كروكية سودانية – عبدالفضيل الماظ
في مثل هذا اليوم الأغر في تاريخ الأمة السودانية حق لنا أن نقدم واحدة من الشخصيات الخالدة في ذاكرة الوطن
________________________________________
شهيد الوطنية الملازم اول عبد الفضيل الماظ أحد ألمع نجوم ثورة اللواء الابيض 1924. كان والده الماظ عيسى من قبيلة النوير الملتحق بالجيش المصرى من القوة التى تحركت بقيادة كتشنر لإعادة غزو السودان واسترداده من المهدية للمفارقة حين لم يتجاوز عبدالفضيل فى الثالثة من العمر. تنقل مع والده في مناطق منها جبال النوبة التى أحبها وقضى بها جل خدمته العسكرية انتقل الى واو فى عام 1908 ودخل الكتاب هناك وكان عبدالفضيل ذكيا و ذو شخصية قوية من صغره فعين عريفاً(ألفة) للتلامذة. لولعه بالعسكرية كان يتسلل مع رفاقه الصغار لمشاهدة التدريبات العسكرية فى الغابة القريبة ومن ثم بجمع الاولاد لتقليد ما شاهدوه . التحق بمدرسة الصناعات قسم الحدادة فى عام .1909 توفى أبوهه فى أوائل 1911 ثم والدته وخلفته وحيداً..
جند فى نفس فرقة أبيه الأورطة 12 فى أكتوبر 1911 كاتباً ثم رقى صولاًً خاتل فترة وجيزة لتفانيه . التحق بفرقته فى راجا فى ابريل 1914 حيث ابتسم له الحظ وألحق بالمدرسة الحربية بناء على توصية قائده الانجليزى فى اوائل 1916.. اشتهر عبدالفضيل بالشجاعة الخارقة ... تخرج من المدرسة الحربية فى 1 مايو 1917 فى رتبة ملازم اول ونقل الى تلودى وظل بها من 1917 الى 1923 أى قبل ثورة اللواء الابيض بعام ...توفيت زوجته أثناء ولادة أول طفل له فتزوج أختها وشاء القدر ان تلقى نفس المصير ماتت وهى تضع أول جنين له. فى عام 1923 نقل عبد الفضيل إلى الخرطوم وكانت مصر تغلى بثورة سعد زغلول ... واغتيل السيرلى ستاك هناك وثارت انجلترا للحادث وكان عبدالفضيل هناك فى اجازة فتشرب بروح الثورة ... وبعد ان قررت انجلترا طرد الجيش المصرى من السودان فى أربعة وعشرين ساعة انتقاماً و أيضاً لينفردو بحكم السودان .. أحدث ذلك القرار ردة فعل عنيفة وسط السودانيين فخرجو فى مظاهرات هادرة بقيادة جمعية اللواء الأبيض التى كان يرأسها الضابط على عبداللطيف الذى القى القبض عليه واودع السجن.
هنا تبدأ قصة البطولة الخارقة للبطل عبدالفضيل الماظ.فقد خرج من وحدته مع رفاقه الضباط يقودون زمرة عسكرية لم يتجاوز عددها المائة جندى متجهين من الخرطوم الى بحرى واعترضتهم قوة انجليزية قرب كبرى بحرى ودارت ملحمة سقط فيها العشرات من الانجليز وظلت المعركةمشتعلة منذ مساء الخميس 27 /11/1924 إلى ضحوة الجمعة 28/11/1924 ونفدت ذخيرة الفرقة السودانية أو كادت فتفرقو فهربالرفاق والتجأ البطل عبدالفضيل وحده إلى مبنى المستشفى العسكرى _ مستشفىالعيون بالخرطوم حاليا _ واخذ الزخيرة من مخزن السلاح التابع للمستشفى واعتلى المبنى فى صورة كأنها خيال واخذ يمطر على رؤس الجيش الانجليزى حمم مدفعه المكسيم فلما عجزوا أمامه تماما ًو خلت الخرطوم من المارة و فروا إلى الغابة وبقى عبدالفضيل وحده فى محاصراً بجحافل الجيش الانجليزى الذي لم يفلح في الاقتراب منه وللقضاء عليه أمرهم المأمور بدك المستشفى بالمدافع الثقيلة بعد نصف يوم أخر من المعركة لينهار على رأس البطل عثر عليه بين الانقاض وجدوه ليس منكفئاً ؛ بل متأبطاً مدفعه المكسيم ومحتضنه بكلتا يديه وكأنه لا يزال يواصل فى المعركة ....وكان عمره وقتها لم يتجاوز الثامنة والعشرين ....وبذا أسدلت صفحة قل أن يوجد لها مثيل فى أمه أخرى ....ورفع االشهيد البطل إلى رفيقه الأعلى.. ولكن ليس قبل أن يحفر اسمه بأحرف من نار على حائط التاريخ ....لكم كان رائعاً!!! فكيف لرجل وحده أمام حامية مدينة ...!!!!!!
نم بفخر أيها البطل ولك الجمال
وما من كاتـب إلا سيفنى***ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيءٍ** يسرك في القيامةِ أن تراه