الكريمة واليدا
الي جنة الفردوس والمأوي
مع الأنبياء هناك تلقي الموعدا
إلهي ضيفك في يديك فقل له
عليك الرحمة الي يوم القيامة سرمدا

في رثاء فضيلة الشيخ محمد سيد حاج يرحمه الله

ما لي أراك عصيّاً أيها القلمُ..؟!
أجفّ حبرك؟ أم قد شلّك الألمُ..؟!
أم غاض نبعُ قوافٍ كنت تحسنها؟
وأُلجم الشعرُ واستعصى به الكلم؟
أولى بك اليوم أن يجري المدادُ كما
جرت دموعٌ من الأحداق تنسجم
سل الجموعَ التي جاءت مشيعة
إذ أقبلت أممٌ في إثرها أممُ
الشيخ مات..!! أحق ذاك أم كذب؟
الشيخ مات.. أصحو ذاك أم حلم؟
الشيخ مات.. فدمع العين منسكب
حزناً عليه ونار الوجد تضطرم
الشيخ مات.. فما أقسى المصاب إذن
وما أشق جراحاً ليس تلتئم
بالأمس كان هنا يُهدي الحياة لنا
يشفي القلوب فلا داءٌ ولا سقم
يدعو إلى الله في صبر وفي دأب
يَهدي إلى الحق لا يأسٌ ولا سأمُ
بلاغةٌ وبيانٌ زان مَنطِقَهُ
في حسن سبكٍ فمنثورٌ ومنتظمُ
يخالط الناسَ والإصلاحُ مقصدهُ
صدقاً.. تزيّنه الأخلاق والشيمُ
ويبذل النصح دوماً لا يضنّ به
قـد عفّ منه فـؤادٌ صادق وفمُ
يلقى الجميع بودّ خالص وترى
على محياه نورَ البشر يرتسم
فليس يقبلُ إلا وهو منبسطٌ
ولا تَكلّم إلا وهو يبتسم..!
هي المنية حكمٌ لا مردّ له
هو المصير لهذا العمر يَختتم
مصابنا فيك يا شيخ الهدى جلل
وفقدنا لك خطبٌ فادح عمم
لكننا نتعزى حين نذكرها
مآثرا سامقاتٍ دونها القمم
ومهجةً أوقفت لله خالصةً
وهمةً قَصُرت عن مثلها الهمم
حتى أتاك قضاء الله -حين أتى-
وأنت في سفر للخير تعتزم
هذا أبو جعفر - يا رب – مرتحل
إلى جوارك أنت الواحد الحكم
يا رب جاءت جموع الناس شافعة
فيه وضاقت بها الساحات تزدحم
وأنت أكرم منهم أنت خالقهم
أنت الرحيم ومنك الجود والكرم
يدعونك اليوم والأحداقُ دامعة
فاقبل شفاعتهم واقبل دعاءهمُ
وارحم أبا جعفر.. ضاعف مثوبته
أنعم عليه.. فمنك المَنّ والنِعمُ

د. أنس ابن عوف عباس

الثلاثاء 27/4/2010م

بسم الله الرحمن الرحيم

نونية الزياتي في رثاء الشيخ محمد السيد

هُوَ ثُلْمَةٌمَكْسُورَةٌ فِي دِينِنَا *** مَا سَدَّهَا أَلْفٌ وَلاَ أَلْفَانِ
على نسق نونية ابن القيم -رحمه الله - الذي أبان فيها منهج السلف وكشف عوار المناهج الاخرى - جاءت نونيةالزياتي- جزاه الله خيرا- ترثي شيخنا الفاضل أبا جعفر - وقد وجدتها في إحدىالمنتديات التي عنيت بتراث الشيخ رحمه الله - وانقلها للفائدة والعظة.
واليكم ماقاله:ــ

