--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
العريجاء – معالم اندثرت؛ ولكنها لا تزال عالقة بالذاكرة
العريجاء قريتنا الحبيبة، التي نشأنا بها، وترعرعنا على ترابها، وعشنا فيها أجمل سنوات عمرنا، إبان ميعة الصبا، وريعان الشباب، كانت بها معالم عديدة قد اندثرت، وعفت آثارها، ولكنها لا تزال ماثلة بذاكرتنا، حيةً في مخيلتنا. وفي الأسطر التالية نحاول تسليط الضوء على بعض تلك المعالم:
1. الصلالات (الآبار السطحية): هذه الآبار كانت تمثل مصدر الماء الوحيد لأهل الحلة القديمة، التي كانت قائمة قبل (الباجور)، والتي يقوم في مكانها حالياً كمبو الغرابة. والصلالات عبارة عن آبار سطحية لا يتجاوز عمقها القامة والقامتين، وكانت تنتشر في مكان الهواير الحالي، وقد استنفدت هذه الآبار أغراضها بعد إنشاء البئر الأرتوازية (البيَّارة) بالقرية، فارتاح الناس من عناء انتشال الماء بالدلاء من تلك الصلالات. وبعد ذلك عمد أهل القرية إلى استخراج الرمال البيضاء الناعمة من قاع هذه الآبار، لاستخدامها في مسح أرضيات المنازل وجدرانها من الداخل.
2. جزارة حسن علي الدنقلاوي: هي أول جزارة يتم إنشاؤها بالعريجاء على الإطلاق، وكانت في فسحة تقع جنوب بيت حاج/ حسن علي، في المكان الذي يقوم عليه حالياً منزل الحاج/ عطية علي عطية. وكان يعمل بها معه كل من أحمد ود قسم السيد في مهنة السلخنجي، وأحمد ود حماد في مهنة الكرشنجي. وكان عمنا سعد ود حسن (رحمه الله)؛ الرجل الفكاهي، صاحب الدعابة والروح المرحه، يقول إذا نهض من جلوس: كبْ؛ أنا أخو بناتاً شيخن إبراهيم ود أمحد النور، وعمدتن ابراهيم ود العبيد، وتاجرن علي ود الضبَّاح، وجزارن حسن علي، السلخنجي أحمد قسم السيد، الكرشنجي أحمد حماد. كناية عن بنات العريجاء، وحفظنا ذلك منه لكثرة ترديده له. ثم تخلَّى حسن علي عن تلك الجزارة بمجرد فتحه لدكانه العتيد، الذي آل في نهاية المطاف إلى الحاج/ ملك الدار عبد الماجد
.
3. بيت المجلس: هو قاعة المحكمة الشعبية، التي كانت سائدة في عهد الإدارة الأهلية، التي يتولى زمامها العمد والنظار وزعماء القبائل. وبيت المجلس تم بناؤه بالعريجاء منذ إنشاء القرية في الخمسينات من القرن الماضي، وهو عبارة عن غرفة واسعة مبنية بالطوب الأحمر والأسمنت (المونة الحرَّة)، مع برندة مسقوفة بالزنكي. وكان يجلس فيه العمدة/ إبراهيم العبيد، في أيام محددة من الأسبوع للاستماع إلى شكاوى الأهالي، والفصل في قضاياهم. وعندما تم افتتاح مدرسة العريجاء الأولية عام 1962م، ولم تكن مباني المدرسة قد شيدت بعد، تم استغلال مبنى بيت المجلس كفصل دراسي أكملت فيه أول دفعة من التلاميذ (دفعة رياض ومرجي وعباس وسالم وأبو رجيلة) سنتهم الدراسية الأولى، قبل أن يتم انتقالهم إلى مدرسة القش. وبعد إلغاء نظام الإدارة الأهلية، تم تعديل بيت المجلس ببناء غرفة إضافية فيه، واتخاذه مقراً لنادي شباب العريجاء (نادي الكفاح الرياضي الاجتماعي بالعريجاء). ثم تم لاحقاً تحويل النادي إلى مقره الحالي، الذي يقع في المكان الذي كان يقوم به كشك جرجير، وتم هدم بيت المجلس واستغلال طوبه في بناء فصول مدرسة العريجاء المتوسطة.
