هوي يا وليد (لود بادي)

ود بادي شاعر قد أتاح الله له بعض الإمكانات التي لم تتوفر لغيره من الشعراء، وهي أنه قد جمع بين لهجة الشايقية (وهي القبيلة التي ينحدر منها)، ولهجة الجعليين (وهي المنطقة التي يعيش فيها)، بالإضافة إلى لهجة أهل البطانة (وهي البادية التي كان يطرقها كثيراُ طلباُ للكلأ والمرعى لأغنامه)، فاجتمع لديه تراث كل هذه المناطق وموروثها الشعبي ومخزونها اللغوي.

فإذا امتزج هذا بما وهب الله لهذا الطبيب الشاعر من الملكة الشعرية الفطرية، والخيال الواسع، والقدرة المذهلة على التصوير الدقيق، مع جزالة الألفاظ، وعذوبة الجرس؛ كانت النتيجة الطبيعية هذه الملاحم الشعرية الرائعة التي لا يكاد يملها سامع، ولو أعيدت على مسامعه كرات ومرات عديدة.

ولا أظنني أبالغ إذا قلت أن ود بادي في مضمار شعر التراث والحماسة والفخر، من الأدب الشعبي السوداني، لا يدانيه أحد من شعرائنا الأقدمين أو المعاصرين، مع احترامي لكل الجهابذة والفحول الذي برزوا في هذا المضمار، من أمثال إبراهيم العبادي قديماًً، ومحمد طه القدال حديثاً.

وهذه إحدى روائعه الخالدة!!!