Ismail
عدد المساهمات : 2548 تاريخ التسجيل : 05/02/2008 العمر : 44 الموقع : aykabulbul@gmail
| موضوع: العريجاء - يا لروعة الموقع الثلاثاء 06 مايو 2008, 7:45 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم العريجاء – يا لروعة الموقع تحدثت في موضوع سابق عن روعة الموقع الذي حبا الله تعالى به قريتنا الحبيبة (العريجاء)، ولا أريد هنا أن أعيد ما قلته هناك، ولكنني سوف أتناول جوانب أخرى من هذه الخاصية الفريدة والهبة الإلهية المتميزة التي من الله بها على قريتنا.
فيما يتصل بالمواصلات؛ نقول إجمالاً أن موقع العريجاء الاستراتيجي جعل منها عقدة مواصلات، ونقطة عبور رئيسية في الخط السفري الذي يربط بين الخرطوم والمناقل، للمسافرين شمالاً أو جنوباً، والخط السفري الذي يربط بين العزازي وطابت، فالحصاحيصا، للمسافرين شرقاً أو غرباً.
أما الجانب الذي نريد أن نسلط عليه الضوء في هذه المساحة؛ فهو روعة الموقع من الناحية الطبيعية والزراعية. فالعريجاء تقع عند الحدود الشمالية لقسم المنسي، أو بعبارة أخرى عند الطرف الأقصى للمنطقة المروية من الجهة الشمالية. ففي حين أن القرية محاطة بالترع والحواشات من جميع جوانبها، إلا أنها تتبع لها مساحات شاسعة من السهول والأودية التي تروى بالأمطار، وهي التي يسميها أهلنا (الضهرة) أو (البلدات)، والتي تقع وراءها أودية منخفضة معشبة ينتشر بها الكثير من أشجار اللعوت والعشر والسيال (الواحد من هذه الأودية يسميه أهلنا اللقد). وتقع جميع هذه السهول والأودية إلى الشمال من القرية، ابتداءً من (برقان) ترعتي الغرنوق والحنيطير. وهذه نعمة عظيمة من الله العلي القدير، خصَّ بها العريجاء دون سواها من القرى، ويسَّر بها لأهلها التمتع بخيرات (الضهرة) و(الباجور) معاً. فإذا أخذت على سبيل المثال قرية (طرطشت)، التي تم تغيير اسمها مؤخراً إلى (بانت)، وهي تقع على بعد نحو 3 كم إلى الجنوب من العريجاء، تجد أنها محاطة بالحواشات من جميع الجهات، وليس بها أي مناطق تزرع بالري المطري أو مساحات حرة ومراعي يمكن استغلالها لرعي الحيوانات، والعكس تماماً ينطبق على (قرية ود الشاطر) التي تقع على بعد حوالي 5 كلم إلى الشمال من العريجاء، فهي تفتقر تماماً إلى المزارع المروية بالري الصناعي (الحواشات)، وليس بها سوى أراضي تزرع مطرياً. في حين أن العريجاء قد جمعت بين الميزتين، وزاوجت بين الخاصيتين، فيمينها في الباجور ، ويسارها في الضهرة.
قرية العريجاء مبنية على مساحة 180 فدان مقتطعة من ثلاثة نمر من نمر الترعة (الرايات) وهي نمرة 2و3 و4، بمعدل 60 فداناً من كل نمرة، واعتاد أهلنا على تسمية هذه النمر باسم (المقصِّرات)، أما نمرة (1) فهي تمتد بكاملها شرق القرية، ولم يقتطع منها إلا مساحة يسيرة للقنطرة في أولها، وأخرى للمقابر في آخرها. وشرق نمرة (1) يمتد الدبل، وهو ترعة جنَّابية، تمتد من الجنوب إلى الشمال، لتصل بين الدوران النهائي لميجر راس الفيل وبين ترعتي الغرنوق والحنيطير. شمال القرية تمتد الترعة الغرنوق، وشرقها الترعة الحنيطير؛ وهما يمثلان آخر ترعتين في مكتب النعمة من هذه الناحية. والترعة الحنيطير هي أحدث ترعة في المكتب إذ لم تحفر إلا في أواخر الستينات، بينما حفرت جميع الترع الأخرى منذ منتصف الخمسينات من القرن المنصرم. وهي قد سميت باسم ربوة شهيرة في تلك الناحية، يسميها أهلنا (الحِنيطرَّة). وأهل العريجاء يمتلكون حواشات في ترع الغرنوق والرايات والحبُّوب من ترع الغربية، والحنيطير والناير من ترع الشرقية. هذا بالإضافة إلى امتلاكهم أراضي تزرع بالري المطري في السهول والأودية التي تقع مباشرةً بعد الحواشات التابعة لترعتي الغرنوق والحنيطير.
لكل وادي من هذه السهول المطرية اسم يميزه، فهي تبدأ شرقاً من (الخيران) و(بامبيدو) و(النويلة) و(كبد اللتيم)، وتمتد غرباً لتشمل (أبو هجيليج) و (الإيدين) و (أب كرمُت) إلى (أم ألبل) إلى (ود الرخيِّس) و (أب راشد) و (مقعور) و (أبو زلِّيق) و (أبو دهيسير) وانتهاءً بترس (ود الأحمر الرفاعي) في أقصى الغرب. ويمتلك بعض أهل القرية مساحات واسعة من هذه الأراضي المطرية (البلدات) مثل ترس عتمان ود الجيلي (جد أحمد ود حدباي)، وهذه البلاد تسمى (شدير ود الجيلي)، وترس علي ود عبدالقادر (والد العبيد وفضل السيد والشيخ إدريس) وترس عبد الله ود الضو ود المحينة، وبلاد رحمة ود الشيخ إدريس، وبلاد إبراهيم ود الشايقي، وبلاد منوفلي ود عبد الله. وشمال هذه السهول الزراعية توجد مجموعة من الألقاد (جمع لُقُد) المليئة بالأشجار والأعشاب، وهي عبارة عن أودية منخفضة تتجمع فيها مياه الأمطار وتنبت فيها أنواع عديدة من الأعشاب، والشجيرات الصغيرة، مثل أشجار اللعوت والعشر وبعض أشجار السيَّال وهي تمثل مراعي خصيبة لجميع أنواع الحيوانات الأليفة، من هذه الأودية (لعوت أبو دهيسير) و (لعوت منوفلي).
وجود هذه السهول الزراعية المطرية (الضهاري) بالقرب من الباجور أكسبها قيمة إضافية، وهي إمكانية ريها من مياه الترع القريبة، عبر قنوات وجداول تحفر لإيصال الماء إليها، لا سيما في أوقات الجفاف وشح الأمطار. وقد حصل بعض ملاك هذه الأراضي المطرية على تصديق حكومي رسمي بتحويلها إلى مزارع وبساتين تروى من مياه الري النظامي، من أمثلة ذلك مزرعة إبراهيم العبيد (العمدة)، ومزرعة منوفلي ود القاسم.
هذا وقد أصبحت أراضي العريجا المطرية في الوقت الراهن تجد إقبالاً منقطع النظير من المستثمرين الخليجين الراغبين في الاستثمار الزراعي بالسودان، ولا شك أن موقع العريجاء المثالي هو الذي أكسب هذه الأراضي تلك الأهمية الإقتصادية الكبيرة. إسماعيل البشير (أبو مسلم) | |
|