لماذا نتدين؟؟؟

زائر

لكون التدين فطرة و ضرورة حياة؟؟؟
ما من أدنى شك في أن اتخاذ كل مخلوق ديناً له يعتبر سلوكاً شبه لا إرادي. فما هو الدين.. إذاً ؟؟ الدين حالة قلبية.. شعور.. إحساس باطني بالغيب.. و إدراك مبهم ، لكنه شديد الوضوح بأن هناك قوة خفية حكيمة مهيمنة عليا تدبر كل شيء.إ حساس تام قاهر بأن هناك ذاتا عليا.. و أن المملكة لها مالك ملك.. و أنه لا مهرب لظالم و لا إفلات لمجرم.. و أنك حر مسؤول لم تولد عبثا و لا لتحيا سدى وأ ن موتك حتمي لكنه ليس نهايتك.. و إنما هو عابر بك إلى مصير و ما يدريك؟؟.
و مثلما أن للجسد حاجة للغذاء فإن للروح غذاء؛ و كذا للنفس ميول و نزوع و نزوات لا بد لها أن تسعى بكل ما أوتيت في سبيل أشباعها بغذاءات سواء في محلها أو في غير محلها.
فمن الناحية العقلانية لو أننا أخذنا تدين المرء لوجدناه حتمية يقتضيها العثور على إجابات لازمة لأسئلة عويصة و حلول شافية لأزمات و عقد ربما يظل المرء بدونها شقياً طوال عمره؛ هذا علماً ، بطبيعة الحال ، أن الدين ليس لزاماً عليه أن يكون مواتياً لنشاط العقل، خاضعاً لمنطق الأشياء؛ فضلاً عن كونه مضاداً بالضرورة لأهواء النفس. نقل عن سيدنا على بن أبي طالب (رضوان الله عليه،) قوله:"إذا كان الدين بالمنطق لكان باطن الخف أولى بالمسح من ظاهره"
و أما من الناحية النفسانية فنعلم أن المولى عز وجل خلق الأنفس كلها و جعلها مجبولة على البحث عن معبود لها لا بد منه ، سواء أكان هو ذاته المعبود بالحق أم كان آخر معه أو من دونه ، ثم (ماذا بعد الحق إلا الضلال؟!).
و أما من الناحية الأنسانية فالدين صمام أمان و حرز من الفتن والانحرافات، يناط به تنظيم حياة الناس في شتىى مناحيها و رعاية شأنهم العام والشخصي:1) سياسياً ( كضابط للعلاقة ما بين حاكم و محكوم)؛ و2) ، اقتصادياً (كقيد وشرط لمعاملات الخلق غنيهم و فقيرهم ، لكي لا يأكل الناس أموالهم بينهم بالباطل ، إلا أن تكون تجارة عن تراض منهم) و قبل ذلك شرعياً و اجتماعياً و ثقافياً و هلم جرا.
لقد فشلت كل الثقافات والفلسفات على تباينها عبر العصور في إيجاد صيغة توافقية جادة قادرة على حسم العلل و تقنين حياة البشر. فلو أخذنا الثورة الفرنسية كمثال فاشل لمباديئ زائفة جاءت بها تنادي ب"الحرية و المساواة والإخاء" و آلية عشواء مجحفة تكيل بمكاييل عديدة و حلول محدودة صعبة المنال و خطاب فضفاض يستحيل تنزيله على أرض واقع فرنسا نفسها و أخواتها من أمبراطريات قررت أن لا تغيب عنها الشمس، هذا ، ناهيك عن كونها متنكرة لشعوب بكاملها كانت تستعبدها عبر سياسات من قبيل ( جوع كلبك يتبعك و فرق تسد).
إذا، وبناء عليه ، لا بد لنا من توبة نصوح و أوبة نهائية خالصة إلى (فطرة الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله ، ذلك الدين، القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

[أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون] المؤمنون (115).

[سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد] فصلت (53).

لله درك يا ود الأصيل وأنت تنثر مثل هذه الدرر والروائع في أرجاء هذا المنتدى، الذي أصبح شبه مهجور!!!

زائر

Ismail كتب:: [أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون] المؤمنون (115).

[سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد] فصلت (53).

لله درك يا ود الأصيل وأنت تنثر مثل هذه الدرر والروائع في أرجاء هذا المنتدى، الذي أصبح شبه مهجور!!!

وعهدنا بمشيئة الله ألا ندع هذا المنبر أو يؤتى من قبلنا ولا من ثغرتنا.
ثم أكرم بك يا ذبيح ، من قارئ أعلم من كاتب حالب خير من شارب...
جزيت خيراً، أخي و حق لنا أن نفخر بقلم في قامتك و من عيارك الثقيل وأ نت تدير دفة المنتدى بحنكة وتجرد تام وتنحو بنا إلى فضاءات رحبة و تسقط علينا إضاءات مشرقة و ترسم لهدفنا أبعاداً ثالثة و رابعة خامسة ربما يتقاعس عنها مدنا القاصر، فليبارك الله لك و ليزدك بسطة في العلم و الفضل..و كأني بكإنما تأخذ بيدي لننبش سوياً لنا قضايا ضاربة في العمق ومتعلقة بعلل الوجود، و نعيد طرح أسئلة عويصة و معضلات لا تفتؤتطل برأسها منذ الخلق الأول، من قبيلما إذا كان المرء مسير اً أم مخير اً في دينه؟ .. و إن كانت الأولى فلم التكليف بالمسؤولية؟؟؟ وإن كانت الثانية فعلام نقدر مما يريد في حرية تصرف كاملة؟؟؟ على قدر معرفتي ، أجيب بعبارة بسيطة و أقول: لا بد للإنسان من إرادة ذاتية و حرية اختيار، لكنها مقيدة و واقعة ضمن دائرة الأقدار والتي يقتضي التسليم بها أن نؤمن بأركانها الثابتة (المطلقة) في حق الذات الإلاهية وهي:1) مطلق الخلق 2) مطلق القدرة 3) مطلق العلم و الحكمة 4) مطلق المشيئة والإرادة.
و الأدلة على ذلك لا تحصى ، و من بينها:- قوله تعالى: (ولو علم الله فيهم خيراً لاسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون)
و أيضاً قوله تعالى.... وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله، وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك؛ قل كل من عند الله، فمال هؤلاء القوم ل يكادون يفقهون حديثاً . ما أصالك من حسنة فمن الله ،وما أصابك من سيئة فمن نفسك ؛ و أرسناك للناس رسولاً و حفيى بالله شهيداً). بمعنى أن الله يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر في كل الأحوال .. وأما مسؤولية المكلفين عن ما يصيبهم من سوء فبما كسيت أيديهم و الله يفو عن كثير وهي مسؤولية سببية فقط و تعلوها وتحكمها مسؤؤلية قدرية لا تنسب إلا إلى الخالق وحده. ولعل ضابط ذلك كله ، هو أن المولى جل ثناؤه (لا يسال عما يفعل وهم يسألون)

» لماذا تأخر النصر
» لماذا تتبرجين....؟؟
» لماذا نصلي في هذه المواعيد؟‏
» لماذا خلقت حواء من ادم وهو نائم
» لماذا يكرهنا المصريون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