الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي اله وصحبه وبعد : في هذه المساحة أتحدث عن منكر يلاحقنا أينما حللنا ويضايقنا في أي مكان نزلنا إن ذهبنا الي الشواطئ متنزهين كان لنا بالمرصاد يجرح قلوبنا وان ذهبنا الي الحدائق والبراري والمتنزهات وجدناه يعرض علينا ليسمم آذاننا عند الاشارات يعرض علينا قسرا" وان أبيناه يعرضه لنا شباب بصورة تنبئ عن قلة ذوق وانعدام حياء منكر تسطر لأجله صفحات الصحف وتفرد له قنوات ويوسم أهله بالنجوم زورا وبهتانا ، منكر يغزونا في قعر بيوتنا ، في سياراتنا ، في أسواقنا ، منكر أصبح اليوم معلما" للمهرجانات السياحية تبذل لأجله أموال وتهدر في سبيله طاقات وتضيع أوقات ويفرط في صلوات منكر اصبح قرين بعض الحفلات الزواجية به تتباهي أسر وتتفاخر نساء ، انه المخدر المسموع والمسكر القاتل انه الصوت النشاز انه أنكر الأصوات إنه النهيق والنعيق الذي تخرجه حناجر الفاشلين التائهين المسمون بالفنانين إنه صوت الشيطان ورقية الزنا إنه المعازف والغناء إنه خمر القلوب والصاد عن ذكر الله وعن معالي الأمور ، ياأمة محمد إن أعداء الاسلام قد هيأوا لشباب الاسلام ميادين كثيرة لتبديد طاقاته وتنهيته عن ماينفعه في دينه ودنياه لا عن فريضة الجهاد فحسب بل عن طاعة الله بعامة وأصبح ذلك من الأمور المألوفة لدي عامة المسلمين حتي ماتت في نفوسهم الغيرة علي دينهم وهان عليهم عزهم وكرامتهم إن في المسلمين صفوفا تولي أعداء الاسلام اعدادها لحمل جراثيم الفساد الخلقي التي تقتحم قلوب أبناء المسلمين فتميتها وتحولها من قلوب بشرية مفطورة علي الخير الي قلوب حيوانية ليس لها هم الا تلبية الشهوات لاتفكر الا في البطن والفرج واللباس لافرق عندها بين أن يأتيها من طريق حلال أو حرام ، ومن أمثلة هذا النوع صفوف الرقص الساقط والغناء الماجن والمزامير الملهية عن الحق والخير وسائر الملاهي التي لم يبق منزل في الأرض ولا مكان الا وصل فسادها الي أهله إلا مارحم ربي ، لقد أبتليت الامة بالمعازف والغناء في صفوف شبابها وفتياتها حتي أصبحت تري من يحتفظ في ذاكرته بأسماء لاتحصي لأغان ومغنين ولايحفظون سورة من القرآن لقد غزتنا وسائل الاعلام بهذا العفن الذي خدر مشاعرنا وأمات غيرتنا وزعزع أخلاق شبابنا وفتياتنا فظهرت صور التميع والانحلال ورق الدين وقل الحياء ووهنت الارادة ودنت الهمم وثقلت لقد أراد أعداء الاسلام وأذنابهم ممن يريدون أن تميل الأمة ميلا عظيما أرادوا من نشر هذا الغثاء أرادوا أن يصرفوا المسلمين وشبابهم ويلهوهم به عن معالي الامور ومصالح الأمة التي لو علمها الشباب حق العلم وتصورها حق التصور وعلم واجبه نحوها لانصرف الي تحقيقها ولحرم أعداء الأمة وأذنابهم مايتمتعون به من خيرات بلاد المسلمين التي لايحصلون عليها الا بجهل المسلمين وانحطاطهم وسفالة أهدافهم في حياتهم وعدم قيامهم بدفع العدوان علي دينهم وحقوقهم لقد أدرك الاعداء أنهم لم يهزموا الامة المسلمة الا حينما يضعفوا أخلاقها ويدمرون غيرة شبابها في حرب سبعة وستين بين العرب واسرائيل كانت الجيوش العربية تسهر الليل علي الغناء وجيش اسرائيل يقول ان موعدكم الصبح فكانت الفاجعة ، الغناء أيها الأحبة كان سببا في زوال مجد المسلمين في الأندلس عندما كانت غاية الأماني هي سماع الأغاني وهي تنخر في جسد الأمة جيلا تل وجيل ، الغناء اخواني هو