مَاذَا نَقُولُ وَقَدْ أَتَانَا نَعْيُهُ
قَدْ مَاتَ ذَاكَ الْعَالِمُ الرَّبَّانِي
فُجِعَ اْلأَحِبَّةُ وَاْلأُخُوَّةُ كُلُّهُم
بِوَفَاةِ شَيْخ الْعِلْمِ وِاْلإيمَانِ
قَدْ مَاتَ حَادِي الرَّكْبِ شَابّاً نَاضِراً
فِي اْلأَرْبَعِينِ تَعُوزُهُ السَّنَتَانِ
رَحَلَ الْفَقِيدُ مُوَدِّعاً أَحْبَابَهُ
لاَ تَسْتَقِيمُ حَوَادِثُ اْلأَزْمَانِ
فِي دَعْوةِ الْقُرْآنِ كَانَ خِتَامَهُ
سُبْحَانَ رَبِّي خَالِقُ اْلأَكْوَانِ
هِيَ دَعْوَةٌ سُنِّيَّةٌ فِي أُسِّهَا
قَدْ خَاضَهَا فِي الْقَفْرِ وَالْوِدْيَانِ
مَاتَ الْهُمَامُ وَلَمْ يَمُتْ نِبْرَاسُهُ
شَرْعٌ قَوِيمٌ وَاضِحُ اْلأَرْكَانِ
فِي دَعْوَةٍ سَلَفِيَّةٍ مِنْهَاجُهُ
مَا شَابَهَا بِشَقَاشِقِ الْيُونَانِ
فَشِعَارُهُ التَّوْحِيدُ دَنْدَنَ حَوْلَهُ
وَاْلإتِّبَاعُ فَذَاكَ أَصْلٌ ثَانِ
أَمَّا السُّلُوكُ فَذَاكَ حَارِسُ مَجْدِهِ
وَمُجَدِّدٌ لأُصُولِ ذَا الْبُنْيَانِ
هَذِي "الْمَدَارِجُ" فَهْوَ يَشْرَحُ لُغْزَهَا
مِنْ عِلْمِ ذَاكَ الْقَيِّمِِ الرَّبَّانِي
فِي تُحْفَةٍ قَلْبِيَّةٍ قَدْ صَانَهَا
مِنْ عِلْمِ شَيْخِ السُّنَّةِ الْحَرَّانِي
دَاءُ النُّفُوسِ وَقَدْ أَشَاعَ دَوَاءَهُ
فِقْهُ ابْنِ حَزْمِ الظَّاهِرِيِّ الشَّانِ
دَحَرَ التَّصَوُّفَ وَالتَّشَيُّعَ جُمْلَةً
هَدَّ اليَسَارَ كَبَعْثِي أَوْ عَلْمَانِي
مِنْ مُلْحِدٍ مُتَفَسِّخٍ فِي زَيْغِهِ
حَتَّى الْكِتَابِي يَهُودِي أَوْ نَصْرَانِي
مَنْ كَانَ يَعْتَلِيُ الْمَنَابِرَ صَوْلَةً
بِحَدِيثِهِ وَكَلاَمِهِ الرَّنَّانِ
مَنْ كَانَ يَخْلِطُ عِلْمَهُ بِمَوَاعِظٍ
وَيُصِيغَهُ فِي قَالِبٍ فَنّاَنِ
أَوْ كَانَ يَعْقِدُ لِلتَّنَاظُرِ مَجْلِساً
وَخُصُومَهُ فِي غَايَةِ الْخُذْلاَنِ
فِقْهُ الدَّلِيلِ أَسَاسُهُ وَمَتَاعُهُ
أَنَّى تَوَجَّهَ حَامِلاً أَصْلاَنِ
هَذَا الْكِتَابُ وَسُنَّةٌ مَرْضِيَّةٌ
مَرْفُوعَةٌ لِنَبِيِّنَا الْعَدْنَانِي
