من كتاب البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي
- عدا كلب خلف غزال..
فقال له الغزال : إنك لا تلحقني ..
قال: لِمَ ؟
قال : لأني أعدو لنفسي .. وأنت تعدو لصاحبك .
**********************
- قلت لأبي النفيس الرياضي : كيف رأيت الدهر ؟
قال : وهوباً لما سلب .. سلوباً لما وهب .. كالصبي إذا لعب
**********************
- قال فيلسوف : لتكن عنايتك بحسن استماع ما تفهمه
في وزن عنايتك بحسن استعمال ما تكسبه ..
**********************
- قيل لفيلسوف : ما الكُلْفَة ؟
قال : طلبك ما لا يواتيك .. ونظرك فيما لا يعنيك ..
**********************
- قال رجل لبعض العَلَوية : أنت بستان الدنيا ..
فقال العَلَوي : وأنت النهر الذي يشرب منه ذلك البستان ..
**********************
- نظر رجل إلى فيلسوف فقال له : ما أشد فقرك !!
فقال له : لو علمتَ ما الفقرُ لشغَلكَ الهَمُّ لنفسك عن الغمَّ لي ..
**********************
- قال ابن عيينة : إذا كانت حياتي حياة سفيه..
وموتي موت جاهل .. فما يُغْني عنيّ ما جمعت من طرائف الحكماء ..
**********************
- بلغ الإسكندر موت صديق له فقال : ما يحزنني موته كما يحزنني
أنني لم أبلغ من بِّره ما كان أهله مني ..
فقال له فيلسوف : ما أشبه هذا بقول ابني وهو يجود بنفسه : ما يحزنني
موتي كما يحزنني ما فات من إظهار بأسي وبلائي في العدو ..
**********************
- قال أحمد بن أبي الحواري : بلغني عن رباح القيسي
أنه كان له غلام أسود لا ينام الليل ، فقال له : لم لا تنام يا غلام ؟
قال : إني إذا ذكرت الجنة اشتد شوقي ، وإذا ذكرت النار اشتد خوفي
وإذا ذكرت الموت طار النعاس عني يا مولاي ..
فمن كانت هذه حالته كيف يهنيه العيش في الدنيا ؟
فبكى رباح وقال : يا غلام .. حقيق على من كانت له هذه المعرفة
أن لا يُستعْبَد .. اذهب فأنت حرٌ .. فبكى الغلام ؟
فقال : ما يبكيك ؟
قال : يا مولاي .. هذا العتق الأصغر فمن لي بالعتق الأكبر ؟!