4. المراحيض العامة: كانا مرحاضين من الزنكي المطلي باللون الأخضر، ولهما أرضية من الأسمنت، وسقفهما مفتوح، ولكل مرحاض مدخلان، مدخل شرقي ومدخل غربي، وكل مرحاض يشتمل على عدة غرف داخلية. وقد كان أحد هذين المرحاضين يقع في الناحية الشمالية للقرية (قرب الهواير)، والآخر في الناحية الجنوبية (قرب الميدان). وقد تم إنشاؤهما في منتصف خمسينات القرن العشرين، مع بناء القرية الجديدة. بغرض الاستعمال العام من جانب سكان القرية. وأذكر أن هذه المراحيض كانت نظيفة، وخالية من أي رائحة كريهة، لأن الاستعمال كان راقياً. ولكنها اندثرت في أواخر الستينات ومطلع السبعينات. ولم يبق لها أي أثر.
5. البيكم أو البانديرا: كنا نحن الصغار نسميها (البيكم) وأهلنا الكبار يسمونها (البانديرا)، وهي عبارة عن عمود معدني، مركوز في الأرض، طوله نحو 2.5 متر، وفي قمته لوحتان معدنيتان متصالبتان، والبيكم نوع من أنواع منار الأرض، وقد تم تركيبها لأغراض المساحة. وكانت البياكم في ذلك الزمان كثيرة، وتنتشر هنا وهناك، ولكن البيكم الموجودة في حرم القرية كانت واحدة فقط، و كانت قريبة من بيتنا، فهي تقع بالتحديد في الفسحة الواقعة شمالي منزل أبناء العم عبد الجليل علي (رحمه الله). وكان أطفال القرية يتخذنها (ميساً) في ألعاب (التيوة)، و(حرَّت) و(شدَّت) وخلافها. ولقد بحثت عن أصل هذه المسميات فوجدت أن بيكم أصلها إنجليزي؛ وهي (BEACON)، ومعناها المنارة، وبانديرا أصلها إيطالي (البنديرة بالإيطالية تعني الراية).
6. البيارة المروحية (طاحونة الهواء): طواحين الهواء، المنتشرة حالياً في هولندا، والتي كانت سائدة قديماً في أوروبا، هي عبارة عن مراوح ضخمة تدار بفعل حركة الرياح، وتستغل هذه الطاقة الحركية في طحن الغلال أو ري المزروعات، ونحن هنا إنما نقصد بطاحونة الهواء البيَّارة القديمة التي كانت تدار بمروحة حديدة ضخمة، ترتفع عالياً في السماء، على برج حديدي شاهق، وتتصل بها ذراع معدنية في طرفها لوحة تساعد على توجيه المروحة في الاتجاه الصحيح للرياح. هذه المروحة تتحرك بفعل حركة الرياح، فتنتقل حركتها ميكانيكياً إلى الكباسات التي ترفع الماء من أعماق البئر إلى الصهريج. أما الصهريج فكانت به عوامة تتصل بمقياس مدرج يحدد مستوى الماء في الصهريج، وتنحدر من أعلى الصهريج ماسورة ضخمة، لتصريف الماء الفائض في حوض يسمى (الميضة)، ومن هذه الميضة يمتد جدول إلى أقصى الطرف الغربي للقرية، حيث ينتهي بميضة أخرى تقع بين بيوت حاج الحسن وبيت جادين ود البخيت. وأذكر أننا كنا أيام الطفولة، بعد أن نفرغ من اللعب في الليالي المقمرة، ، نأتي إلى البيارة، لنستحم بذلك الماء الدافئ الذي يتدفق بغزارة من تلك الماسورة الضخمة، وكنا نسمي ذلك الماء (الفائظ)؛ وهو تصحيف لكلمة الفائض. وكانت هذه البيارات العالية العاملة بفعل الرياح منتشرة في كافة أرجاء المنطقة، حيث يراها المسافر من بعيد، في هذه الناحية أو تلك، وكم كان منظرها جميلاً وخلاباً. من