مواصلة لما بدأنا من حديث عن أمراء الدوبيت الثلاثة، نستطرد اليوم في الحديث عن الحاردلو، أو الأمير الأكبر لفن الدوبيت في السودان، وفي الحلقة القادمة سوف نتناول بعون الله طرفاً من أخبار واشعار أمير آخر؛ وهو المحلق الحمراني (صاحب تاجوج).
مقاطع من
مسدار المطيرق
مساجلة بين الحاردلو وأخيه عبد الله:ـ
أصل قصة مسدار المطيرق أن الحاردلو كان معجبا بجارية اسمها الروضة بت السرة، و كان علي موعد للقائها وشرب القهوة معها. فحضرت لمجلسه ولكنها وجدته نائماً فاستحيت أن توقظه من نومه، فأخذت عصاه (المطيرق) وعادت بها أدراجها واحتفظت بها كدليل يثبت حقيقة حضورها في الموعد المضروب.
والمسدار اتخذ شكل الحوار الشعري بين الحاردلو وأخيه عِبدِ الله الذي عرف بالقصة و بالتالي كان مشاركا في نظم المسدار:
الحاردلو:
ذكـرتي بالبنـات لاعِـنْ مُصــوَّع فاحـت
ضـايـق غُلْبَهِـن مـن شـينـتِـنْ بتَّـاحــت
جِــدِّيـع ودْعـتِـن باللِّيـم علي ماطاحــت
هَـبَـرَنْ كفَّتي وعُقُـب المطيـرق راحــت
*************
عِبدِ الله:
الليـلـة المطـيـرق في نعــيـم وســروره
واتَّ النـوم عبـدتُّـو وما قريتْـلك سـوره
ساعتين انْ صبرْ كُت تحظـى بالبـدُّوره
سعـدك أصْلـو داك ما بجبر المكســوره
*************
الحاردلو:
غَفْـوةْ عيني ديك من يوما ماهـا مَـريَّة
واصـبـحْ حالي متْـل الدخَّلـوا الظَّبْطيـة
أتـرجَّـــاك يـابــو الـتَّــايــة أوَّل سَـــيَّـة
مااتواخذ واكون في حالة غيرمرضيَّة
*************
عِبدِ الله:
مَسامَـحْ يابو يوسف حتْ ولو في مِـيَّة
كونـك للدُّغُـسْ بتـسَــمِّـــــح الـقـافــيَّـــة
ان بقــت المطـيـرق شيلا جابلــو حكيَّة
مِي مسروقـة لاكين فيها حكمــة خفيَّة
*************
الحاردلو:
بعَرْفـك يوم تقوم فى حِجازة واجْواديَّة
تبـذل فـيهــا جهــدك بى صـفــاوة نـيَّـة
معلـــوم تصلـــح البطحـانى والشُّكريَّـة
لاكيـن المطـيـرق مابتجـــي غير دِيَّـــة
*************
عِبدِ الله:
شـيـلتـا في الحقـيـقـــة مثبِّتـابـا الجـيَّـة
خوف مَسْـك الضَّهَـرْ واللوم مع الكُليَّـة
فـي سـبـب المطـيـرق لا تسـيـلـك دِيـَّـة
أنـا ملزومْـبَها وتاني الضَّمـــانـة عـلـيَّا
*************
الحاردلو:
أصْلهـا من بَشَـــمْ مُردا من الغـصَّـــان
ونونايا كتيـر جادْعَـــــا علي الجِـدْيـان
سرَّاق المـطـيـرق فيهـو نـوع رسَـيَـان
مو سرَّاق حمارة الاسمُو أخوك حسَّان
*************
عِبدِ الله:
شَـرَّفْــتَ المطـيـرق سـيـتَـا مِتْـل الزَّانْ
وكلُّـو دا بي سـبـب بُـرِّيـبـَـة العِـنْـقــان
ما لُمْـناهـا في السَّرْقـــة أم جـديداً بَـان
وكان تَـتْـنَّــى فـوقـهــــا نـكـتِّـرْ الأوزان
*************
مقاطع نم متفرقة من شعر الحاردلو:
يـا رب يا كريـم البـِجَّـمَـــــال خَصَّــاهــا
شَبَـريـق الملاين شوفــو كيف رصَّــاها
سلطـان الغرام بالتِّيـهْ عليْ عصَّـــــاهـا
شَمْبانيها ريشـــــة قلبي كَـعْ قصَّــــاهـا
*************
الـبــارِح كلام الـنـاس بـِدور يـفــرُقـــنـا
كلُّـو مرق كِضِـبْ عُقبان صفـينـا ورُقـنا
الدَّرْعَـــة أم شلوخـاً سـتَّة مالكا عُشُقنـا
تتمـايَـحْ مـتـل قصبة مناصـــح الحُقْـنـة
*************
بـت البـي سَـرَبْ قنـَّاصــي ما نشـَّـاهِـنْ
مرَقـنْ من كِلاب البـشـَّــــــرَعْ وشـَّـاهِن
من سَرْق إيدي جيزان الدُّمـوع بشَّـاهن
رَقـدَن في الشلـوخ للنَّافلـة ما قشَّــاهـن
*************
الـزُّول السَّـمِـــــح فـات الكُبـار والقـدرو
كان شافوهو ناس عِبدِ الله كانوا بعقروا
السبب الْحَمــانـي العـيـد هِنـاكَ أحَضْــرو
دِرْديــق الشِّـبـيــكي البـنَّـتـُـو في صَــدْرو
*************
البـارح رُقـادي كَـســـيـدة فـوقــا بِـريـش
وراكوبْتنْ تجيـب صَقَطـاً معاهُـو رِشيش
اللَّحَـمَـــاني مـا أشَهـِّــل جُـمــــال العـيش
بلا هِـنـيـهْـنـاً بـســـوَّنُّـو الدُّغُـشْ بِشِّيـش
*************
مِمَّـا قُمْـــتِ فوق ساجِــك مولِّـــعْ ضَـيِّـكْ
ما اتَّبْعَـــتِ لافِـيـَــة العُطَـــــاشْ بي رَيِّـك
السُّـــرْعْ والنُّشــاط مـا بِشْبهَــن لي زَيِّكْ
تاتِي المَشْيَة خلِّي الناس تمُوت بي غَيِّك
*************
البـارح بشـوفـــو شَلَـــــــعْ بـريـق الـنَّـوْ
وحِسْ رعـداً بِكَرْكِـرْ في السِّحـاب كَوْ كَوْ
داك طير القطــا يدوِّر مشــــــارع الهَــوْ
وفُرقـان البُـطـــــــانـَة اتماسكـن بالضَّـوْ
*************
لخْلـوخـْـــــةً تقوم مَسايَسـَــة ومفروقـــة
بيـن الـتـَّقـْنـتـيـن دفق البـصـيـر مـاروقـا
شنْ جلسـت معاكا، وشـن سِمِــعْ منطوقا
العـســــل النَّقـيـع للحــول حلاتـو تضوقا
*************