زائر زائر
| موضوع: البرقع أنسام تهب على بلاد الغال الأربعاء 01 يوليو 2009, 3:38 pm | |
| البرقع أنسام تهب على بلاد الغال كتل من نساء متلفحات بسواد حالك و لايرى منهن شيء.. قباب داكنة تراها تتحرك بحرية في ردهات متحف اللوفر و برج أيفل و على مقربة من باحات قصر الإليزيه. يكدن يحجبن أضواء مدينة النور-باريس. فتيات قد يكن فاتنات. و لكن لا أحد يجرؤ على كشف ذلك. والأد هى ربما يخفين شيئاً ما ولكن ما عسى ذلك أن يكون؟. يقال إنهن يلبين بذلك نداءًروحانياً بحجة التخفي هرباً من مجرد نظرات توشك أن تخدش عذريتهن؛ فأي حجة هذه؟ و قد قيل إن شرعهم قد لا يلزم بذلك. أم أنها الرغبة في إثارة الفضول و الريبة و الغموض لدى الآخر.. كلها استفهامات ظلت تثور على عواهنها في فرنسا حول ظاهرة تستشري هناك, هي النقاب أوالحجاب الكامل.
لايخفي بعض الفرنسيين امتعاضهم مما يسمونه عادات وافدة من وراء البحار و ما قبل التاريخ لتتوغل بعدوانية في مفاصل مجتمعهم المفتوح, في زمان لم تعد هناك حاجة لمزيد من أسباب التنافر و التعطيل, و لا أحد يرغب في أن يرى تلك الأشباح الموشحة بالغموض الأسود تجوب طرقات وأرصفة كل المدن. لكن, ماذا يخشى القوم من هذا؟ اليس في ذلك (إسلام فوبيا) و مقت هستيري للغرباء؟ بلى ,إنه الرهاب من ثقافة أجنبية تتهددت حاضر وقادم أجيال تلك الحضارات الهشة.
إذاً, هذا ذنبهم, و إلا فما الضير في أن يقبل القوم صفقة للتعايش والانصهار في بوتقة من ثقافات متعددة كانوا قد جنوا على أنفسهم وجلبوها من أوطانها (جوع كلبك يتبعك)؟. يكابرالبعض و يقول: جمهوريتنا لديها مباديء لا تقبل المجاملة في التطبيق؛ و لم يعد محتملاً أن نترك زمرة من الدخلاء يسطون على قيمنا في منارة نهضة و مهبط التحرر, المساواة والإخاء في العالم. هنا خلط آخر فيه تضخيم للذات و جنوح للتمييز بغيض. لأن الجمهورية لو اختزلت مقاصدها في أن ترفض ثقافة الأخر فهي الطامة الكبرى. لا أحد يتشرف بالانتماء لأمة تكشر عن أنياب عنصرية و تصر على تجريد الفرد من مروءته و ترغمه على التعري تحت عباءة العلمنة.
لي مأخذ على بعض كتابنا العرب ممن تناول الأزمة بشيء من السطحية و الانسياق وراء ثقافة الغرب فاحتج هؤلاء على منعه بوصفه أيقونة دينية صماء, شأنه شأن الصليب والنجمة. أقول لأولئك إن حجاب المرأة المسلمة فضلاً عن كونه ستر وحرز لها من الفتن ( ذلك أدنى أن يعرف فلا يؤذين) فهو قبل هذا وذاك ممارسة مشروعة كأي شعيرة يتقرب بها للمولى عز وجل. و لعل هذا ما دفع الجالية المسلمة للانتفاض دون سواهم في وجه حظره بالمدارس و مواقع العمل.
لا للقول بـأن التحجب سمة لعهود التخلف و الظلام؛ بل إن المنطق يقول إن التبرج هو الذي يتقهقر و يغوص بنا في مجاهل العصر الحجري؛ لأن الإنسان البدائي كان عارياً وعندما تحضر اخترع اللبس. يقول المولى عز وجلو لا تبرجن تربج الجاهلية الأولى). كذلك, عذراً للقول إن البرقع رمز لتحرر المرأة في العالم, اللهم إلا إذا قصد بذلك عتقها من حبائل الشيطان و مزالق السوء. و أما أن وجد في العالم من يقتلهن إذا لم يرتدينه فتلك شطحات فردية لا يقاس بها.
في حين بدأت أمريكا (رأس كل فتنة) تعي الدرس و يهدأ روعها قليلاً لتناور بنبرة تصالحية بعض الشيء تجاه الإسلام بدأ صبر فرنسا ينفد و خرج علينا رئيسها بفرمانات لا أراها إلا ساعية بصليبية المتصهينة إلى حتفها المحتوم بعون الله. هل ضاق الغرب ذرعاً بمواطنيه حتى يقول لهم :عليكم أن تتعبدوا علمانيتي أو لتغادروا ترابي؟
ألا, قد خسأ هؤلاء وارتد كيدهم إلى نحورهم. لم تعد مبادؤهم لدى الكثيرين سوى شماعة سياسية تتقاطع مع مبادئ ومصالح إنسانية عديدة مرسلة و مرتبطة ببقائهم كأمم ومجتمعات قائمة على النسبية والتناسب. و إلا فما معنى أن تكره أحداً ليتحرر رغم أنفه, لدرجة أن تقنن لمصادرة الحريات باسم التحرر؟ ثم أين هي تلك القيم والمعتقدات التي يستميت القوم دفاعاً عن حماها. ما هي سوى نفخ كاذب و مسوخ غير قابلة للممارسة والمعنى خواء. لقد طفح كيلنا نحن المسلمين جراء هذا التحامل علينا كأقلية هناك, تميزت بأن لها قيماً روحانية تناضل لتعيشها قلباً و قالباً. ولكن علينا أن نعي هذا الدرس: "لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"
أبو حازم/ دفع الله الأمين حمد النيل [/size] |
|