مزايا هذه البيارات أنها كانت لا تحتاج إلى طاقة بترولية (جازولين)، ولكن لها عدة عيوب؛ منها انقطاع الماء في أوقات (الكتمة) حين تضعف حركة الرياح، حتى يضطر الناس أحياناً إلى صعود رجل إلى أعلى برج المروحة ليديرها بيده. كما أنه في أوقات الرياح العاصفة قد تتطاير بعض ريشات المروحة وتتناثر في الساحة المحيطة بالبيارة أو في بعض الحيشان المجاورة، وهو أمر غاية في الخطورة. هذا بالإضافة إلى عدم التحكم في إخراج الماء من البئر إذ هو مرهون بحركة الرياح، وهناك فائض كبير من الماء لا يستفاد منه، وذلك بلا شك يعجل من إنضاب المعين الأرضي الذي نستقي منه. وهذه البيارة لا تزال بعض آثارها باقية، فالبرج الحديدي العالي الذي يقف عليه الصهريج الحالي هو نفس البرج الذي كانت تقف عليه المروحة؛ ولكنه خضع لبعض التعديل، لكي يحمل الصهريج، والجداران الأسمنتيان المتوازيان الموجودان حالياً أمام البيارة قد كان يقف عليهما صهريج البيارة المروحية القديمة، والمسطبة الأسمنتية الفسيحة الموجودة أمامهما هي التي كانت حنفيات الماء مركبة فوقها.
7. بص إدريس ود الأمين: ربما يتساءل البعض كيف يعد البص معلماً؟!، ونحن نقول أن بص إدريس ود الأمين كان معلماً حقيقياً، فهو عبارة عن كندا قديمة، كثيرة الأعطال، ولكنه كان يمثل وسيلة النقل الحديدية الرئيسية بالقرية. وكان بالقرية أيضاً بالإضافة إلى هذا البص لوري (داودي) يملكه علي ود الضباح، وداودي آخر يملكه عبد الرحمن قلاب (نسيب ناس نعيم)، ولكن خدمات النقل الرئيسية كان يقدمها بص إدريس ود الأمين. أما عربات الكارو التي تجرها الخيول فلم يكن لها وجود بالقرية، وأذكر أن أول من أدخل الكارو في القرية هو الخال/ الطيب ود الأعيسر، عندما جاء بأسرته للسكن بالعريجاء، بعد أن ارتحل عن الجميلية. وكانت له كارو يقودها حصانان (دبل بستم). وكانت كندة إدريس ود الأمين تنقل الناس إلى العزازي في يوم السوق، بالإضافة إلى المشاوير الأخرى في مناسبات الأفراح والأتراح وخلافه. وإدريس هذا في الأصل رجل من قرية أم مغد، وله قرابة مع ناس حاجة التاية (رحمها الله)، وكان في أول عهده يقيم معها في بيتها، ثم اتخذ بيتاً في المكان الذي كان يقوم به منزل محمد الأمين المسعودي، وهو رجل فيه حدة وشدة، وكنا نخاف منه أكثر من خوفنا من كلبه (بوبي) العقور، وكنا نرتعد من الرعب عندما يقبض علينا ونحن نلعب في بصه. وهناك طرفة تنسب إليه؛ لا يزال يحكيها أهل العريجاء، وهو أنه كان متجهاً بالكندا، وهي مكتظة بالركاب، إلى العزازي في يوم سوق، وبينما البص يسير بمحاذاة ترعة (الرايات)، إذا هو برجل يجري نحوه من إحدى الحواشات، ويصيح مشيراً إليه بيديه ليتوقف، وكان ذلك الرجل خالنا أبو عركي، فأوقف إدريس البص، حتى وصل أبو عركي. فقال له: (خير إن شاء الله خير يا أبْ عركي!)، فرد عليه: (عليك الله أديني سفَّة)، فبادر إدريس بمناولته (الحقة)، وهو يقول: (بالله يا أبْ عركي، بعد ما تسف، اجْدع الحُقة دي قدام اللستِك!!)
