الحمد لله الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أحمد سبحانه ذل له العالم وسجد وأشهد أن لا اله الله وحده لاشريك له إله الاولين والاخرين ورب الخلائق أجمعين واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين صلي الله عليه وسلم وعلي اله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين وبعد
ما اروع هذا الدين وماأكرم رب العالمين تكون جالسا وذنوبك تغفر وخطاياك تمحي وحسناتك تزداد ومنزلتك ترتفع عند الله وأنت لاتدري ولاتعلم ! كل ذلك وأكثر إما بدعوة محب لك في الخافية أو بصدقة قد نسيتها جارية أو بكلمة طيبة هديت بها قلوبا لاهية فأسأل الله لي ولكم العفو والعافية وان يغفر لنا ولوالدينا ويدخلنا جنة عالية .
فينبغي أحبتي في الله أن نشكر الله جل وعلا علي هذه النعم التي تغمرنا من حيث لاندري وان نشكره أكثر علي النعمة العظيمة التي امتن بها علينا واصطفانا لها من بين سائر الخلق وهدانا لها ألا وهي نعمة الاسلام هذه النعمة التي لطالما حرم منها الكثير من الناس فأصبحوا يجرون وراء الشهوات والملذات ولا يدرون أن لهم رب عظيم كريم هو رب الارض والسماوات فاللهم لك الحمد كثيرا ولك الشكر كثيرا أن هديتنا للاسلام وجعلتنا من خير أمة أخرجت للانام تأمر بالمعروف وتنهي عن الآثام .
فعليك أخي الحبيب أن يلهج لسانك بذكره كما يلهج بحمده وشكره طاعة له سبحانه وتعبدا وتوحيدا لان الله سبحانه هو المعبود الحق الذي يذكره الانسان في كل لحظة من اللحظات ولا يفتر لسانه ولاتكل نفسه ولاتمل من ذكره بل تسعد وتنشرح اذا ذكرت ربها وخالقها جل في علاه وتهدأ وترتاح وتستكين له تبارك وتعالي كيف لا وقد قال ربي وأحق القول قول ربي (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)وانظر اخي الحبيب الي حال السلف رحمهم الله في حالهم مع ذكر الله روي عن أحد السلف وهو يتحدث عن نفسه عندما يكون في المجالس مع الناس قال رحمه الله (نكون مع الناس بأجسادنا ولكن في الحقيقة نحن مع الله بأرواحنا وقلوبنا) ياسلام انظر كيف كانوا يستغلون كل لحظة من لحظاتهم في طاعة الله وعبادته جل وعز وذلك لما علموا أن الله يتفضل عليهم بالنعم وتعمق الايمان في قلوبهم وامتلأت نفوسهم بمحبة الخالق سبحانه كان هذا حالهم . اما اليوم فتعال وانظر حال المسلمين فتجدهم اذا ذكروا لايذكرون واذا اتعظوا لا يتعظون وهم بلهوهم مشغولون وفي دنياهم منهمكون فنسأل الله السلامة والعافية . أخي في الله اذا أردت ان تكون حالك مثل حال أولائك السلف عليك ان تعلم أن العمر مهما طال فهو قصير والدنيا مهما تزينت لك وتزخرفت فهي زائلة ، عليك ان تضع الموت نصب عينيك فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (اذكروا هادم اللذات يعني الموت)وعليك ان تغتنم الاوقات وتملئها بذكر رب الارض والسماوات حتي تسعد في الدارين دار الدنيا ودار الاخرة قال تعالي (من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) جعلني الله واياكم من الصالحين المصلحين الهداة المهتدين الذاكرين الشاكرين ولاتنسونا من صالح دعاءكم وشكر الله سعيكم ووفقكم لما فيه رضاه وتقبلوا تحياتي والسلام[b]