المحرك للغرائز والمثير للشهوات انها تنتهي بالانسان الي سعار شهواني لاينطفئ ولا يرتوي بل ويدفع الشباب الي الفعل المادي لاطفاء هذا السعار فاذا لم يتم ذلك تعبت الأعصاب المستثارة وكان ذلك بسبب التعذيب المستمر لها قال شيخ الاسلام (فالغناء رقية الزنا وهو من أعظم الاسباب في الوقوع في الفواحش ويكون الرجل والصبي والمرأة في غاية العفة والحرية حين يحضره فتنحل نفسه وتسهل عليه الفاحشة ويميل اليها فاعلا أو مفعولا به أو كلاهما كما يحصل بين شارب الخمر وأكثر ) فاذا كان هذا الكلام في عصر شيخ الاسلام فماذا عن حال الغناء في عصرنا حيث الكلام الساقط والاثارة السامجة بالكلمة بالحركة والمؤثرات الاخري . قال ابن القيم (ولاريب أن كل غيور يجنب أهله سماع الغناء كما يجنبهم أسباب الريب ومن طرق اهله الي سماع رقية الزنا فهو أعلم بالاثم الذي يستحقه ) وقال أيضا ( ومن مكايد عدو الله ومصايده التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين سماع المكاء والتصدية والغناء بالآلات المحرمة ليصد القلوب عن القرآن ويجعلها عاكفة علي الفسوق والعصيان فهو قرآن الشيطان والحجاب الكثيف عن القرآن وهو رقية اللواط والزنا وبه ينال الفاسق من معشوقه غاية المني كاد به الشيطان النفوس المبطلة وحسنه له مكرا وغرورا وأوحي له الشبه الباطلة علي حسنه فقبلت وحيه وادخرت لأجله القرآن مهجورا ) أيها الأخ الحبيب المؤمن بالله ان كنا ممن تهز مشاعره كلمة حرام فلنعلم ان الغناء حرام .. حرام وان أفتاك الناس وأفتوك ، أما يكفيك أن الله ذمه فقال :( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ويتخذها هزوا أولائك لهم عذاب مهين ) وقد أقسم ابن مسعود ثلاثا أن لهو الحديث هو الغناء وبه قال كثير من المفسرين فما الذي أحوج ابن مسعود الي القسم ، الا يقينه وجزمه بمايقول أفيترك قوله برأي فلان وهوي فلان اما يكفيك أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد أخبر عن قوم سيستحلونه فقال :( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) أي يعتقدون ذلك حلالا بل ويطلبون ان تكون حلالا من المفتين السافلين ممن قل دينهم وانتشرت في الافاق بدعهم، أخواني ليس العجب من انسان تافه فاشل في حياته ودراسته مبتور عن مجتمعه يمتهن الغناء له مهنة فانه انسان قد سفلت همته فأوصلته الي هذا المستوي المنحط لكن العجب لاينقضي من شباب أمة يجري في عروقهم حب الله ودينه وتنبض أفئدتهم بالشوق الي وعد الله والخوف من وعيده ومن فتيات ينتسبن الي أمة خير الأنام ثم هم يلهثون وراء هؤلاء السافلين يعلقون صورهم ويحفظون سيرهم ويرددون غثاءهم ويجعلون من أهل الفن روحهم وقلوبهم وعيونهم يسطرون هذا في كتبهم وغرفهم وسياراتهم وعلي الجدر والأسوار بل وفي أماكن الخلاء فأي مستوي" منحط يسير اليه شبابنا وأي مستقبل ينتظره أبناؤنا وأي همة يسعي اليها اجيالنا ياأخاه وياأختاه تساؤلات أطرحها اليكم فزوروا في نفوسكم الجواب وأحسموا القضية قد علمتم من نبيكم ان المرء يحشر مع من أحب أفتحبون أن تحشروا مع من كان ذاكرا شاكرا تاليا أم مع من كان تائها مغنيا لاهيا هل يستوي من يبعث يوم القيامة ملبيا ومن يبعث مغنيا لايستوووون.يأتي القرآن يوم القيامة شفيعا لأصحابه فهل سيشفع لك الغناء سوف تقف بين يدي ربك فردا أتأمن أن يفجأك الاجل ويختم لك بهذا العفن؟.