وَمُطَبِّقٌ لِلْعِلْمِ بَعْدَ تَعَلُّمٍ
يَدْعُو إِلَيْهِ بِرَغْبَةٍ وَتَفَانِي
جَابَ الْبِلاَدَ شَمَالَهَا وَجَنُوبَهَا
مُتَفَاعِلاً مَعَ دَعْوَةِ الرَّحْمَنِ
وَثِمَارُهُ مَعْرُوفَةٌ وَتَرَوْنَهَا
هَذَا الدَّلِيلُ فَدُونَكَ الْبُرْهَانِ
فِقْهُ السِّيَاسَةِ قَدْ أَزَالَ غُبَارَهُ
وَاْلإِحْتِسَابُ فَذَاكَ فَرْعٌ بَانِي
عِلْمُ الْفُرُوقِ وَقَدْ أَشَادَ بُرُوقَهُ
بَعْدَ الْقَرَافِي مَالِكِيٌّ ثَانِي
أَحْكَامُ أَهْلُ الْعَهْدِ أَحْكَمَ فِقْهَهَا
مِنْ بَعْدِ شَمْسُ الدِّينِ وَالزَّيْدَانِ
شَرْحُ "الْعَوَاصِمِ وَالْقَوَاصِمِ" مُتْعَةٌ
فِي ذَبِّهِ عَنْ خِيرَةِ الْمَلَوَانِ
أَمَّا الْبُحُوثُ فَمِنْ أُصُولِ طَرِيقِهِ
فِي مَنْهَجِ التَّأْصِيلِ وَاْلإِتْقَانِ
هُوَ ثُلْمَةٌ مَكْسُورَةٌ فِي دِينِنَا
مَا سَدَّهَا أَلْفٌ وَلاَ أَلْفَانِ
هُوَ ثَغْرَةٌ مَخْرُومَةٌ فِي جِيلِنَا
وَمَكَانُهَا يَبْقَى مَدَى اْلأَزْمَانِ
لَمْ نَحْتَمِلْ أَبَداً فِرَاقَ حَبِيبِنَا
لِصُعُوبَةٍ فِي الْبَيْنِ وَالْفُقْدَانِ
جَاءَ "الْقَضَارِفُ" دَاعِياً وَمُبَشِّراً
بِرِسَالَةِ اْلإِسْلاَمِ وَالْقُرْآنِ
فِي آخِرِ الرَّحَلاَتِ جَادَ بِنَفْسِهِ
مُتَحَدِّياً لأَكَابِرِ الشُّجْعَانِ
يَا أَيُّهَا الْقَضْرُوفِي خُذْهَا عِبْرَةً
كَيْ تَسْتَقِيمَ عَلَى هُدَى الرَّحْمَنِ
سَالَتْ دُمُوعِيَ أَنْهُراً فِي فَقْدِهِ
وَتَحَجَّرَتْ فِي الْجِفْنِ وَالإِنْسَانِ
لَكِنَّهُ التَّسْلِيمُ طَوْعَ قَضَائِنَا
لِمَلِيكِنَا الْخَلاَّقُ وَالدَّيَّانِ
فِي رَجْزِنَا بَحْرٌ مَلِيحٌ مَاتِعٌ
قَدْ سُقْتُهَا نَونِيَّةٌ فِي اْلآنِ
هَذَا الرِّثَاءُ مُقَصِّرٌ فِي نَعْتِهِ
وَيَشُوبَهُ التَّقْصِيرُ وَالنُّقْصَانِ
رَحِمَ اْلإِلَهُ لِحِبِّنَا وَقَرِيبِنَا
وَأَثَابَهُ الْحَسَنَاتِ مَعْ غُفْرَانِ
هَطَلَتْ عَلَيْهِ سَحَائِبٌ مِنْ رَحْمَةٍ
وَأَعَاضَهُ الرَّحْمَنُ أَرْضَ جِنَانِ

