سنة أولي فراق ... كنا في صبيحة الجمعة من العام الماضي 15مايو الموافق 27 رجب وفي نفس هذه الساعة علي موعد مع الوداع المر الأليم منذ تلك اللحظة غاب طيفها وتوقف رحيقها .. فقدنا وجه سمح القسمات.. تعلو محياها البسمات .. قلب لا يعرف إلا الحب والصفح والغفران .. كثيرة الصلاة.. ممدودة الصلات.. محمودة الصفات . فارقناك بدموع سجام .. شوقنا لا ترمقه عين ونزداد حنينا كلما مرت الأيام . كنا نحب صمتها وهدوءها .. كنا نشعر براحتنا في عشرتها .. فارقتنا تاركة فراعا لا يملؤه أحد وحزنا في القلوب لا يسده أحد . كانت ذاكرة لله سبحانه وتعالي .. حافظة لسانها.. لا مغتابة ولا نمامة بتجنبها مجالس الريب . إشتقنا إلي من لم نسمع صوتها إلا همسا.. صاحبة النظرات الهادئة . إذا أرادت أن تضحك إكتفت بالإبتسامة الحانية وإن بكت إكتفت بدمعاتها البيضاء . إشتقنا للطيبة التي كانت من سجاياها . تعفو عن الزلل والتقصير .. حسن الظن .. ما عرفت يوما اللوم والحقد والغضب .. تسامح بسهولة وتضع للآخرين الأعزار.. كانت تمطر طيبة ومحبة .. طهارة وصفاء . إشتقنا لمن لا نشاهدها قلقة أو متعجلة علي الإطلاق إلا في أمور ثلاث عند سماعها للنداء.. ومريض يحتضر .. وإمرأة تلد .. وكأنها قطفت من بستان أبيها الشيخ وأمها الطيبة المسالمة أجمل الزهرات وفاحت بها عطرا وشذي طوال حياتها. ولكي لا أطيل أكثر.. دخلت ذات يوم عليها خلسة في غرفتها المتواضعة ووجدتها جالسة تتفقد أغراضها جلست بقربها أسألها ماذا تبحثين؟ .. ردت مبسمة ( وو أنقتو آخرة لباسكم نيلي) وتقصد كفنها نعم كانت مداومة في تفقده وقد إحتفظت به ما يقارب أل 40 عام من رحيلها أسألك اللهم أن تجمعنا معها في الفردوس الأعلي علي سرر متقابلين .وأن يجزيها بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا. وأن يوسع لها في قبرها وينيره لها . ويجعله روضة من رياض الجنة وأن تطرح البركة فينا جميعا ويلهمنا أجمل الصبر والسلوان .وإنا لله وإنا إليه راجعون