قصيدة للشاعر والاكاديمي - د. أحمد حسن المقدسي
***
إني أخَط ُ قصيدتي بحِذائي فالحِبْر ُ لا يُجدي مع العملاء ِ
سـَوح ٌ تفيض بزهر ِ دمائنا وشوارع ٌ تكتظ ُّ بالأشلاء ِ
من أين نأتي للخسيس ِ بِعِزة ٍ
ما دام َ مـَولودا ً بغير ِ حـَيا ء ِ
ماذا أقول ُ لزمرة ماتت
ضمائرها وباعت ْ ربها بِهباء ِ
نظُم ٌ تعيش ُ على دماء شعوبها وتـُشيد ُ صَرْح َ الحُكم ِ بالإقصاء ِ
تلك المهالك ُ ليس فيها غير ُ أرصدة ٍ.. وتَعْريص ٌ ووكْر بَغاء ِ
هذي مزارع ُ طوِّبت ْ لِوُلاتها
والناس ُ أحذية ٌ لدى الأمراء ِ
د ول ُ ابتذال ٍ أوغلت في عُهرها
وتَسَمَّرَت ْ بخنادق ِ الأعداء ِ
هي خِنجر ُ الأشرار ِ فوق رقابنا
وحِراب ُ غدر ٍ في يد ِ الدُخَلاء ِ
***
هذا الحريق ُ صِناعة ٌ عربية ٌ من ْ شلَّة ٍ تعتاش ُ بالأهواء ِ
فحِصارُهم وحِصارُكم هو َ ذاتُه للقَتل ِ .. رغْم َ تَعدُّد ِ الأسماء ِ
أوَليس َ هذا مِن نِتاج ِ حِواركم وتلاقح ِ الشيطان ِ بالشمطاء ِ
أوليس َ عهرا ً يا ترى ؟ أن َّ القضية َ أصبحت ْ خبزا ً وكيس َ دواء ِ
فَشَريفُكم عَرْص ٌ يُسافِح ُ عِرْضَه وجميعُكم لقَطاء ُ من ْ لقطاء ِ
إن َّ الحِياد َ جريمة ٌ وخيانة ٌ
كبرى بِحق ِ الله ِ والشهداء ِ
لا تلتقوا - رغم َ المُصاب ِ - فإننا
نزداد ُ شرْذ َمة ً بكل ِ لِقاء ِ
فُضوا المجالس َ واغلِقوا دكَّانَكم
فجميع ُ ما يحوي قِباب ُ فـسَاء ِ
***
هل هذه أرض ُ الكنانة ِ يا تُُرى أين المعز ُّ ووارث ُ الخُلفاء ِ
كيف استَحالت ْ نَعْجة ً موبوء ة ً تتوسل ُ الجزَّار َ باستِجْداء ِ
كافور ُ يطعن ُ مِصر َ في أحداقِها ويحِيْلُها جيشا ً من البؤساء ِ
جاءت ْ إلى أرض الكِنانة ِ مُومس ٌ وأستقْبِلت ْ بالورد ِ والحناء ِ
بالت ْ على تلك َ الوجوه ِ وأهلها فتبَرَّكوا من ْ شخّة ِ الشقراء ِ
وتَبَرَّزَت ْ فوق َ الزعيم ِ وعرشه ِ فَتَجَشأوا من خرْيَة ِ الحسناء
***
عَجَبا ً.. معابرُ مِصر َ قد فتِحت ْ
لِموتانا ولم تُفتح ْ إلى الأحياء ِ
شكرا ً لكم ، فلْتَقطعوا عنا الهواء َ
لِتَضْمنوا التَوريث َ للأبـناء ِ
أوليس َ في أرض ِ الكنانة ِ خالد ٌ
لِيُريحَنا من هذه ِ الحرْباء ِ ؟
مـَوت ٌ على موت ٍ يجوب ُ بيوتَنا
مُتَربِّصا ً .. يجثو بكل ِّ فِناء ِ
فلْتَشربوا نخب َ الضحايا بعدما
أشعلتم ُ النيران َ في أحشائي
ولْتشربوا نَخْب َ الذين تَفَحَّموا
في موقد ٍ جِئتُم به لـِشوائي
إن كان طعـْني مِن عدوي ِّ قاتِلا ً
فأشد ُّ منه ُ خيانة ُ الشركاء ِ
***
يا غزة ُ الشَّماء ُ موتي حُرة ً لا تَنـشُدي نَصْرا ً من الجبناء ِ
فأولاء ِ أرباع ُ الرجال ِ وأصبحوا يتسابقون َ إلى اللواط ِ أولاء ِ
كَرَزايُنا في الظَّهر ِ يطعنُنا ، يبُث ُّ سمومه السوداء َ في الأجواء ِ
كَرَزاي ُ يَرقص ُ للمذابح ِ فَرْحة ً ليعود َ في صُرماية ِ الأعداء
يا معشر َ الأبطال ِ ألف تحية ٍ
لا تأبهوا لِخطابة ِ الخُطباء ِ
أنتم صحابة ُ عَصْرنا فلتُنقذونا
من زمان ِ الذل ِّ والإخصاء ِ
أنتم صَحابتُنا وتاج ُ رؤوسنا
ومنارة ُ الأموات ِ والأحياء ِ
تتفجر ُ الأحلام ُ من قبضاتكم
وعدا ً .. يُبدد ُ حلْكة َ الظلماء ِ
لا تعبأوا لعصابة ٍ مأجورة ٍ
باعت ْ أديم َ الأرض ِ للغُرباء ِ
ظلوا على شرُفاتنا فَبِدونكم
صارت بلاد ُ العُرْب ِ وكر َ إماء ِ
مـِن أين أبدأ بالعَزاء ِ تُرى ؟ وغزة ُ كلُها صارت بيوت َ عزاء ِ
نبكي دما ً .. وعزاؤنا في أنهم شهداء ُ عند َالله ِ في العلياء ِ
***
تف ٍّ على هذي العروش ِ وأهلها
وعلى اللحى وشوارب ِ الزعماء ِ
سأقيء ُ فوق وجوهِكم ورؤوسِكم
وأصُب ُّ من فوق ِ الجيوش ِخَرائي
هذي بنادقُنا لكم .. فَلَرُبَّما
ردَّت ْ إلى الخِصْيان ِ بعض َ حَياء