نظمها: أبو سهل طه بن الطيب بن المحجوب الزياتي

بسم الله الرحمن الرحيم

ّ الشَجْوُ المُهاج في رثاء الشيخ محمد سيد حاج ÷
شعر الأستاذ لؤي عبد الله

سِرُّ المُحِبِّ غَدَاةَ البَيْنِ مَفْضُوحٌ
وَدَمْعُهُ لِفِرَاقِ الإِلْفِ مَسْفُوحٌ
يَا نَائِحَاً فَوْقَ أَغْصَانِ الأَرَاكِ أَلاَ
تُجِيْبُ مَنْ عَادَ مِنْهُ الشَّجْوُ مَبْحُوحُ
يَا لَيْلَةً جَاءَ فِيْهَا النَّعْيُ مُشْتَمِلَاً
ثَوْبَ السَّوَادِ عَلَى الأَحْزَانِ مَلْفُوحُ
يَا نَاعِيَاً عَلَمَاً بَحْرَاً أَشَمَّ لَهُ
مَعَ الثِّقَاتِ اجْتِهَادَاتٌ وَتَرْجِيْحُ
شَيْخٌ تَرَجَّلَ غَضَّاً عَنْ مَطِيَّتِهِ
وَكَمْ تَرَجَّلَ أَعْلَامٌ مَصَابِيْحُ
له مَنَاقِبُ فِي الآفَاقِ ظَاهرِةٌ
يَكْفِي شَوَاهِدُها ذِكرٌ وتَلمِيحُ
يَدْعُو إِلَى الله لَا يَنْفَكُّ مُزْدَلِفاً
عِدَاهُ فِي الرَأْيِ مَقْصِيُّ وَمَطْرُوحُ
إذا تَكلَّمَ سَالَ الدُّرُ مِنْ فَمِهِ
فَقَوْلُهُ عِبْرَةٌ وَالصِّمْتُ تَسْبِيحُ
عَلَى المَدَارِجِ كَمْ تَلْفَاهُ مُنْتَظِمَاً
وَفِي المَسَائِلِ تَقْرِيْبٌ وَتَوْضِيْحُ
فَهْمٌ وَعِلْمٌ وَإِدْرَاكٌ وَمَعْرِفَةٌ
وَصَيِّبٌ مِنْ عَطَاءِ الله مَمْنُوْحُ
قُطْبُ الشَّبَابِ رَحَاهُمْ عِنْدَ مَفْزَعِهِمْ
هُوْ الأَرِيْبُ إِذَاَ دَارَتْ بِهِمْ سُوْحُ
أَعْنِي أَبَا جَعْفَرِ المَكْسُوِّ مِنْ وَرَعٍ
رِدَاءَ عِلْمٍ وَنَظْمِي فِيْهِ مَجْرُوْحُ
جَمّ السَّمَاحَةِ مِفْضَالٌ أَخُو ثِقَةٍ
بِكُلِّ سَابِقَةِ الأَخْلَاقِ مَمْدُوْحُ
سَهْلُ المَنَالِ حَصِيْفُ الرَّأْيِ مُتَّقِدٌ
وَارِيْ الزِّنَادِ عَلَى الأَعْدَاءِ مَقْدُوحُ
إِنْ تَلْفَهُ قَدَ عَلَا أَعْوَادَ مِنْبَرِهِ
كَأَنَّهُ الَبَرْقُ إِيْمَاضٌ وَتَلْوِيْحُ
بِالحَقِّ يصَدَحُ فِي حَالَيْهِ مُحْتَسِبَاً
يَدْعُو وَلَا يُثْنِهِ هَمٌّ وَتَبْرِيْحُ
تَرَاهُ بِالعِلْمِ والتَّدْرِيْسِ مُشْتَغِلاً
والبَعْضُ يَشْغُلُهُ قَدْحٌ وَتَجْرِيْحُ
جَزْلُ الخِطَابِ رَصِيْنُ القَوْلِ وَاضِحُهُ
يُمَازِحُ النَّاسَ تَلْطِيْفٌ وَتَرْوُيحُ
أَبْكِي فَتَىً قَدْ هَدَاهُ لِلْعُلَا شَمَمٌ
وَسَاطِعٌ مِنْ جَبِيْنِ الشَّمْسِ مَسْرُوْحٌ
وَاَحَرَّ قَلْبَاهُ.. كَمْ تَبْكِيْهِ ثَاكِلَةٌ
كَمَا بَكَتْ فَقْدَهُ الدُّهْمُ المَسَاحِيْحُ
لا أَبْعَدَ اللهُ شَيْخَاً زَانَه ُشَرَفٌ
فِي كُلِّ فَنٍّ لَهُ بَحْثُ وَتَنْقِيْحُ
طَوَى الحَيَاةَ إِلَى الفِرْدَوْسِ فِي عَجَلٍ
رَفِيقُهُ فِي الدُّنَا ذِكْرٌ وَتَسْبِيْحُ
نَفْسٌ تَوقَّدُ حَرَّىَ وَهْيَ مُرْهَفَةٌ
كَمَا السَّحَائِبِ لَا تَسْتَامُهَا الْرِّيْحُ
هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إلى شَيْخٍ يُمَاثِلُهُ
يَسيُر فِي نَهْجِهِ: هَدْيٌ وتَصْحِيحُ
كَأَنَّمَا شَاقَهُ التَّسْفَارُ فِيْ وَلَهٍ
نَحْوَ الجِنَانِ هَفَا كَيْ تَسْعَدِ الْرَّوُحُ
سَقَتْك مِنْ وَاكِفِ الوَسْمِيِّ غَادِيَةٌ
وَفَاحَ مِنْ تُرْبِكَ الرَّيْحَانُ والشِّيْحُ
وظَلَّلَتْكَ غَدَاةَ الحَشْرِ مَرْحَمَةٌ
وَعَدْتَ والذَّنْبُ مَغْفُورٌ وَمَصْفُوحٌ
ثُّمَ الصَّلاةُ عَلَى المُخْتَارِ مَاَ هَطَلتْ
سَحائِبُ القَطْرِ أَو مَاهَـبَّـتِ الرِّيحُ

