يقول بعض الناس لبعض: أنت لا ترحم، ولا تترك رحمة الله تنزل. فهل في هذا القول محذور شرعي؟
قول بعض الناس: أنت لا ترحم! لا بأس به، وهو من باب الإنكار على الجبابرة العُتاة.
ولكن قولهم: ولا تترك رحمة الله تنزل! قول خطأ وضلال،
ولا يجوز النطق به؛ لأنه لا أحد يمنع رحمة الله النازلة؛
قال تعالى: { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ } [فاطر: 2]
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول مخاطبًا ربه عز وجل: "لا مانعَ لِما أعطيتَ، ولا معطيَ لِما منعتَ" [رواه البخاري في " صحيحه" (1/205) من حديث المغيرة بن شعبة،
وهو جزء من الحديث] .
وإن كان قصد القائل أنَّ المخاطب يكره نزول رحمة الله على عباده؛ فهذا هو الحسد المذموم الذي يُنكَرُ على صاحبه؛ فالمعنى صحيح، ولكنَّ اللفظ خطأ، والصَّواب أن يُقال: وتكرهُ أن تنزل رحمة الله على عبده.
المصدر: موقع الشيخ صالح الفوزان