بسم الله الرحمن الرحيم
شعراء البطانة يتجادعون بالنميم
اجتمع أربعة من شعراء البطانة، ودارت بينهما مجادعة بالنميم عالية الكعب، حيث أبدع كل منهم في وصف جمله مع التزامهم جميعاً بالقافية التي اختارها أولهم (أحمد عوض الكريم أبو سن)، على الرغم من صعوبتها، ووعورة مسالكها:بدأ هذه المجادعة الرائعة شاعر الشكرية الكبير أحمد عوض الكريم أبو سن – صاحب المسادير الشهيرة – حيث قال واصفاً جمله: بعَدْ ما زاحَـم الجَمُّـول، وسوطها چَبَكْ
جريك عنَّة، ومسارْعَكْ برْقْ، ونايبك كَكْ
على هجِّيم السَّحِـي، الريدو أبى ينفَـكْ
هَجَـمْ كارِس، مِتِل حاضْـنَ الحبارة برَكْ
فرد عليه الشاعر؛ الصادق حمد الحلال (الشهير بالصادق ود آمنة)، فوصف جمله بأعجب الأوصاف:أمَّـكْ حوريَّـة أبوك عنَّافي قاطـع الشَّكْ
وجِدَّك دِيـك نِعـامْ أرْبَد مِوارْكَ السَّـكْ
وشاكْةَ المَهُـر الراجياهو مَـكْ من مَـكْ
يسـوِّي جَرِي الهَـوا الكاتِم بعد ما فَـكْ
فما كان من الشاعر؛ عبد الله ود شوراني (الكاهلي المرغمابي)، إلا أن رد عليهم واصفاً جمله (الهرع) بهذه الرباعية البديعة:أبْ صلَعَـة القِطـابي، الطـارْ بعد ما رَكْ
أسرَعْ مِنُّو فـور هَـرَع البروق لا شَـكْ
على الرمَّى حجيلـو، بعد الصَّقَـط ما فَكْ
صـدْرو بِفَكِّك الهَسَكـة أمْ حديداً شَـكْ
وختم هذه المجادعة الجميلة الشاعر كرار الشكري؛ واصفاً جمله بهذا الوصف العجيب:مِـمَّــا قُمْـتَ نايـِب للوقَـر جَـرَّكْ
نقـايِب جِـدَّك السِّوْسِيوْ عليهـا عَـرَكْ
على سـت الحيـا الدُّكانهـا خـاتي اللَّكْ
بعيـد يا غايِس البرق، أبْ هَطيـلاً تَـكْ