بسم الله الرحمن الرحيم

ابن الشيخ محمد سيد (رحمه الله) يتفوق في امتحان مرحلة الأساس
أسرة الشيخ وأقاربه ومحبيه يتحدثون عنه رحمه الله

*عواضة سليمان الحارث والدة الشيخ ظل يكرمني على الدوام، وأنا عافية منه وراضية عليه،

*عفراء _ 10 سنة _قال لنا أنتم لو بكيتم أنا ما عافي منكم.

آخر مكالمة مع ابنه إبراهيم

*طلب الشيخ قبل وفاته بقليل ابنه إبراهيم الصغير في الهاتف وتحدث معه في آخر مكالمة.

*بعض المصلين والمصليات: شيخ محمد قال لنا فى خطبة الجمعة الماضية (هذه آخر جمعة أصليها معكم) !

يحكي لنا فى السيرة دوما

*ريم صلاح – بنت أخت الشيخ – كان خالي محمد طيب شديد يحبنا بشدة، وكلما احضر هدايا لابنائه يحضر لنا مثلهم، ولا يفرق بيننا فى المعاملة وبين أبنائه وكان دوما يحكي لنا فى السيرة النبوية.

في غمرة الأحزان لرحيل الداعية الشيخ محمد سيد حاج كان وميض آخر من فرح سجله نجله جعفر محمد سيد حاج بنجاحه في امتحان مرحلة الأساس بولاية الخرطوم باحرازه «245» درجة.. مجموعة الأنصاري البريدية تهنئه وتدعو الله أن يجعله سائراً في طريق والده الراحل وشد حيلك يا جعفر منبر ابوك ينتظرك .

