بسم الله الرحمن الرحيم
فريق العريجـاء الذهبي لكرة القدم
عاشت كرة القدم بالعريجاء عصرها الذهبي خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وحققت إنجازات كبيرة، منها كأس المكتب (مكتب النعمة) – الذي كان فريقنا يفوز به سنوياً – وكأس مدير القسم ( قسم ود المنسي )، مع مشاركة محدودة في بطولة كأس عتباني – التي تقام بين أبطال أقسام امتداد المناقل، وعددها 14 قسماً – بالإضافة إلى كاسات العديد من المسابقات والسداسيات التي تقام بين الفينة والأخرى في المنطقة، احتفالاً ببعض المناسبات والمنشآت الجديدة.
التيم الذهبي
التيم الذهبي للعريجاء هو تيم الستينيات، بقيادة كابتنه الراحل/ علي نعيم (عليه رحمة الله)، ويتكون من هؤلاء اللاعبين:
· في حراسة المرمى: صديق صباحي، وحسن محمد نور بركات.
· في الدفاع: عباس عبد الله، والسيد عثمان (رحمه الله)، والرشيد العبيد
· في الوسط: حسن حدباي، وأحمد نعيم، وموسى المبارك.
· في الهجوم: علي نعيم، محمد عطا المولى، أحمد عبد الله الشيخ إدريس، ومحمد حمد الشيخ إدريس...
هذا هو التيم الذهبي الذي فاز بمسابقة كأس مدير القسم عام 1968م، ثم انضم إليه لاحقاً إبراهيم الصافي في حراسة المرمى، والإمام رحمة (عليه رحمة الله) وحامد الزين في الدفاع، وعثمان الزين وعلي الشيخ إدريس في الوسط، وإبراهيم نعيم وعباس بخيت في الهجوم، وعبد القادر إدريس باعتباره جوكر يجيد اللعب في عدة خانات في الملعب، ويشوت بكلتا رجليه اليمين والشمال، ثم انضم إلى الفريق لاعبان في غاية الحرفنة والمهارة، وهما عبد الوهاب المبارك في الوسط ويوسف عوض الكريم في الهجوم.
من عمق الذاكرة:
1. كنت صغيراً وأنا أشاهد مباراة قوية بين العريجاء والنو، وكان أحد لاعبي العريجاء يلعب وهو معصوب الرأس (أصيب في رأسه أثناء المباراة)، وكان هذا اللاعب يصول ويجول ويفعل الأفاعيل في الخصوم، فقلت لأخي فضل المرجي – الذي كان واقفاً بجانبي – ( اللاعب الراسو مربوط ده منو ؟! )، فرد عليَّ في دهشة: (إنت ما عارف ده منو ! ده ما علي نعيم ياخي !!).
2. عبد القادر إدريس كان أحرف وأمهر وأقوى لاعب في المنطقة بأسرها، وكان أحد قدامى لاعبي النو يسميه (حصان الكورة)، وكان جوكراً يجيد اللعب في عدة خانات من الملعب، منها حراسة المرمى، وقلب الدفاع، ووسط الهجوم، وساعد الهجوم الأيمن والأيسر... ولو أن الله قد هيأ لهذا اللاعب أن ينشأ في الخرطوم أو مدني لكان من أبرز اللاعبين الدوليين السودانيين !!!
3. حكى لي أخي فضل المرجي طرفاً من ذكرياته عن المباراة الفاصلة بين فريق العريجاء وفريق الجديدة في نهائي كأس مدير قسم المنسي، قال: لعبنا مباراة في ميدان محاط بالشجر (يقصد ملعب رئاسة قسم المنسي)، وفي الدقائق الأولى أصيب مرمانا بهدف... ثم انتفض لاعبونا وهاجوا وماجوا فأمطروا مرمى الفريق الخصم بثلاثة أهداف كانت كفيلة بفوزنا بالمباراة... وقال: (أجنحتنا كانوا محمد عطا المولى وأحمد عبد الله، وكانوا بيتبادلوا الخانات أثناء المباراة... والوكت داك حكاية تبادل الخانات الظهرت قريب ده؛ كانت لسه ما جات !!!)
4. لعبنا ذات مرة، مباراة ضد فريق طرطشة - بأرضهم وبين جمهورهم – وكانوا قد سجلوا حارساً جديداً من ضمن الموظفين العاملين بمكتب النعمة، وكانوا سعداء بهذا الحارس ويهتفون باسمه منذ بداية المباراة.... وفي مطلع الشوط الأول كسبنا ضربة حرة مباشرة على بعد نحو 30 متر، وتصدى لها حامد فأطلق صاروخاً أرضياً ولج مرمى حارس طرطشت الجديد، الذي اكتفى بالفرجة عليه... حينئذٍ صمت المشجعون الطرطشاويون وكفوا عن الهتاف !!!.
5. في أول مباراة رسمية لإبرهيم نعيم مع فريق العريجاء ساهم في فوز العريجاء على النو بستة أهداف مقابل هدف وحيد، لم يستطيعوا إحرازه إلا بعد أن قاموا جميعهم بخلع كدَّراتهم، وعندما أحرز لاعبونا الهدف السادس، انفضَّ مشجعو النو وركبوا اللوري بتاعهم وهم يقولون: (بعد ده خليناها لي أولاد العريجاء!!).
6. أحمد نعيم عمَّر كثيراً في الملاعب وكذلك محمد عطا المولى، ثم تبعهم عباس بخيت الذي عمر كثيراً حتى أدرك جيل ناس عكاشة، واشتهر في منطقة العزازي (بعباس كورنا) لأن ركنياته كانت غالباً ما تترجم إلى أهداف.
7. انتهت مباراة فاصلة بين العريجاء والعزازي بالتعادل ( 2 – 2 )، وكان لابد من حسم النتيجة بضربات الجزاء الترجيحية ( 5 ضربات ترجيحية لكل فريق )، وكنا على ثقة كبيرة بحارسنا المتألق عبد القادر إدريس ( وهو بلا شك أفضل حارس مرمى مر على العريجاء على الإطلاق )... الذي وقف في المرمى في انتظار تنفيذ أول ركلة ترجيحية للعزازي... وكان عبد الله ود أغيبش ( عليه رحمة الله ) واقفاً بجانبي، فقلت له: (عبد القادر كان مسك تلاتة من البلنتيات دي يكون ما قصَّر تب !!)، فرد علي قائلاً: ( والله العظيم –كان الله راد الخير – چت عليهن يمسكن ).
بالمناسبة فزنا فعلاً في تلك المباراة وكسبنا الترجيحيات، وكان لعبد القادر وحامد والكابتن محمد عطا المولى الدور الأكبر في ذلك الفوز.
8. كانت هناك مباراة بين فريق العريجاء وفريق العمارة كرم الله – والمباراة مقامة على ملعب العريجاء – وقد انتصرنا في تلك المباراة بخمسة أو ستة أهداف نظيفة... ولكن من أجمل لقطات تلك المباراة أن أحد مدافعي العمارة استلم الكرة وهو على الطرف الأيمن من الملعب، ولكنه تحرك بالكرة عرضياً ماراً أمام مرمى فريقه... فإذا بمهاجمنا أحمد عبد الله ينقض عليه فجأةً مثل الأسد الهصور، ويخطف الكرة من رجله، مطلقاً صاروخاً مدوياً، اخترق المرمى دون أن يراه الحارس ولا الحكم ولا اللاعبين ولا المتفرجين...