8. مجمَّع حاج الحسن (الذي يكتنفه الغموض): يقع مجمع حاج الحسن في أقصى الطرف الغربي من القرية، خلف منزل جدنا رحمة محمد نور (رحمه الله) وهو عبارة عن عدد كبير من الغرف المتقابلة والمتلاصقة والمتشابكة، التي تحتل مساحة مربوع بأكمله، ويغطيها سقف واحد، وليس لهذا المجمع سوى مدخل واحد. ولا يعيش فيه سوى صاحبه حاج الحسن ود بابكر، وهو كهل أعزب، يعيش بمفرده في هذا المجمع الضخم، الذي يحوي العديد من الغرف السكنية ومخازن الغلال. وقد تواترت روايات الأشخاص الذين استطاعوا دخول هذا المجمع، وهم قلة، على أن بداخله من الأروقة والدهاليز والمتاهات ما لا يعلم مداه إلا الله سبحانه وتعالى. ويزعم أهل القرية أن لحاج الحسن زوجة جنية تعيش معه في ذلك المجمع، فهو لذلك لا يسمح لأحد بتخطي عتبة بيته، وزعموا أن أحداً من أفراد القرية (الشيخ إدريس ود العيكورة) رأى هذه الجنية يوماً عندما جاء لمقابلة حاج الحسن عقيب غروب الشمس (مع المغارب)، وهي في كامل زينتها، ترتدي فستاناً أحمر زاهياً، فتسمرت قدماه على عتبة الباب، وأصيب بصدمة عصبية عنيفة. وكان حاج الحسن يمتلك عدة حواشات، وليس له أسرة لينفق عليها، لذا فقد كان من أساطين الشيل وإسلاف المال والذرة لأهل القرية، لا سيما في فترة الصيف وأول الخريف، وكان الكثيرون منهم يشكرون له هذا الدور لأنه يسد حاجتهم ويفرج كربتهم في وقت العوز والحاجة العمياء. ارتحل حاج الحسن بعد أن تقدمت به السن عن القرية، وسمعنا بعد ذلك أنه توفي (رحمه الله)، واشترى الأخ/ عبد المطلب محمد رحمة (الفحل) هذا المجمع من ورثة حاج الحسن، ثم هدمه وأعاد بناءه بالطوب الأحمر، أما جنية حاج الحسن فلا أدري أغادرت مع حاج الحسن حين ارتحل، أم أن الأخ الفحل فوجئ بوجودها في المنزل حين اشتراه.
لطيفة: حديثي في الفقرة أعلاه كان عن حاج الحسن الأصلي، ولم أكن أعني إبراهيم نعيم بأية حال.
9. المطامير (صوامع الغلال الشعبية): المطامير عبارة عن صوامع غلال شعبية تقليدية، تحفر على عمق قامة أو أكثر بقليل، وكانت تنتشر في المساحة الواقعة شمال القرية، والفاصلة بينها وبين (كمبو الغرابة)، وكان لكل شخص مطمورته الخاصة به، والتي يختزن فيها محصوله من الذرة بعد موسم الحصاد، ويهيل عليه التراب بعد أن يغطيه (بالرُّوس) و (البتَّاب)، ثم يفتحها بين الفينة والأخرى ليأخذ منها حاجة أسرته من الذرة. وكانت هذه المطامير غالباً ما تكون فارغة في وقت الصيف وبواكير الخريف، فكنا نتخذ منها أماكن للإختباء أثناء لعبنا أيام الطفولة. وقد اندثرت هذه المطامير وهجرها الناس بسبب الضائقة الإقتصادية وقلة المحصول، ولجوء البعض إلى اتخاذ مخازن للغلال في منازلهم.