جميع المعزين: الشيخ الفقيد كان مدرسة دعوية كبيرة ومحبوباً

يا كوكباً ما كان أقصر عمـره *** وكذاك عُمر كواكـبالأسحار

هكذا كان لسان حالي وأنا أسير وسط الحشود الضخمة صباح أمس الأحد فرأيتكيف تعجز الكلمات لتترك الحديث
للأعين بقلوب مفجوعة أيما فجيعة تذكرت وأنا أشاهدتدافع الآلاف من المواطنين إلى منزل الشيخ الفقيد الداعية العلامة محمد سيد حاجببحري فقيد الأمة الإسلامية جمعاء وهم يذرفون الدموع سخية بأنين المكلوم تذكرت ابنالرومي وهو يرثي ابنه مخاطبا عينيه بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي فجودا فقد أودىنظيركما عنديوالشيخ محمد سيد الذى نشأ وترعرع بالقرية (12) بحلفا مشهود لهبغزارة علمه ونقاء سريرته وسعة صدره فكانت صفاته الآثرة وخلقه القويم واستقامتهونبله وجهاده الممتد فى أروقة الدعوة رغم حداثة سنه يؤكد الجميع انه مواصلا ارحامهبحلفا وبارا بجميع معارفه وأصدقائه تخرج في جامعة أم درمان الإسلامية – كليةالشريعة والقانون، وحصل على درجة الماجستير منذ أشهر ولعل مآثره النبيلة هي التىجعلت الملايين بداخل البلاد وخارجها تلتف حوله بحب والقلوب تحتشد للقائه الكريم فىحلقات العلم والدعوة حيث كان جاذبا فى مجال الدعوة تنساب الكلمات منه كالدرر وهويدعو إلى الله ويشهد له الجميع انه بذل وقته وعمره الثمين فى الدعوة الى الله، وحكىالمقربون كيف نذر وقته منذ وقت مبكر فى نهل العلم والدين وفقه نفسه وارتاد مجالاتالدعوة باكرا بعلم غزير تفوق فيه على أنداده، وفى ساحة العزاء بمنزله بعد مشاركةرئيس الجمهورية، وكبار العلماء، وقادة الدولة، في تشييع جثمانه الكريم لم أكن ادريمن اعزي ومع من أتحدث فى سيرة المرحوم الشيخ العلامة وذهلت وأنا أشاهد الجميع يتحدثعنه وكأنه اقرب الناس اليه والكل يبكيه بحرقة وكأنه لا يعرف سواه و..هكذا مضت أيامالشيخ محمد سيد مع قلتها ثمينة متينة بالمواقف النيرة وطاعة الله تعالى.

كان يكرمني كل يوم
*عواضة سليمان الحارث والدة الشيخ المكلومة رغممصابه الجلل إلا أنها ذكرت (للرائد) مآثر فلذة كبدها وهى تغالب دموع غزيرة لقد وهبابني شيخ محمد عمره للدعوة فكان فى رباط دائم حيث تواصل عطاؤه في الدعوة بأجهزةالإعلام والندوات وأرجو من الله أن يكون له خير زاد، وتقول: ذهب للقضارف لتقديممحاضرة وتؤكد كان بارا بي وبوالده دوما وبأخواته ويكرمنا جميعا، وتضيف لقد قدم خطبةفى المسجد يوم عيد الأم وذكر الأم كيف يكرموها في يوم واحد، الأم يكرموها في كليوم، ووسط بكاء أليم قالت لقد ظل يكرمني على الدوام، وأنا عافية منه وراضية عليه،وكان يحب المساكين ويتواصل مع كل الأهل والجيران، الحمدلله.. الحمدلله.

مدرسة دعوية كبيرة
* عبد المنعم صالح المحامي – صديقالطفولة لشيخ محمدكان شيخ محمد يشكل مدرسة دعوية كبيرة يؤمها العديد والكثيرمن طلاب العلم وقد ظل محبا للعلم والدعوة منذ صغره ودراسته منذ العام 1987 بالمدرسةالابتدائية بحلفا القرية (12) والأميرية المتوسطة والثانوي بالحاج يوسف المايقوماولقد كانت تأتيه الدعوات من وزارة التربية والتعليم آنذاك وهولا زال طالبا بالثانوينسبة لتفوقه وغزارة علمه في سن مبكرة. ولقد ظل السيد رئيس الجمهورية المشير عمرالبشير يطلب حضوره ليستمع لخطبه بالمسجد، ولقد بدأ الفقيد العزيز رحمه الله شيخمحمد يتلقى علمه على يد الشيخ عبدالرحمن والأستاذ عبدالله محمد خير القاضي مديرالمدرسة آنذاك، وقد بلغ صيته بالخارج وتلقى العديد من الدعوات من دول بالخارجللدعوة كان آخرها دعوة من الأمير الوليد بن طلال، وكان محبوبا بين زملائه بالمدرسةوشخصية محورية لأقرانه من الطلاب، وكان من هواياته رياضة كرة القدم، ولقد درس سنةدراسية بكلية شرق النيل الجامعية، لينتقل بعدها للدراسة بجامعة أم درمان الإسلاميةولقد لقب (بالدكتور) قبل دخوله للجامعة لغزارة علمه وسعة افقه، ولقد كان شيح محمدحلال مشاكل ويمارس الإصلاح بين الناس، وكان لطيفا واجتماعيا ومحبوبا من الجميع،ولقد استقر وقتا بعد زواجه بالجيلي ثم أنتقل بعدها الى مدينة الثورة (21) ليستقربعدها بالصافية ببحري إماما لمسجدها.

