بسم الله الرحمن الرحيم
كم عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح
كان الرسول محمد (صلي الله عليه وآله وسلم) يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم إلى الرسول
يشكو إليه... قال الشاب: " يا رسول الله، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخله هي لجاري طلبت منه ان يتركها لي لكي يستقيم السور، فأبى ، فطلبت منه إن يبيعني إياها فأبى"
فاستدعى النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) هذا الجار، فلما أتى قص عليه شكوى الشاب اليتيم... فقال الرجل: "صدقت"، فسأله الرسول أن يترك له النخلة، أو يبيعه إياها، فأبى الرجل.
فقال له رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): "بع له النخلة، ولك بها نخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام"فذهل أصحاب رسول الله لهذا العرض المغري!! فمن هذا السعيد الذي تكون له نخلة كهذه في الجنة؟ وما الذي تساويه نخلة في الدنيا مقابل نخلة في الجنة؟
لكن الرجل أبى وتمنَّع... فانبرى أحد اصحاب النبي ويدعي أبا الدحداح، فخاطب الرسول الكريم قائلاً: "يا رسول الله، إن اشتريتُ تلك النخلة وتركتها للشاب أليَ بها نخلة في الجنة؟"
فأجاب الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم): " نعم "
فقال أبو الدحداح للرجل: "أتعرف بستاني يا هذا؟"
فقال الرجل: "نعم، فمن في المدينه لا يعرف بستان أبي الدحداح، ذا الستمائة نخلة، والقصر المنيف، والبئر العذب، والسور الشاهق!"
وقد كان كل تجار المدينه يطمعون في تمر أبى الدحداح لشدة جودته.
فقال أبو الدحداح: "بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي"
فنظر الرجل الي النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) غير مصدق ما يسمعه
أيعقل ان يقايض ستمائة نخلة من نخيل أبي الدحداح مقابل نخلة واحدة؟ فيا لها من صفقه ناجحة بكل المقاييس!
فوافق الرجل وأشهد الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) والصحابة على البيع، وتمت الصفقة.
فنظر أبو الدحداح الي رسول الله سعيداً سائلاً "أليَ نخله في الجنه يا رسول الله؟"
فقال الرسول الكريم: "كم من عذقٍ رداح في الجنة لأبي الدحداح"
وعندماعاد أبو الدحداح الى امرأته ، دعاها الي خارج المنزل، وقال لها: " لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط"فتهللت الزوجة من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجارة ومدى براعته فيها، وسألت عن الثمن.
فقال لها: "لقد بعتها بنخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائه عام"
فردت عليه متهللة: "ربح البيع أبا الدحداح – ربح البيع أبا الدحداح"
فمن منا يقايض دنياه بالآخرة؟ ومن منا مستعد للتفريط في ثروته أو منزله أو سيارته مقابل الجنة؟
أرجو ان تكون القصه عبرة لكل من يقرأها، فالدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة...
[ما عندكم ينفد، وما عند الله باق]