10. كشك جريجير: أول من أسس هذا الكشك هو أحمد موسى النور، رجل من القوز وجذوره من الجبل، ولكنه تزوج من العريجاء (زينب بت ود شقلي)، وكان علي جريجير شريكاً له في الكشك، الذي كان يبيع الفول المصري، وكان موقعه بين الشفخانة والجامع وبيوت المعلمين، ثم انفرد جريجير بملكية الكشك بعد رحيل أحمد موسى وأسرته إلى الجبل، واستطاع جريجير أن يطور ذلك الكشك، ويوسع نطاق خدماته، حيث أصبح يبيع الشاي والزلابية، بالإضافة إلى الفول المصري. وكان رواد الكشك الرئيسيين من تلاميذ المدرسة نهاراً، وشباب القرية ليلاً. والكشك كان مبنياً من الزنكي في أول عهده، ثم أعيد بناؤه من الطوب النيئ، وألحق به حوش لتخزين علف الحيوانات التي كان يمتلكها جريجير. وقد ظل هذا الكشك مزدهراً طيلة حقبة الستينات والسبعينات، بعد أن تضاعفت ثروة جريجير، وأصبح يمتلك الخيل وعربات الكارو وعدداً غير قليل من رؤوس الماعز، بالإضافة إلى الحواشة. والذي كان يجذب الشباب إلى هذا الكشك، ذلك الشاي الرائع بالحليب الذي كان يقدم للزبائن والرواد، ويسميه جريجير (النحلي)، بالإضافة إلى روح الدعابة والمرح التي كان يتمتع بها جريجير، الذي كان يحلو له أن يدلع نفسه بلقب (جرجرة)؛ فهو يقول مثلاً: (جرجرة دا مافي حاجة بتفوت عليهو). هذا فضلاً عن أن ذلك الكشك كان يمثل الرئة الوحيدة التي يمكن للشباب أن يتنفس عبرها. مما حدا بأهل القرية أن يطلقوا لقب (صعاليك جريجير) على كل مرتادي ذلك الكشك العجيب.
11. عصارة ود حرحوف: هي عبارة عن عصارة بلدية تقليدية، تدار بالجمل، وتتألف من جذع شجرة ضخم، محفور الجوف، وهو مثبت في الأرض، ويدور في جوفه قطب خشبي متصل برافدة خشبية مثبتة على ظهر الجمل، فإذا دار الجمل يدور القطب في قلب الجذع الذي يكون مملوءاً بالسمسم أو الفول، وهكذا يتم عصر الزيت، ويظل الجمل في حالة دوران مستمر، حتى أن أهلنا في السودان يشبهون الشخص كثير الحركة والتجوال بجمل العصارة. وقد كانت عصارة ود حرحوف تنتج زيت السمسم وزيت الفول، بالإضافة إلى الرَّدَّة التي تتخذ علفاً للحيوانات. والحاج محمد ود حرحوف لديه خبرة واسعة في مثل هذه العصارات، وكانت له قديماً ساقية للري على شاطئ النيل الأبيض. ولكن تجربة عصارته بالعريجاء لم تحقق النجاح المطلوب، فهي لذلك لم تعمر طويلاً.
12. الفرن (الطابونة): تم بناء الطابونة (الفرن) بالعريجاء عام 1965، بعد أشهر قليلة من بناء الطاحونة، وكان يمتلكهما بالشراكة كل من أحمد محمد دفع الله (رجل من الكريمت) وبرعي عثمان (رجل من الكاملين)، ثم قام العمدة (إبراهيم العبيد) بشراء الفرن من هذين الشريكين، ثم باعه لاحقاً للحاج/ عبد الله البشير، الذي ظل يديره مدة طويلة من الزمن، حتى اندثر وأصبح أثراً بعد عين. ولكن الأخ/ بلة البشير أنشأ بعد ذلك مخبزاً بمنزله ليسد الثغرة التي خلفها اندثار هذا الفرن، ويوفر الخبز للراغبين من الزبائن في القرية وخارجها.
إسماعيل البشير (ود العريجاء)