محباً للعلم والدعوة
*د. خالد عبدالعزيز – صديق الشيخكان الشيخ محمد محبا للعلم والدعوة، وإنسان بكل ما تحمل الكلمة منمعنى، وراقٍ في تعامله، وكان يطلب من المصلين العفو، وصحيح ما تردد أنه ذكرللمصلين، أنها آخر جمعة يصليها معهم؟ وكان يطلب من الجميع العفو وقضى شبابه جله فىالدعوة لله تعالى وكان يداعب أصدقاءه بلطف، ولقد ألتف حوله الشباب لخلقه الرفيعوتقائه.
*خالدة عبدالقادر علي جبارة – داعية قالت لقد ظللنا ننهل من معين شيخمحمد الفياض فى العلم النافع دنيا وآخرة فكان عالما جليلا ونعم الأب ونعم الأخ، وهوفقد عظيم وامر جلل ونسأل الله له، ولا حديث لنا سوى الدعاء أن يجعله الله في عليين،فلا استطيع وصفه أو الحديث عنه وليس لنا إلا أن نسير على دربه.
*سيدة عبداللهسليمان الحارث ابنة خاله – كان من خيرة شباب هذه الأمة كان قيما فهو شهيد الأمةوالوطن نتمنى من الله أن نكون وإخوتنا مثله، ونسأل الله له أن يرفعه أعلى الجنات،فقد كان معاونا لجميع الأهل كان رجلا قيما.
*عفاف محمد صديق - أم صديق الشيخوتلميذه كان شهما وصادق ورجلا ولقد علمنا الدعوة وشجعنا على السير فى دروب الالتزاموكان بارا لليتيم والمسكين وكان بمسجد الصافية ببحري، ومن ميزاته إذا أراد مصافحةأحد وهو داخل العربة، فإنه لا يفعل إلا بعد أن يترجل من السيارة ويلقي التحية بكلأدب واحترام.
*رحاب أبوبكر أبوزيد – طالبة بجامعة إفريقيا العالمية تقول كانالشيخ عونا ولقد غير في سلوكنا الكثير واتجه بنا فى طريق الالتزام والدعوة فكانيحثنا على الصدق والأمانة والاحترام والاقتداء أولا بسُنة الرسول سيدنا محمد صلىالله عليه وسلم، نسأل الله له المغفرة والرضوان.
*عزة سيد محمد الحاج – شقيقةالشيخ الفقيد المفجوعة، كان أخي الشيخ محمد تقيا ورحيما وعطوفا بنا نسأل الله أن لايحرمنا أجره ولا يفتنا بعده، ونسأل الله تعالى أن يتقبله قبولا حسنا.
*سلمىالباقر أبوالقاسم زوجة شيخ إبراهيم ميرغني تلميذ الشيخ وصديقه نسأل الله للشيخ أنيجعله من أصحاب اليمين فقد كان الشيخ زاهدا فى الدنيا وبارا بوالديه بشدة وبارابأهله وبالجميع، وكان كريما ورفيع الخلق وكنت الاحظ انه كلما دخل على والدته يقول (أمي حياك الله.. أمي حياك الله)، فكان شديد الحب لها ولأبنائه، كما كان متواضعاويعمل على معالجة أي مشكل، وكان يحب السيرة النبوية بشدة ويقتدي بذلك في كلحياته.

بشاشة وأخلاق
*فريال سيد عبدالمجيد - عمة زوجة شيخ محمدشيخ محمدرغم أنه من مواليد العام 1974 أي رغم صغر سنه إلا أنه كان متفقها في الدين وبارابأهله، وكان يعزني ويحترمني كلما زرتهم أو زارنا، وكان خلوقا وعندما نكون ضيوفا علىزوجته يردد على مسامعنا دوما عبارة (حياكم الله) علامة على ترحيبه وبشاشته، وتواصلحديثها وسط دموع مدرارا لقد واصلنا جميع أهل زوجته آخر مرة الأسبوع الماضي (الثلاثاء) بالجيلي ووعدنا بالتواصل رغم مشغولياته.

