بطبعي لا أحب ولا أميل للسياسة طوال حياتي حتي أنني أتذكر أيام الجامعة كان يسكن معي زميل من الإتجاه الإسلامي آنذاك بداخلية عطبرة عام 1980 م (يشغل الآن وظيفة مرموقة بالسودان) . كان في ذلك الوقت إنتخابات المجلس الأربيعي لإتحاد جامعة الخرطوم . سألني هذا الزميل : لأي إتجاه صوت ؟
أتذكر جيدا أنني أجبته قائلا : أنا ما شغال بالسياسة .. أنا أديت صوتي لأفراد أثق بهم من كل التنظيمات . قال لي وهو مندهش ممكن تديني مثال . قلت له : مثلا أديت لسيد الخطيب من الإتجاه الإسلامي وصديق الزيلعي من الحزب الشيوعي ومحمد يوسف من جبهة كفاح الطلبة . رد علي بنوع من الحدة علي كل حال إنت أحسن شوية من أهلك المحس البيصوتوا للحزب الشيوعي بالكامل .
ذكرت هذا الموقف لأنني رجعت من السودان قبل يومين من إجازتي السنوية ومن حيث لا أحتسب وجدت نفسي غارق في السياسة حتي الأذنين .
وقد لفتتني حوادث سلبية كثيرة لكنني توقفت كثيرا في موقفين الأول : عندما أطلعت في إحدي الجرايد للدكتور إسماعيل عثمان وهو يبرر رفع الدعم عن المحروقات قائلا :- الشعب السوداني تعود علي الرخاء ويصعب عليه الفطام .
الموقف الثاني :- عندما ناقشت وزارة الموارد البشرية عن إتجاها لمقترح ينص علي مطالبة السودان للدول التي تمدها بكوادر بشرية مؤهلة بدفع مبالغ مالية وتحسين الإتفاقات الثنائية .
عيب والله ...