أبلغنا بوفاته وطلب منا عدمالبكاء عليه
*عفراء صغيرة الشيخ الفقيد – فى العاشرة من عمرها بمدرسة أسماء بنتأبوبكر، قالت وهى تنتحب بشدة لقد جمعنا والدي في يوم سفره الأخير وطلب منا أن لانبكي عليه عند وفاته، وطلب منا عند حضور جنازته أن نقف صفين وان يكون شقيقي جعفرفي الأمام وان يصلي عليَّ، وقال لنا أنتم لو بكيتم أنا ما عافي منكم، ووصى رفيقه فىالسفر بحضورنا إذا حصل قدر الله اخبر ناس البيت أن لا يبكوا عليَّ.

آخر مكالمةمع ابنه إبراهيم
*داعية – لقد طلب الشيخ قبل وفاته بقليل ابنه إبراهيم الصغير فيالهاتف وتحدث معه في آخر مكالمة.

هذه آخر جمعة أصليها معكم!!
*بعض المصلين والمصليات: شيخ محمد قال لنا فىخطبة الجمعة الماضية (هذه آخر جمعة أصليها معكم) !

يحكي لنا فى السيرةدوماً
*ريم صلاح – بنت أخت الشيخ – تبكي بشدة كان خالي محمد طيب شديد يحبنا بشدة،وكلما احضر هدايا لابنائه يحضر لنا مثلهم، ولا يفرق بيننا فى المعاملة وبين أبنائهوكان دوما يحكي لنا فى السيرة النبوية.

أبهر الحضور بغزارة علمه
* بخيتة فتح الرحمن – خالة زوجته لقد عقدت مناظرة للشيخ قبل عدة سنوات بالجيلي وهو لا زال طالبا بالسنةالأولى بالجامعة فابهر الحضور بغزارة علمه ورجاحة عقله وايمانه.
وهكذا مضيت بعدأن طويت قرطاسي وقلمي وقلبي المفجوع من دار الشيخ الفسيحة الدامعة، وأنا اردد حكمالمنية في البرية جاريِ
وهلال أيامٍ مضى لم يستدربدراً ولم يمهل لوقــتسرارِعجل الخسوف عليه قبل أوانهفمحاه قبل مظنَّة الإبدار.

انا لله وانا اليه راجعون لاحول ولا
قوة الا بالله لله ما أخذ وله ما أعطي
وكل شئ عنده بمقدار اللهم اغفر
لشيخنا محمد سيد ، كل هذا الذي
ذكر ان دل علي شئ انما يدل علي
حب الناس له ونحسبه والله حسيبه
ولانزكيه علي الله من الأولياء
الصالحين الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون ونحسبه أنه وضع له القبول
في الأرض فكان كل الناس يحبوه
عوام وملتزمين فاللهم كما كان مقبولا هنا فاقبله عندك في أعلي
جنات الفردوس وافسح له في قبره
آمين. وكم من مشاريع أقيمت له
من مختلف الجهات فمنهم من تكفل
بالأسرة ومنهم الذين يتصدقون
يوميا للشيخ من العوام والملتزمين
ومنهم
شباب عملوا منتدي خاص بالشيخ
منتدي محبي الشيخ محمد سيد حاج
رحمه الله يجمعون فيه جميع محاضرات ودروس الشيخ ومنهم من اهتدي بعد وفاته ومن
الفتيات من تنقبن بعده ومنهم ومنهم فكل ذلك في ميزان حسناته
ان شاء الله فجزاه الله عنا وعن
المسلمين خيرا وأسكنه الفردوس
الأعلي انه قريب مجيب وصلي الله
وسلم علي نبينا محمد آمين....! ولاننسي أن نبارك لابنه جعفر فنسأل
الله التقدم وأن يوفقه كما وفق أباه
في طلب العلم وأن يجعله خليفة لأبيه
آمين